فاتورة الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات الجوية بسوريا..هل ستدفعها دول الخليج ....
مخاطر التدخل الأمريكي في سوريا لم تعد غامضة ، فدمشق التي تفوز حاليا على المعارضة والجماعات الإرهابية ، يحاول ترامب الرئيس الأمريكي ال45 تعطيلها ، ويعيد الحرب في سوريا إلى نقطة البداية ، ما قد يطيل موجة العنف ويمنح الحرب والصراع الأشد فتكا في المنطقة ويدفعها نحو نهايات مروعة واكثر دموية .
الضربة الأمريكية لقاعدة الشعيرات يزيد من انخراط الولايات المتحدة في أزمات المنطقة والنزاعات المسلحة ويعرض مصالحها وامنها القومي للخطر ، صواريخ “توماهوك” التي وصلت فجر الجمعة لقاعدة الشعيرات فتحت الشهية للمنظمات الإرهابية والجماعات المسلحة وتبث روحا جديدة لحالتها التي شهدت تدهورا ملحوظا في الآونة الأخيرة بفعل الضربات الموجعة التي تلقتها ، غير أن دور ترامب الجديد يعيد لها الحياة ويزيد التوسع والفوضى الخلاقة لداعش وارتفاع عدد اللاجئين ، وتفاقم المعاناة التي يرزح تحت وطأتها الشعب السوري ، بل وستدفع بالأمن القومي العالمي إلى أدنى مستوياته وتجعله أكثر هشاشة من ذي قبل .
وفق الصيغية الاستثمارية الحربية فإن صواريخ “توماهوك” التي تصنعها شركة “واريثون” الأمريكية يتراوح سعر الصاروخ الواحد مابين نصف مليون إلى مليون ونصف المليون دولار بحسب تقرير نشره تلفزيون “فرانس24″، وبالمقاربة الحسابية تتجلى كلفة الضرية التي نفذتها البحرية الأمريكية على قاعدة الشعيرات بسوريا بعدد (59) صاروخا ، هذه العملية العسكرية الموجهة ذات الكلفة الباهضة لن يقوم بها ترامب الانتهازي قبل أن يقبض ثمنها من خزينة دول الخليج والعربية السعودية التي هللت وكبرت واستبقت إسرائيل في تمجيد ومباركة ضربة “ترامب” على قاعدة الشعيرات الجوية بل حد وصفها. قرار ترامب “بالشجاع″ .
بهذا المزاج السيئ والأداء الرديئ تنساق دول الخليج والعربية السعودية وراء جنون “ترامب”الذي يخوض حربا مع الإعلام والقضاء والمجتمع الاستخباراتي ويواجه انقسامات حادة على مستوى المؤسسة والمجتمع الأمريكي بصورة عامة ، لكن الاستجابة السريعة التي تبديها المملكة والخليج لترامب سيدفعها لحافة الإفلاس ، إذ أن البنتاغون الأمريكي كان قد طلب 2مليار دولار لشراء أربعة آلاف صاروخ نوع “توماهوك” من ميزانية2017 بحسب شبكة CNN ، وفي وقت سابق اكد ترامب حاجته لزيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي ..!
إن كان ثمة مستثمر ومستفيد من هذه الحرب المدمرة التي تعيشها المنطقة في سوريا واليمن وليبيا والعراق فهي السوق المصنعة للأسلحة الأمريكية التي شهدت أسهمها ارتفاعا قياسيا في التداولات المبكرة صباح الجمعة .
مجزرة “خان شيخون” في ضواحي إدلب هي جريمة حرب بامتياز ، والرد عليها بضربة عسكرية رتب لها قديما هي جريمة أكثر فداحة باعتبارها ذريعة تم استهلاكها للقفز على القانون الدولي وانتهاك النظام العالمي ، واستبداله بقانون الغاب بزاعمة ترامب وتمويل المملكة ودول الخليج ..!
بقلم : عبدالخالق النقيب
ارسال التعليق