غيفارا العرب.. الرجل الذي انتصر بكسر هيبة مملكة الإرهاب .
رغم تخرجه من الكليّة العسكرية في الكويت عام 1974 الا انه لم يكن قائدا عسكريا ولم يحشد الجيوش المنظمة ,ولم يؤسس اي تنظيم مسلح في السر او العلانية, ومع انه صنّف برجل الأعمال الناجح والمحامي المميّز لم يكن يمتلك ترسانة صواريخ كترسانة الصواريخ الإيرانية التي ارعبت ولا زالت ترعب مملكة بني سعود وبني صهيون, بل كل ما يمتلكه هو كلمة حق في وجه سلطان جائر.
ذلك هو غيفارا العرب او عبد الحميد دشتي الذي نفته الكويت وهو الذي كان من اوائل المقاومين الذين تصدوا للغزو الصدامي للكويت عام 1990 .ذلك الرجل الذي كان يبادر دائما لنصرة المظلومين من ابناء وطنه, ظلمه ذاك الوطن الذي ما عاد وطنا بل تحوّل الى امارة سعودية يتأمر فيها سفير الارهاب على امير البلاد لتتحوّل الأوسمة التي يستحقها ذلك المناضل على صدره الى قضايا ومحاكمات بدأت بتجريده من حصانته الديبلوماسية ارضاءً لبني سعود وليصدر القضاء احكاما عديدة بحق النائب دشتي وصلت الى ما يقارب اربعة وثلاثون سنة.
ورغم ذلك لا زال غيفارا العرب يحمل وطنه حلما يعيشه في المنافي متابعا مسيرته ليشكّل حالة فريدة من نوعها في دول الخليج تقف لأول مرة في وجه طغاة العصر من ملوك وامراء بني سعود وسط تأييد شعبي لم يشهد له مثيل من قبل لا سيّما بعد كشف تورط مملكة الإرهاب في تدمير المنطقة وقتل شعوبها تحت شعار ما يسمى بالربيع العبري بدأ من سوريا ولبنان والعراق والبحرين واليمن في ابشع حرب هتكت فيها السيادات واستحلت فيها المحارم ليتصدر عبد الحميد دشتي عبر المحافل الدولية جملة من القضايا والشكاوى ضد مملكة الإرهاب التي تشن حروبا ابادية واجرامية بحق الشعوب مستكملا معركته في كشف وحشية بني سعود وحلفهم ليأتي الرد بتعليمات صارمة وحاسمة من الرياض على لسان سفيرها في الكويت بتهديد مباشر اما اغراق الكويت بأتون الحرب واما عدم السماح لعبد الحميد دشتي بالترشح لإنتخابات البرلمان الكويتي ليأتي الرد بالطاعة والخنوع لمملكة القتل وسفك الدماء وليمنع دشتي من الترشح .
ذلك المنع الذي يعبّر عن مدى جبن وخوف بني سعود من غيفارا العرب لا يعني سقوط دشتي بالإنتخابات بل يدلل على مدى الرعب الذي يعيشه احفاد ابي لهب من حالة اسمها عبد الحميد دشتي او غيفارا العرب ويدلل ايضا على ان عبد الحميد دشتي اصبح رقما صعبا وحالة لا يمكن السيطرة عليها او قمعها من قبل مملكة الوهابيين والنازيين الجدد والا ما معنى ان تضع مملكة الارهاب ومن يقف وراءها كل امكانياتها وثقلها لمنع عبد الحميد دشتي من الترشح للإنتخابات البرلمانية في الكويت ترشيحا ديموقراطيا يمارس فيه حقه كمرشح وكمواطن ؟
والسؤال الأهم.. هل اراد بني سعود انجاز انتصار على دشتي بعدما هزمهم في الجلسة 32 في الأمم المتحدة ؟ رغم معرفتنا بغباء بني سعود الا انهم اثبتوا عمق غبائهم بمنع دشتي من الترشح لأنهم لم ولن يدركوا بأن عبد الحميد دشتي وعلى امتداد العالمين العربي والإسلامي يمتلك من القلوب المتضامنة معه اكثر بكثير من عدد الأصوات التي كان سيحصل عليها في الإنتخابات, وسيعمهون في غبائهم لأنهم لا يريدون ان يروا او يسمعوا بأن غيفارا العرب فاز بإنسانية الأغلبية من المقهورين من انظمتهم وارهابهم تلك الإنسانية التي تجردوا منها منذ تأسيس مهلكتهم وسيكابرون ويعاندون دون ان يدركوا بأن بداية نهايتهم بدأت تكتب وتتحقق لتتحول حالة عبد الحميد دشتي من رجل أبيّ مقاوم الى امة مقاومة ستسقط عروشهم لا محال .
بقلم : الإعلامي شوقي عواضه
ارسال التعليق