خاشقجي يتسبب في هروب تركي الفيصل من مقابلة تلفزيونية
تهرب رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير تركي الفيصل، من سؤال وجهه له مذيع “فرانس 24، حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي في مقر قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر العام الماضي.
وبدا الفيصل مصدوماً، من أسئلة المذيع الذي سأله عن شعوره من جريمة مقتل خاشقجي وخاصة أنه كان أكثر شخص يعرفه عن قرب، فرد قائلاً (لا شك أنها كانت جريمة فظيعة، والإحساس بالألم والأذى وقع مني ومن غيري، لأن من نظري كما ذكر في القرآن الكريم، قتل نفس بريئة يعتبر مثل قتل الناس جميعاً “.
وأضاف باختصار شديد : ”لا شك أن جريمة قتل خاشقجي ستجد جزاءها من خلال الشرع الذي تحكم به السعودية في محاكمها”.
وقطع الفيصل الطريق على المذيع الذي حاول أن يوجه له أسئلة أخرى حول خاشقجي قائلاً له بسرعة (شكراً) ثم نهض من مكانه حتى لا يدع مجالاً للمذيع في توجيه أي سؤال له، الأمر الذي دفع المذيع للضحك وإنهاء المقابلة مع رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق.
ومن جانبه قال عادل الجبير، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، إن بلاده تحاول إقناع الكونجرس الأمريكي بأنها تبذل كل ما في وسعها لمحاسبة المسؤولين عن قتل جمال خاشقجي.
وردا على سؤال حول من أعطى تفويضاً لقتل خاشقجي، قال الجبير في مقابلة مع شبكة “سي.إن.إن” بالعربية، “لم يكن هناك تفويض لقتله، وما زلنا نحاول الوصول إلى الدافع الذي جعلهم يقتلونه، نحن نعتقد أنها عملية سارت بشكل خطأ، وانتهى الأمر بقتله ومن ثم التخلص من جثته”. وألقى تقييم أجرته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية باللوم على الأمير محمد بن سلمان في إصدار الأمر بقتل خاشقجي، وهو ما ينفيه المسؤولون السعوديون. وعن تلك الاتهامات الموجهة إلى ولي العهد ومزاعم إصداره أوامر بقتل خاشقجي، يقول الجبير: “هذا سخيف، ما لدينا هو عملية مارقة، لدينا أشخاص محتجزون، لدينا نيابة عامة وجهت إليهم تهماً، بدأت المحاكمة بداية من هذا العام، هناك ممثلون من الدول الخمس الدائمة في تلك المحاكمات، وممثلون عن المنظمات غير الحكومية السعودية فيها، وتستمر المحاكمات وسوف تأخذ العدالة مجراها، وسنفعل كل ما يتطلبه الأمر مع كل الأشخاص المسؤولين ومعاقبتهم”.
وتطرق المحاور إلى ما أثير بشأن استخدام منشار عظمي للتخلص من الجثة، فعلق الوزير السعودي: “لا أعلم إذا كان هذا الوصف دقيقاً أم لا، ومن خلال التحقيق واعترافات الأشخاص الذين كانوا هناك، فقد ذهبوا وكانت هناك مشاجرة، ثم قتل ثم جرى التخلص من الجثة”. وعن مكان وجود الجثة قال: “نحن لا نعرف مكانها، ونفهم من التحقيقات أنه كان هناك متعاون محلي قام بالتخلص من الجثة، ولقد طلبنا من تركيا العمل معنا في هذه المسألة ولم نسمع منهم بعد”. وعما إذا كان التحقيق قد اكتمل، نفى الجبير ذلك وأضاف “هناك عدد من الأدلة التي طلبناها من تركيا لتزويدنا بها وما زلنا ننتظرها وكما قلت هذه عملية متواصلة، وسوف نصل إلى نهايتها ونحاسب المسؤولين عنها، وسنتأكد من أن الإجراءات التي تم اتخاذها وضعت لضمان عدم حدوث شيء من هذا القبيل مرة أخرى”.
ارسال التعليق