سعد الجبري: بن سلمان قاتل مختل عقليا بموارد لا حصر لها
خرج مسؤول الاستخبارات السعودي السابق "سعد الجبري"، عن صمته لأول مرة منذ هروبه من المملكة في 2017، ووصف ولي عهد بلاده "محمد بن سلمان" بأنه "قاتل مختل عقليا"، قبل أن يتهمه بالتفاخر بدس السم للملك السعودي الراحل "عبدالله بن عبدالعزيز".
وقال "الجبري"، في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة"، على قناة "CBS" الإخبارية الأمريكية، ليل الأحد/الإثنين، إنه ظهر "ليدق ناقوس الخطر حول قاتل مختل عقليا في الشرق الأوسط، بموارد لا حصر لها، ويشكل خطرا على شعبه والأمريكيين والكوكب كله".
ورغم اعتراض مذيع البرنامج "سكوت بيلي"، على هذا الوصف، وسأله متعجبا: "مختل عقليا؟"، رد "الجبري"، بالقول: "مختل عقليا لا يتعاطف ولا يعاطف ولا يتعلم من تجربته.. وشهدنا الفظائع والجرائم التي ارتكبها هذا القاتل".
وتحدث "الجبري"، عن اتهامه لولي العهد بإرسال فريق إلى كندا في محاولة لاغتياله، فضلا عن احتجاز ابنيه "سارة" و"عمر" في السعودية منذ سنوات.
وقال إنه "تلقى تحذيرا بعدم الاقتراب من أي مبنى دبلوماسي سعودي في كندا، وعدم الذهاب إلى القنصلية أو السفارة، وعندما سألت لماذا؟، فقالوا لقد قطعوا الرجل، لقد قتلوه وأنت على رأس القائمة"، في إشارة إلى اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، في قنصلية المملكة بإسطنبول التركية في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وعن طريقة اغتيال "خاشقجي"، قال "الجبري": "رجال بن سلمان مجرمون، ويريدون تحقيق أهدافهم بأي طريقة ولا يهمهم الاحترافية".
وأضاف "الجبري"، أن "بن سلمان يخشى من المعلومات التي لدي"، وتابع بالقول: "أتوقع أن أٌقتل يوما ما".
وتابع: "هذا الرجل (بن سلمان) لن يرتاح حتى يراني ميتًا".
وحكى "الجبري"، تفاصيل فريق مكون من 6 أفراد هبط في مطار أوتاوا في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2018، مضيفا: "أعضاء الفريق كذبوا على الجمارك بشأن معرفة بعضهم البعض، وحملوا معدات مشبوهة لتحليل الحمض النووي"، قبل أن يتم ترحيل الفريق.
يبدو أن كندا تؤكد جزءًا على الأقل من هذه القصة، حين قالت في وقت سابق: "نحن على دراية بالحوادث التي حاولت فيها جهات أجنبية تهديد أولئك الذين يعيشون في كندا.. هذا غير مقبول تمامًا".
وردا على سؤال: "هل تعتقد أن بن سلمان يخافك؟"، قال "الجبري": "يخشى معلوماتي".
وأضاف أن معلوماته تتضمن لقاء عام 2014 بين الأمير "بن سلمان"، ورئيس المخابرات آنذاك ولي العهد السابق "محمد بن نايف"، حيث تفاخر الأمير الشاب (بن سلمان)، حسب "الجبري"، بأنه يمكن أن يقتل الملك الجالس "عبدالله" لتخليص العرش لوالده.
وأضاف الجبري": "قال له أريد اغتيال الملك عبدالله.. حصلت على خاتم مسموم من روسيا.. يكفي أن أصافحه وسوف ينتهي".
وتابع: "هذا ما قاله.. سواء كان مجرد تفاخر أو لا، لكنه قال ذلك وأخذناه على محمل الجد".
وكشف "الجبري"، أن المخابرات السعودية أخذت الأمر على محمل الجد، وتم التعامل معه داخل العائلة المالكة.
وأضاف: "شاهدت الاجتماع على شريط فيديو"، وزاد: "أعلم أن هناك نسختين من الشريط.. وأعرف أين هم".
وحول اتهامات سعودية له بالاختلاس وسرقة أموال، نفى "الجبري" ما أشيع حوله، وقال: "لقد خدمت العائلة الملكية عن كثب لمدة عقدين، 3 ملوك و4 أولياء عهد، وكانوا لطيفين معي وأسخياء جدا".
وأضاف: "إنها من عادات العائلة الملكية السعودية، يعتنون بالأشخاص المتواجدين حولهم".
وطالب "الجبري"، الولايات المتحدة بمساعدته في إطلاق سراح ابنيه من المملكة، قائلا: "أنا لا أفكر حاليا إلا في أبنائه المحتجزين في المملكة.
وأضاف: "أناشد الشعب الأمريكي والإدارة الأمريكية لمساعدتي في إنقاذ هؤلاء الأطفال، واستعادة حياتهم وحريتهم".
وقال مذيع برنامج "60 دقيقة"، إن "الجبري صرح بأنه قام بتسجيل فيديو يكشف المزيد من الأسرار عن العائلة الملكية السعودية والبعض في الولايات المتحدة".
وأضاف المذيع: "أعطانا مقطع صغير من الفيديو بدون صوت، وقال لنا إنه يمكن نشره إذا قُتل".
ويتضمن الفيديو، رسالة إلى أبنائه المعتقلين في المملكة "سارة" و"عمر"، وهو يتأسف لهم ويقول: "لقد بذلت قصارى جهدي لإطلاق سراحكما".
وسبق أن انتقدت سفارة الرياض في واشنطن، استضافة قناة "CBS"، مسؤول الاستخبارات السعودي السابق، الذي خرج من المملكة ملاحقا من قبل "بن سلمان"، واصفة "الجبري" بأنه "فاقد للمصداقية".
وفي بيان حول استضافة برنامج "60 دقيقة" لـ"الجبري"، قالت السفارة إن الأخير "مسؤول حكومي سابق فاقد للمصداقية، وله تاريخ طويل من التلفيق ومحاولات التشتيت لإخفاء جرائم مالية ارتكبها، وتبلغ قيمتها مليارات الدولارات".
وأضاف البيان السعودي أن "الجبري"، "لم ينكر جرائمه، بل إنه في الحقيقة يشير إلى أن السرقة كانت مقبولة في ذلك الوقت. لكنها لم تكن مقبولة ولا قانونية في ذلك الوقت، ولا الآن".
وفي وقت سابق، كتب "خالد"، نجل "الجبري"، عبر "تويتر"، أن والده قرر كسر صمته، والظهور على القناة الأمريكية، بعد فشل محاولاته مع سلطات المملكة على مدار 4 سنوات لإنهاء احتجاز طفليه "عمر" و"سارة"، إذ يتهم "الجبري" ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" طفليه بغرض ابتزازه وإعادته قسرا للسعودية.
ويعد هذا اللقاء أول إشارة لوصول "الجبري" إلى واشنطن، قادما من منفاه الاختياري في كندا.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، طلبت وزارة العدل الأمريكية تفعيل امتيازات رئاسية لحماية أسرار الأمن القومي المتعلقة بالدعوى القضائية ضد "الجبري"، التي رفعتها شركة "سكب"، المملوكة للصندوق السيادي السعودي، أمام محكمة ولاية ماساشوستس.
وفر "الجبري" إلى كندا عام 2017، بعدما كان مستشارا أمنيا لولي العهد السابق الأمير "محمد بن نايف"، ولعب دورا بارزا في مكافحة الإرهاب، ويحظى باحترام واسع من قبل مسؤولي الاستخبارات ومكافحة الإرهاب الأمريكيين، الذين ينسبون إليه الفضل في إنقاذ مئات، وربما الآلاف، من أرواح الأمريكيين.
وذكر "الجبري"، في دعوى قضائية أخرى بواشنطن، أن "بن سلمان" قام بعدة محاولات لإغرائه بالعودة إلى السعودية، وأن الفريق الذي تم إرساله إلى كندا كان جزءًا من ذات الفريق الذي قتل "خاشقجي".
ارسال التعليق