حرب في اليمن ليست يمنية.. وانما عدوان خارجي
بقلم: د. عبدالواسع حسين غشيمفي 26 مارس 2015م تحالفت أكثر من 12 دولة بقيادة السعودية وبدعم أمريكي، ليس تحالف اقتصادي وليس تحالف دعم ومساعدة لليمن وشعبها ، وإنما تحالف عسكري لقصف المدن اليمنية وقتل المواطنين اليمنيين، وللأسف أنهم أسموا تحالفهم التحالف العربي وهم من العروبة بعيدون، فكيف يعقل أن يكون تحالف عربي لتدمير أصل العرب؟ .
بدأ تحالف العدوان حربه على اليمن من خلال شن حرب جوية وبرية وبحرية على الأراضي اليمنية، في ظل غطاء أممي وصمت دولي، وتحت مبرر القضاء على الحوثيين وإعادة الشرعية إلى اليمن، الشرعية التي تمثلت في إعادة الرئيس المستقيل والهارب / عبدربه منصور هادي إلى حكم الدولة؛ ولكن هل هذا هو السبب الحقيقي في العدوان والحرب على اليمن ؟؟؟
ان من الغباء وبعد ما يقارب خمس سنوات عدوان وحرب وحصار ظالم على اليمن أن نجد يمنيين بشكل خاص والمجتمع الدولي بشكل عام مصدقين أن الحرب على اليمن هي حرب بين اليمنيين بعضهم البعض، ولكن الواقع هي حرب بين اليمنيين ودول آخرى ( بمساعدة أطراف يمنية )، وما يقال أن الحرب قامت لإعادة الشرعية والقضاء على الحوثيين هي أكذوبة لتدمير اليمن وقتل أهلها، وأن الحقيقة الأساسية للحرب هي عدوان خارجي تم الاعداد له منذ سنوات ، واستنتجت تلك الحقيقة من عدة حقائق شاهدناها على أرض الواقع ، وابرز تلك الحقائق هي :
الحقيقة الأولى : ان قيام إي حرب بين دولتين مهما كانت بساطتها تحتاج إلى فترة زمنية لا تقل عن سنة للإعداد والتحضير والتجهيز المسبق لها، فما بالكم بحرب على دولة تمتلك ترسانة عسكرية ومنظومات صاروخية مثل ما تمتلكه اليمن ، ولذلك لايمكن أن نصدق أن الحرب على اليمن كانت بشكل مفاجئ ولم يتم الاعداد لها منذ سنوات ، وان تحالف العدوان قام بحربه على اليمن بعد وصول الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء …فالحقيقة الأولى أن الحرب على اليمن تم الاعداد والتجهيز والتحضير لها منذ سنوات ، وما الحوثيين ألا مجرد سبب من عدة اسباب لبدء الحرب .الحقيقة الثانية: ان سيناريو استقالة الرئيس الهارب والمسرحية الهزلية لهروبه ووصوله إلى السعودية لا يمكن للعقل أن يصدقها، والحقيقة أن الدنبوع وشرعيته مجرد شماعة وعذر أقبح من ذنب أمام العالم لتدمير واحتلال اليمن .
الحقيقة الثالثة : ان سيناريو القضاء على الحوثيين هي سبب الحرب كان مجرد اكذوبة صدقها أغلب اليمنيين، في حين ان الحقيقة – التي اصبحت جلية وواضحة – هي ان الحرب على اليمن أرضاً وأنساناً بلا استثناء، واقول ذلك استناداً على ما قام ويقوم به تحالف العدوان من قصف وتدمير لكل مؤسسات الدولة وبنيتها التحتية وقتل الابرياء في كل شبر من ارض الوطن .
الحقيقة الرابعة : ان الحصار الجائر –جواً وبراً وبحراً – التي قامت به دول العدوان تحت غطاء أممي؛ كان حصار على جميع اليمنيين وليس على الحوثيين فقط، حصار حرم الشعب اليمني من ابسط مقومات الحياة الأساسية المتمثلة في الغذاء والدواء .
الحقيقة الخامسة : ان العدوان على اليمن تسبب في انقطاع رواتب الموظفين في جميع القطاعات، وبذلك تم فرض عقاب جماعي على كل مواطن يمني ولم يستثني أحد، فكيف يقولون انهم يستهدفون الحوثيين فقط وهم يستهدفون الشعب بأكمله .
الحقيقة السادسة : ان العدوان على اليمن تسبب في انهيار العملة اليمنية ( الريال اليمني) وانخفاض قوته الشرائية، حيث ارتفع سعر الدولار الواحد إلى اكثر من سبعمائة ريال في عامي 2017م و 2018م، في حين كان قبل العدوان ( الدولار الامريكي = 215 ريال يمني ) .
الحقيقة السابعة : أن الحصار الذي فرض على اليمن تسبب في انعدام المواد الغذائية والمشتقات النفطية، بل أدى ذلك إلى ارتفاع اسعارها اضعافاً مضاعفة، وعلى سبيل المثل لا الحصر كان السعر الرسمي للتر البترول 125 ريال وكان متوفر، ولكن مع العدوان والحرب على اليمن ارتفع سعره ليصبح 365 ريال وغير متوفر، نتيجة لاحتجاز وعرقلة وصول ناقلات النفط ومنع ضخ وتكرير النفط اليمني .
الحقيقة الثامنة : تقول دول العدوان ان الغرض الاساسي من حربها في اليمن هو تحرير المحافظات والمناطق اليمنية من سلطات الحوثي ، الأمر الذي يطرح العديد من الاسئلة حول ذلك، وأهم سؤال هو هل المحافظات التي ادعوا انهم حرروها فعلاً تحررت ؟ ، وعلى سبيل المثال لا الحصر محافظة عدن هل تحررت فعلاً كما يزعمون ؟
الحقيقة أن عدن لم تحرر وانما خرج منها الحوثيين وسيطر عليها الاماراتيين ومرتزقتهم وعملائهم من اليمنيين، فالملاحظ وعند زيارة عدن أن لا وجود للدولة أو الشرعية التي يزعمون، وعندما تمر بشوارع عدن لن تشاهد وجود للعلم اليمني او صور الدنبوع وما يشاهده الزائر هو علم الامارات وعلم الانفصال .
الحقيقة التاسعة : دول العدوان وبكل وقاحة يقولون أن القرار في امن واستقرار اليمن بيد اليمنيين أنفسهم، ولكن ذلك مجرد زوبعة إعلامية، فالملاحظ في كل المفاوضات التي جرت بين اليمنيين ( حكومة صنعاء وحكومة الرياض) ؛ أن ما تسمى الشرعية لا قرار لها وليسوا مخيرين في قرارهم وانما مسيرين من قبل دول تحالف العدوان، ويتبعون ما يملى عليهم ؛ رغم ان أغلبهم ليسوا على قناعة بما يحدث او يفاوضون لأجله .الحقيقة العاشرة : نسمع اعلامياً أن الحرب في اليمن حرباً يمنية – يمنية ، فإذا كانت كذالك فلماذا لم يكن قرار ايقاف الحرب يمني ، وقرار ايقافها خارجي (هذا من جهة)، ومن جهة آخرى اليمن وضعت تحت البند السابع وبذلك لا تستطيع اي قوة عسكرية ( سوى شرعية او حوثيين) ان تشتري وتستورد قطعة سلاح واحدة او حتى ملابس عسكرية ، وبذلك فان المعدات والاليات العسكرية للشرعية المزعومة تأتي على شكل دعم من دول العدوان ، بل أن دول تحالف العدوان اصبح لديها معسكرات لجنودها في اليمن ففي عدن معسكر للقوات الاماراتية وفي مأرب معسكر للقوات السعودية .
الحقيقة الحادية عشرة : عندما بدأت الحرب على اليمن لم يكن هناك سوى طرف يمني عسكري واحد هو الجيش اليمني (يتبع علي عبدالله صالح) واللجان الشعبية (يتبع لجماعة الحوثي)، وهم من واجهوا دول تحالف العدوان، ولم يكن هناك جيش يتبع وتحت قيادة الشرعية ، ولكن حالياً نرى أن من يقاتلون ضد حكومة صنعاء اصبح لديهم عدة جهات او مليشيات عسكرية؛ وهي الجيش الوطني – المقاومة الجنوبية – ألوية الحزام الأمني بعدن – المقاومة التهامية – النخبة الشبوانية – النخبة الحضرمية – ألوية ابو العباس – مليشيات المخلافي بتعز – ألوية العمالقة – حراس الجمهورية …… الخ ، وللأسف الشديد – واتحدى اي احد ينكر – فان اغلب تلك المليشيات لا تتبع حكومة الشرعية ولا تأتمر بأوامر وزارة الدفاع في مأرب ألا ما ندر، بل أن أغلبها ترتبط ارتباط رأساً مع دولة من دول تحالف العدوان ، وتتلقى المعدات العسكرية و الاموال منها مباشرة دون اي تدخل يذكر للشرعية المزعومة.
الحقيقة الثانية عشر : إذا كان سبب الحرب على اليمن هم الحوثيين، فقد تم خروج القوات التابعة لحكومة صنعاء من عدة محافظات يمنية ، فلماذا لا زالت قيادة الشرعية وعلى رأسهم الدنبوع يقيمون في فنادق الرياض؟؟ ، ولماذا لا يعودون إلى الأراضي اليمنية ويحكمون عن قرب ؟؟ ، والحقيقة انهم تحت الاقامة الجبرية ولن يستطيعون الخروج ألا بأذن التحالف، وأن جاءوا الى اليمن فهم يعلمون علم اليقين انهم غير قادرين على حماية انفسهم ، بل أنهم لم يعد مرغوب فيهم في اوساط المجتمع اليمني ، وأؤكد للقارئ أنهم لن يعودون الى اليمن حتى وان انتهت الحرب .
وعلى ضوء الحقائق السابقة التي ذكرتها وحقائق آخرى لم اذكرها ( وسوف تظهر مستقبلاً ) يتأكد للقارئ أن الحرب على اليمن هي عدوان خارجي من قبل عدة دول واستعمار مقنع ، وان الحرب ليست يمنية – يمنية وانما هي حرب قامت بها اطراف يمنية بالوكالة عن دول العدوان، وبذلك فأنها حرب خارجية وأن لبست عباءة الوطنية …
ارسال التعليق