وسط انتقادات متزايدة لضعف الاستعدادات للأجواء المناخية وغياب الاستجابة للكوارث، سيول جارفة أغرقت الشوارع وجرفت السيارات والمكبات في منطقة مكة المكرمة بالعربية السعودية بعد موجة أمطار غزيرة.

هذه المشاهد المرعبة لغرق الأحياء والشوارع وللخسائر المادية الكبيرة حكتها الفيديوهات التي تم تدوالها على مواقع التواصل الاجتماعي معيدة الى الأذهان مشاهد الفيضانات والسيول الضخمة التي اجتاحت محافظة جدة قبل أسابيع أما القاسم المشترك فيما بينها فهو عجز السلطات عن التعامل معها بشكل كبير.

وفيما أظهرت فيديوهات عدة غرق مناطق واسعة وتعرض العديد من المواطنين السعوديين للخطر اثر جرف السيول لسياراتهم وتراكمها وتكدسها فوق بعضها البعض.

جل ما فعلته السلطات في المناطق المنكوبة في مكة المكرمة هو رفع درجة الإنذار إلى تنبيه متقدم مع استمرار هطول أمطار من متوسطة إلى غزيرة محجمة عن الإعلان عن الخسائر في الأرواح والممتلكات ومتجاهلة الإعلان عن حجم الأضرار.

صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية نشرت تقريرا تحت عنوان 'الفيضانات تقتل شخصين في السعودية وتثيرا غضبا عاما نادرا' كشفت فيه أن جدة شهدت أكثر من سبعة بوصات من الأمطار خلال ست ساعات.

وقارنت الصحيفة بين هذه الفيضانات وبين ما شهدته المدينة في عام 2009 حينما ألقي باللوم فيها على فساد البلديات مشيرة إلى إطلاق “محمد بن سلمان” بعد ذلك بثماني سنوات حملة لمكافحة الفساد تم فيها إلقاء القبض على أشخاص بسبب سوء تخصيص الأموال العامة الذي كان السبب وراء فشل نظام الصرف الصحي في جدة، ولكن بعد كل تلك الأعوام السكان يجزمون أنهم لم يشهدوا تحسنا في الخدمات المحلية.

يذكر أن السيول والفيضانات التي شهدتها جدة منذ أقل من شهر أدت بحسب ما أعلن حينها إلى وفاة شخصين وتعليق الدراسة وتأخير رحلات جوي، وإغلاق الطرق المؤدية إلى مكة لساعات.