‘عطوان‘ مستهزئاً: سنرى العقيد العسيري كثيراً الأيام المقبلة بعد قرار السعودية ‘المقامرة‘ بسوريا
زعم عبدالباري عطوان رئيس تحرير موقع “رأي اليوم” المقرب من الإمارات أن السعودية تستعد لخوض ما وصفه بـ” مقامرة” في سوريا مبعثها “اليأس والإحباط من عدم حسم الحرب باليمن”..حسب تعبيره.
وقال عطوان في مقال له بالموقع، اليوم، تعليقاً على اعلان المتحدث باسم القوات السعودية أحمد عسيري استعداد السعودية لارسال قوات برية الى سوريا ان “المنطقة أمام مغامرة عسكرية، أو بالأحرى مقامرة سعودية جديدة، مبعثها اليأس والإحباط من عدم القدرة على حسم الحرب في اليمن التي تحولت إلى حرب استنزاف مالي وبشري واستراتيجي، وعدم القدرة في الوقت نفسه على تشكيل تحالف اسلامي سني لمواجهة القوة الايرانية المتصاعدة وهزيمتها” وتساءل ” فهل نحن أمام “نمر جريح” يوجه خبطات عشوائية هنا وهناك؟”، حسب مزاعمه.
واضاف ان “السعودية وتركيا ومعهما بعض الدول الخليجية لا تخوضان حربا ضد الرئيس بشارالاسد وجيشه، وانما ضد روسيا وايران وحزب الله، وربما الصين في مرحلة لاحقة، مثلما قلنا الف مرة في السابق اننا نستطيع التنبؤ بموعد بدء الحرب، ولكننا لا نستطيع التنبؤ بتطوراتها والمشاركين فيها، ناهيك عن نهاياتها”.
وفي اطار استخفافه بالدولة السعودية قال عطوان “ان السعودية ليست امبراطورية عظمى على غرار الامبراطوريات الرومانية، والفارسية والاموية، والعباسية، مثلما نعلم ايضا ان الامبراطورية العثمانية انهارت، وان محاولة الرئيس رجب طيب اردوغان احياؤها ما زالت متعثرة”.
وواصل مزاعمه قائلا ” السعودية تخوض حربا برية وجوية منذ 11 شهرا في اليمن، ضد اكثر الدول فقرا في العالم، واقل الاعداء تسليحا (الحوثيون وجيش صالح)، ومع ذلك لم تستطع حسم هذه الحرب لصالحها وحلفائها، كما ان قدراتها الاقتصادية المتراجعة، بسبب انخفاض عوائد النفط، لا تؤهلها لخوض حروب اخرى اكثر تعقيدا، وفي مواجهة اعداء احدث تسليحا، واكثر قدرات عسكرية”..حسب تعبيراته.
وأفصح عبدالباري عطوان عن سبب مخاوفه الحقيقية من التدخل البري السعودي التركي في سوريا قائلا ” ان أي قوات برية ترسلها السعودية وحليفها التركي الى سوريا لن تكون قطعا لمحاربة “الدولة الاسلامية” وان كانت هذه هي الذريعة المعلنة، وانما الحيلولة دون سقوط مدينة حلب العاصمة الاقتصادية في ايدي قوات الجيش العربي السوري، والتقدم نحو دمشق بطريقة او باخرى لاسقاط النظام اذا وجدت الطريق سالكا، واعادة الثقة لقوات المعارضة المسلحة التي تضعضعت اخيرا، وخاصة في صفوف “جيش الاسلام” بعد اغتيال زعيمه زهران علوش، و”جيش الفتح” الذي يتعرض لضغوط كبيرة في ادلب وجسر الشغور، وقصف روسي مكثف” حسب نص كلامه.
ووجه عطوان نصيحة للقيادة السعودية بعدم الذهاب لسوريا قائلا ” نعلم جيدا انهم لن يعملوا بهذه النصيحة، مثلما تعاطوا مع مثيلاتها في ظل التغيير الكبير في سياسات المملكة واتسامها بالاندفاع وفق ما اطلق عليه بعض كتابها “عقيدة سلمان” التي ترفض “التردد”و”التأني”، قبل اتخاذ اي قرار سياسي، او استراتيجي التي سادت السنوات الثمانين السابقة”.
واختتم مقاله زاعما ” انها الحرب اذا…. وهناك من يتسرع خوضها؟ اذا كان الحال كذلك، وهذا هو الارجح، فاننا سنشاهد العقيد العسيري كثيرا جدا في الايام المقبلة، وربما سيحتاج الى اكثر من نائب او مساعد.. فهذه حرب إذا اندلعت، ستغير وجه المنطقة وحدودها وخرائطها وحكوماتها”..حسب تعبيره.
ارسال التعليق