صحيفة سعودية تهاجم الجزائر نصرة للمغرب
شنت صحيفة “إيلاف” المملوكة للكاتب الصحفي السعودي، عثمان العمير، المستشار الإعلامي للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، هجوما عنيفا على السياسة الجزائرية، مشيرة إلى أن كل ما يتعلق بالسياسة الجزائرية، هدفه الإساءة للمغرب فقط.
وقالت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب الصحفي اللبناني، خيرالله خيرالله، إن السياسة الجزائرية قائمة حاليا على “لعبة مكشوفة” هدفها إلهاء الجزائريين عن حقيقة الوضع المتدهور في بلد يمتلك حاليا فرصة للتخلّص من عقدة المغرب من جهة وأن يظهر للمواطن الجزائري العادي أنّه مهتمّ فعلا بمصيره ورفاهه.
وزعم الكاتب أن الجزائر تشهر سلاح الابتزاز في وجه أوروبا فيما يتعلق بملف الغاز، لافتا إلى ان اوروبا.
ترفض استعادة تجربة روسيا مع الجزائر “التي يبدو أن النظام فيها لا يدرك أن الغاز والنفط ليسا في السنة 2022 سلاحا سياسيا يستخدم في الابتزاز”.
معركة النظام خاسرة سلفا:
وقال الكاتب إن “من حقّ النظام في الجزائر استخدام الغاز والنفط لحماية مصالح الجزائر، لكن ليس من حقّه استخدام الغاز والنفط للإساءة إلى المغرب، عن طريق الضغط على إسبانيا، في معركة خاسرة سلفا، خصوصا أن العالم المتحضر بات يعرف أن ثمّة حاجة لدى الجزائر إلى استخدام عائدات النفط والغاز لتنويع اقتصادها بدل البقاء رهينة لأسعارهما ولقضية مفتعلة اسمها الصحراء”.
وتابع قائلا: “من الواضح أن النظام في الجزائر يعتقد أنّه بات في استطاعته ممارسة ضغط على مدريد، غير مدرك أن مثل هذا النوع من ردود الفعل سيرتدّ عليه عاجلا أم آجلا”، زاعما أن النظام الجزائري “سيكتشف أن الموضوع ليس موضوع إسبانيا، التي كانت تستعمر الصحراء حتّى العام 1975، والتي أدركت أخيرا أن الصحراء مغربيّة وأنها جزء لا يتجزّأ من التراب المغربي، أن أوروبا معنيّة بسلوك معيب وغير مقبول في عالم ما بعد الحرب الروسيّة على أوكرانيا.”
إسبانيا خيبت آمال النظام الجزائري:
ولفت إلى أن “إسبانيا خيبت آمال النظام الجزائري بعدما كشفت أن حساباته في غير محلّها. فقد صرح وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بأن الحكومة الإسبانية “ستدافع بقوة” عن مصالحها الوطنية في ضوء قرار الجزائر القاضي بإلغاء معاهدة للصداقة والتعاون التي وقعت قبل عشرين عاما.”.
واعتبر الكاتب أنه “آن أوان القيام بمراجعة داخليّة في الجزائر انطلاقا من فرصة وفرتها إسبانيا التي اعترفت قبل أشهر عدّة بأنّ الحلّ الواقعي في الصحراء هو الطرح المغربي”.
حرب استنزاف على المغرب:
وطالب “خيرالله” أن يعترف “النظام الجزائري بأنّ شراء السلم الاجتماعي في الجزائر نفسها لا يكون بالمال وحده، بل بتنويع الاقتصاد والتخلي عن شعارات بالية من النوع المضحك مثل “حق تقرير المصير للشعب الصحراوي”.
وزعم أنه “لو كانت الجزائر حريصة بالفعل على هذا الشعب، لكانت أقامت له كيانا في أراضيها بدل إقامة مخيّمات بائسة في تندوف… واستخدامه في محاولة واضحة لشنّ حرب استنزاف، لا طائل منها، على المغرب.”
النظام الجزائري قائم على المزايدات:
وتساءل الكاتب: “هل يستطيع النظام الجزائري القيام بنقلة نوعيّة تسمح له بالتصالح مع الشعب الجزائري أوّلا؟”، ليرد على نفسه بالقول: ” من الواضح أن هناك فرصة أخرى سيفوتها النظام الجزائري على نفسه، تماما مثلما فوت في الماضي فرصا كثيرة بعدما رفض الاعتراف بحق تقرير المصير للجزائريين. رفض ذلك من منطلق أن النظام منشغل بأمور كبيرة في مستوى تحرير أفريقيا من الاستعمار أو دعم القضيّة الفلسطينيّة عن طريق المزايدات ليس إلّا.”
واختتم الكاتب مقالته قائلا: “يصعب على النظام الجزائري القيام بنقلة نوعيّة في أي مجال. يصعب عليه إعادة تأهيل نفسه. سيفوت مرّة أخرى فرصة الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط والغاز للدوران في الحلقة المقفلة نفسها التي يدور فيها منذ أصبح المغرب، ولا طرف آخر غير المغرب، عقدته اليوميّة، بل عقدته الأولى والأخيرة.”
ارسال التعليق