دانة زيدان
يواصل المهندس الخبير في مجال التطبيع “أنور عشقي” دون أي خجل ضارباً كل الدم العربي عرض الحائط، بمسلسل التودد للكيان الصهيوني، ويذهب للقاء عدد من المسؤولين المباشرين عن الحرب على غزة في قلب الكيان. بالطبع هذا ليس بالغريب على “عشقي” صاحب الصولات والجولات التطبيعية المبرمجة، والذي سبق أن وصف “نتن ياهو” بالرجل القويّ والقائد الحكيم في مقابلته مع قناة الجزيرة الإنجليزية.
الأقبح من زيارة “عشقي” للكيان الصهيوني المحتل كانت المبررات السخيفة التي لا تقنع طفل في الروضة الصادرة عن المحلل السياسي السعودي “سليمان العقيلي” خلال إستضافته عبر قناة “بي بي سي”. أعتقدت للوهلة الأولى بأن العقيلي يسخر من عشقي لدى قوله بأن الزيارة هدفها دعم الأسرى والقضية الفلسطينية ليتضح لي بأنه جاد حقاً فيما قاله!
قال “العقيلي” في مقابلته نقلاً عن “عشقي” بأن الأخير في مهمة غير رسمية ولا يمثل حكومته فيها، مما يدعو للسخرية فعلاً، خاصة وأنه لا توجد علاقات “رسمية” فوق الطاولة تربط السعودية بالكيان الصهيوني، كما وتحظر السعودية على مواطنيها دخول فلسطين المحتلة ولا تمنح الصهاينة تأشيرات زيارة لأراضيها. فكيف إذاً دخل “عشقي” الأراضي المحتلة؟ هل هبط ببارشوات من السماء خارج أرض المطار؟
أما آخر نكتة في هذه المقابلة فكان إتهام “العقيلي” إيران بأنها وراء الضجة المثارة حول زيارة “أنور عشقي” للكيان الصهيوني وإلتقائه بالمدير العام لوزارة خارجية الإحتلال “دوري غولد” ومنسق عمليات حكومة الإحتلال في الأراضي المحتلة “يوآف مردخاي”. قائلاً بأن إيران هي التي تهدد الأمن القومي العربي وهي التي تقف وراء هذه الضجة. وكأن “إسرائيل” تمطر على غزة سكاكر بطيارتها؟ وكأن كل الشهداء الذين سقطوا في لبنان وفي مصر وفي فلسطين وغيرها مسرحية ؟ فكل ذلك لا يشكل تهديداً لدى العقيلي إنما السلاح النووي الإيراني المحتمل هو ما يشكل تهديداً حقيقياً. يبدو بأن “المحلل السياسي” لم يسمع عن الإحصائيات التي تقدر إمتلاك الكيان الصهيوني ما يقارب ال200 رأس نووي عدا عن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والقادرة على حمل رؤوس نووية، وأنه لا يعلم بأن الأرض العربية الفلسطينية محتلة منذ ما قبل عام 1948 ؟
ارسال التعليق