عالم أزهري يصف الوهابية بأنها "رحم" التنظيمات الإرهابية
هاجم أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أحمد كريمة، اليوم الاثنين، مؤسس الحركة الوهابية محمد بن عبد الوهاب، واصفا إياه بأنه "الرحم" الذي ولدت من التنظيمات الإرهابية.
وقال كريمة في تصريح صحفي، إن التنظيمات المتطرفة في العصر الحالي كالقاعدة وطالبان وداعش وبوكو حرام والنصرة وغيرها، تستند مرجعيتها جميعا إلى الفكر الوهابي نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب مؤسس هذا الفكر المتشنج في العصر الحديث أو شبه الحديث والذي ظهر في شبه الجزيرة العربية.
وأضاف أن الدعوة الوهابية للأسف فرّخت العنف الفكري بتكفيرها لكل من يخالفها في المبادئ والأجندات"، مشيراً إلى أنه "استنادا إلى نفس المبادئ ظهرت في القرن الماضي جماعة الإخوان المسلمين والذي قال مؤسسها حسن البنا إنها جماعة سلفية، وخرج عنها عام 1942 التنظيم الخاص ومهمته اغتيال المخالفين والذي تطور الآن إلى ما يُعرف باللجان النوعية للجماعة.
وأشار إلى أن كل هذه الحركات والتنظيمات بدأت بالعنف الفكري التكفيري وتحولت إلى العنف المسلح واستحلت الدماء والأموال والأعراض، وقد أدت الاستهانة بمعالجة أفكار هذه الجماعات ومداواتها والاكتفاء بالمسكنات بالإضافة إلى دعم قوى مخابراتية عالمية لهذه التنظيمات في إطار مؤامرة ترمي إلى إنهاك المنطقة العربية واستنزاف مواردها أدي كل هذا إلى استشراء وانتشار هذه الجماعات والتنظيمات المتطرفة.
أربعة مرتكزات :
يحدّد الدكتور كريمة أربعة مرتكزات يستند إليها داعش وكل التنظيمات المتطرفة في تبرير أفعالها وممارستها وهي:
أولا: التأويلات المغلوطة لبعض آيات القرآن الكريم.
ثانيا: اجتزاء بعض النصوص.
ثالثا: الركون إلى بعض الأخبار الضعيفة.
رابعا: الاستشهاد بأمور خلطوا بها بين الجهاد المشروع وبين الإرهاب وعملياته، فعلى سبيل المثال: يأمر أصحاب الأفكار المتطرفة الشباب المغرر بهم في العراق وسوريا ولبنان واليمن وسيناء بقتل الكفار من المسلمين في هذه الدول واستخدام كل أنواع الأسلحة في قتلهم مستندين في ذلك إلى تفسير ظاهري للآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً).
والآية الكريمة لا تدل على ذلك إطلاقا فقد كان سبب نزولها تصدي المسلمين لقبائل اليهود المناوئة للدعوة الإسلامية، يضيف الدكتور كريمة، لكن الشباب المنتمي لهذه التنظيمات حين يسمع هذه التفسيرات المغلوطة لبعض آيات القرآن الكريم من قادة التطرف ينفذ تعليماتهم لجهله، فهو لم يدرس دلالات الألفاظ أو الفقه الإسلامي ولا يعرف درجات الأحاديث النبوية.
فمعظم الذين جندتهم هذه الجماعات هم من العَوَام، وحتى بعض المنتسبين للعلم منهم أغراهم المال وأعماهم عن تدبر المعاني الصحيحة للنصوص الشرعية.
ويختتم الدكتور كريمة حديثه بالتأكيد على أن الأصل في الإسلام أنه دين وليس مذهباً، لكن المسلمين الآن يتعاملون مع الإسلام بثقافة وعقلية المذهب، وعزّز هذا التوجه غياب الحوار والمعالجات الدينية لقضية المذاهب إلى أن تحولت إلى طائفيات على حساب الدين تتناطح ولا تتصالح ويتعامل أصحاب كل مذهب مع الدين بنرجسية، فأتباع كل مذهب يظنون أنهم وحدهم دون غيرهم هم من يمثلون الإسلام.
ارسال التعليق