“حياة الليل” في السعودية وما خفي كان اعظم.. هل سقطت كذبة المجتمع التقي الورع؟ واين الدعاة “للهداية والصلاح...
تقرير ملفت ذلك الذي عرض في برنامج “مراقبون” على قناة “فرانس 24″ حول شريط فيديو نشر على موقع “اليوتيوب” وصور في مدينة “جدة “السعودية لحفلة “ماجنة ” اثارت “استنفار” هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر للبحث عن “ابطال ” ذلك الشريط “الفاضح ” المسيئ لهيبة وسمعة المملكة.
قطعا لن يكون من العادي لو تحلت محطة عربية اخرى “بالشجاعة ” واعادت طرح الموضوع كما تفعل مع مئات مقاطع الفيديو التي تقتفي اثارها من على الانترنت وتبني عليها سلسلة تقارير وبرامج لا تعد ولا تحصى، لكن حين يتعلق الامر “بفعل مشين” يدين المجتمع السعودي “المحافظ” فذلك “خط أحمر” لا يجدر بنا الاقتراب منه.
الجميل في التقرير انه تحدث عن “الوجه الاخر” لمدينة “جدة” السعودية و “الليالي الحمراء” المزدهرة فيها في تناقض صارخ مع ما يجري التسويق له “اعلاميا” كذلك وتلك الصورة ” المخادعة ” عن مجتمع سعودي تقي وورع.
ولعل الاهم الاستعانة بتقرير سابق لموقع “ويكيليكس″ الشهير الذي نشر “مذكرة ديبلوماسية أمريكية” عن “حياة الليل ” في المملكة العربية السعودية عبر ما كتبه القنصل العام الامريكي أنذاك “مارتن كوين ” الذي تحدث عن انتشار “مظاهر الرذيلة” من “كحول ومخدرات وجنس ” كل ذلك تحت ستار الابواب المغلقة.
السؤال المطروح وموجه لكل من يجيدون الشتم والسب حين يتم فتح هذا “الملف المخزي” عن “الازدواجية السعودية”، حين نتحدث نحن نوصف “بالحاقدين” و”الغيورين” {اما حكاية العمالة والتخوين لا داعي لذكرها}، لكن ماردكم حين تتحدث جهة رسمية “امريكية ” عن الموضوع {لطالما ان لهؤلاء “مصداقية” كبيرة عندكم} وبالتفصيل الشامل الذي لا يدع مجالا للشك؟
تذكرت وانا اتابع هذا الملف بعض تغريدات “الدعاة” السعوديين وبعضها تطرق للاحتفالات برأس السنة وما يصاحبها من “سكر” وعربدة على غرار ما ذكره “محمد العريفي” مثلا وما اعتبرته بعض وسائل الاعلام ردا غير مباشر على قصيدة “عائض القرني” التي صورت كفيديو كليب في تركيا تحت عنوان “امنت بالمسيح”.
اين هؤلاء الدعاة من “الوجه المشين” الذي اضحى منتشرا على طول وعرض الاعلام الغربي ويصل المتلقي العربي بكل سهولة عبر مواقع الانترنت؟ اين برامجهم التي تكلف ميزانيات ضخمة من “محاربة” الرذيلة والفحشاء التي تعصف بسمعة بلدهم؟ ولماذا لا يجرؤون على المجاهرة بالحقيقة و”الدعوة لهداية” هؤلاء واعادتهم لطريق الرشد والصواب؟ ام ان “المتورطين” ينتمون “لعلية القوم ” الذين ليس من “الجائز″ دعوتهم للصلاح والهداية؟
اقول هذا لاننا نتحدث عن “طرف رئيسي” في اغراق شباب الوطن العربي والزج بهم في مستنقعات الحروب وتفكيك وخراب الكثير من البلدان سعيا خلف “الحور العين”..
متى سيعترف هؤلاء بان “جلباب” التقوى كبير جدا عليهم؟
هل يحق للام بي سي ان تهدم “أحلام ” الشباب من اجل عيون “أحلام”؟:
لست ابدا من متابعي برنامج “اراب ايدل” الذي يبث على قناة “الام بي سي” السعودية، غير ان الضجة المثارة هذه الايام و “الشنان ” الحاصل بين الاماراتية “احلا ” واحدى المتسابقات الجزائريات واسمها “كاميليا ورد” استوقفني وبالاخص “حدة الهجوم” من لدن المتبارية التي خرجت من السباق نحو اللقب.
والغريب ان الامر تصادف مع اطلاعي على احدى التقارير الصحفية عن المغني السوري الشاب “حازم الشريف” الذي توج بلقب البرنامج في نسخته الاخيرة وتحدث عن “منعه ” من رفع علم بلده لحظة الفوز بقرار من ادارة القناة قبل ان يتفاجأ بعلم السعودية في اليوم الموالي.
نعود لقصة احلام وكاميليا ونتحدث عما نشر في الاعلام عن سحب مقاطع الفيديو الخاصة بالمشاركة الجزائرية على قناة البرنامج على “اليوتيوب” وهو ما اكدته هي في احدى تغريداتها.
هنا سنربط بين الحالتين التي تفضح “ديكتاتورية” القناة السعودية في التعاطي مع هؤلاء المشاركين، فمثلا المغني السوري تقرر عدم رفعه العلم السوري لانه لن يوافق على حمل “العلم ” الذي “تهلل” له السعودية واعلامها والا لتغيرت الصورة طبعا.
وفي الحالة الاخرى لماذا تنصب القناة نفسها “محامية” للذود عن المغنية الاماراتية المعروفة بتصرفاتها “المستبدة” والتي لا تخفى على القاصي والداني ؟ولماذا “تحرم” الشابة الجزائرية من تلك المقاطع التي “توثق ” لحضورها وهذا ما سينعكس بالسلب على مستقبلها الفني؟
لكن بالمقابل تبقى ملاحظة اخرى ملفتة للانتباه ونحن نتحدث عن برامج اكتشاف المواهب عموما ,لماذا يصمت الشباب العربي حتى اللحظة الاخيرة ليخرج علينا بتصريحات ضد تلك المسابقات والمشرفين عليها؟ واذا كانت بذلك السوء وتلك العشوائية وحتى “العنصرية”، فلماذا تقدمون على التضحية بالغالي والنفيس من اجل المشاركة فيها ورفع رصيدها من “الغنائم” بالذات؟
أماني الخياط تؤكد ان الاعلام المصري “مستشفى للامراض للعقلية ” :
“انها عقاب الهي للشعب”.. يا سلام على هذه “النظرة الثاقبة ” للامور والتي تكشف بجلاء الوضع المزري في مصر وتضع النقط على الحروف وتفرق بين “الضحية ” و”الجلاد” في موضوع الساعة الذي حول حياة المواطن المصري لجحيم لا يطاق.
لكن هل يجرا المواطن اياه على مواجهة نفسه “بالحقيقة الصادمة” تلك بانه “اصل البلاء” وسبب هذه “الكارثة” التي حلت بالمجتمع؟
قطعا لا.. لكنه بحاجة ملحة لسماع ومشاهدة “تحليلات واقعية” من لدن الاعلامية “أماني الخياط” لوضع الاصبع على الجرح النازف ومحاسبة “النفس″ و”بشدة” ,كيف لا و”النظام الغلبان” يضحي بكل ما اوتي من اجل تأمين “لقمة العيش” لذلك الشعب “المستهتر” الذي يهوى “الاستهلاك الزائد” والان يجني ثمار “فظاعاته”.
صدقوني لا استطيع ان اكتب بعيدا عن هذا الاسلوب اذا تعلق الامر “بمسرحية” بطلتها صاحبة برنامج “مباشر من العاصمة” على قناة “اون تي في” التي عادت لها في ظل الادارة الجديدة للمحطة.
لن اخوض في “سجلها الحافل” مع نظام عبد الفتاح السيسي، لكن ان تصل بها الامور الى حد “الهجوم” على الشعب المسكين وتحميله مسؤولية وضعه المزري الحالي و”تبرئة” المسؤولين بذلك الشكل “المخجل ” فتلك “فضيحة ” بكل المقاييس وتثبت بوضوح ان الاعلام المصري صار اشبه “بمستشفى الامراض العقلية”.
قبل ان اختم لدي سؤال لاولئك الاعلاميين الذين يوقعون عقودا خيالية وبارقام فلكية :من سيحاسبكم انتم الذين تلومون الشعب المغلوب على امره؟ ولماذا لا تضحون انتم مقابل “الوطن” الذين تدعون حبه؟
بقلم : عادل العوفي .. كاتب مغربي
ارسال التعليق