سكان المهرة يصعّدون ضد أطماع السعودية
سلّطت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية الضوء على الحصار الخانق الذي تفرضه القوات السعودية على محافظة المهرة، بحجة منع عمليات التهريب.
وأشارت الصحيفة إلى حالة اليأس المتزايد في صفوف سكان المهرة لاسيما الغيضة عاصمة المحافظة، بالتزامن مع سيطرة السعوديين على اليمن. وذكرت «تليغراف» أنه بالرغم أن ابتعاد الغيضة ومعظم مناطق المحافظة نسبياً عن الحرب، لكن السكان المحليين أكدوا في شهادتهم للصحيفة أنهم يعانون من حصار متزايد وخانق تفرضه السعودية.
وأوضح السكان أن الحصار السعودي يُكبّد المحلات التجارية خسائر فادحة، ويتسبّب في نقص حاد في المواد الطبية بالنسبة للمستشفيات، فضلاً عن منعها الصيادين بالمنطقة من مُغادرة الشواطئ، وكسب قوت يومهم. وبينما يزعم السعوديون أنهم يقومون بتمويل مشاريع كبرى في المحافظة، يقول السكان المحليون إن السياسات السعودية والقيود المُشدّدة تقوم بقتل المهرة تدريجياً، وكل هذا باسم مكافحة التهريب.
من جانبه قال موقع «نون بوست» في تقرير سابق: إن وجود السعوديين في المهرة لم يكن منعاً للتهريب فقط كما اعتقد البعض بداية الأمر، خاصة بعد ما كشفته بعض الممارسات الميدانية للرياض عن نوايا غير طيبة تتنافى تمامًا مع ما أُعلن رسميًا، ما تسبّب في تأجيج مشاعر الاحتقان والغضب لدى سكان المحافظة، وتحدّثت شبكة «بي بي سي» عن تزايد المخاوف في المهرة اليمنية، علي الهوية والخصوصية الثقافية للمنطقة مع تنامي الوجود السعودي فيها حيث تقود السعودية تحالفاً عسكرياً يدعم القوات الحكومية اليمنية في مواجهة الحوثيين في محافظات غرب وشمال ووسط اليمن.
وبحسب الشبكة: رغم أن محافظة المهرة بعيدة عن دائرة الحرب، إلا أنها تشهد منذ أشهر احتجاجات واعتصامات ضد توسّع النفوذ السعودي أمنياً وعسكرياً بحجة محاربة عمليات تهريب السلاح من إيران إلى حلفائها الحوثيين عبر المهرة ويصف وكيل محافظة المهرة الأسبق علي الحريزي الوجود السعودي بالاحتلال ويعتبره تهديدا لهويتهم الثقافية.
ويقول الحريزي لبي بي سي: «إن أبناء المهرة يدافعون عن سيادتهم و أرضهم. «لقد خرجت السعودية عن أهداف التحالف وصارت دولة محتلة، ولذلك نحن نعتبر أن السعودية والجيش السعودي غزاة المهرة».
ويتوعد الحريزي باستمرار الاحتجاجات «حتى يتحقق رحيل آخر جندي سعودي». ويقول الحريزي: «نحن في المهرة لدينا هوية خاصة ولغة قديمة... الطفل يدخل المدرسة يتعلم العربية ولا ينطق باللغة المهرية، لذلك نطالب بإقليم مستقل». وتابع قائلاً: «نعم، هناك تهديد سعودي إماراتي للهوية الثقافية المهرية والسقطرية.
ويرى مراقبون أن اختيار فريق من لجنة الاعتصام يتكفّل بتعرية الوجود السعودي في المحافل أمر مهم من أجل إيصال الحقيقة للعالم والمنظمات الحقوقية عن الحصار الذي تفرضه السعودية على المحافظة البعيدة عن الحرب. ويرى مراقبون، أن الاعتصام السلمي لأبناء محافظة المُهرة، بدأ يحظى باهتمام إقليمي ودولي، حيث يُعد هذا اللقاء هو الثاني من نوعه، خلال شهر يونيو الجاري على المستوى الدولي.
ارسال التعليق