قطر تدعم الإرهاب وكذلك السعودية (مترجم)
لا تزال المواجهة بين قطر والسعودية بشأن اتهام الرياض للدوحة بدعم التطرف والإرهاب، محيرة، والسبب ليس لأن قطر بريئة، حيث إنها بالفعل تدعم وتستضيف العديد من الجماعات المتطرفة، ولكن لأن السعوديين يعترضون على تمويل التطرف، الذي يمولونه هم أيضًا.
يجب اتهام قطر بدعمها للإرهاب والتطرف، ولكن ليس من قبل الدول التي تنفق الكثير لتمويله، وللتوضيح لم تمول السعودية بشكل مباشر المنظمات الإرهابية، ومع ذلك فإن ما حدث في السنوات الأخيرة كان نتيجة الفكر الوهابي الذي نشرته المملكة.
تخلق هذه المعتقدات نظرة عالمية غير متسامحة ومعادية للغرب، وتروج لأفكار عنيفة، وحين تدخلت بعض الحكومات الغربية لمحاولة نشر وتعزيز التسامح، كان هناك اعتراض كبير من الدول التابعة للفكر الوهابي المحرض على التعصب والكراهية.
ومن خلال تقديم المنح الدراسية والمكافآت السخية، سافر عدد من الشخصيات الدينية الإسلامية من الدول الغربية إلى السعودية للتدرب على الأيدولوجية الوهابية في مؤسسات، مثل الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
من بين خريجي هذه الجامعة أبو أسامة الذهبي، والذي يخطب في المساجد البريطانية، حيث دعا إلى تعزيز الحرب المقدسة وقتل مثلي الجنس والمرتدين، وبالمثل دعا الشيخ عبد الله الفيصل، الذي درس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في الرياض إلى إبادة غير المسلمين.
زار علماء الدين السعوديون الدول الغربية لتقديم نفس الرسالة، ومن بينهم الشيخ محمد العريفي، والذي قال إن الجهاد جزء من حياة المسلمين، وبدونه لا توجد حياة، ولدى العريفي علاقات مع مجندي داعش في بريطانيا.
نشر الثقافة الوهابية المتطرفة في بريطانيا وأوروبا أحد أهم أهداف الوهابيين، لينشروا أسوأ الكتب المتوفرة الآن في المساجد البريطانية، وما يثير الاستياء بشكل كبير هو وجود نحو 5 آلاف طفل بريطاني كانوا يدرسون المناهج الدراسية في السعودية، وفقًا لتقرير هيئة الإذاعة البريطانية في عام 2010.
المناهج التي درسها الأطفال تدعو للتطرف بدرجة كبيرة، حتى إن داعش اعتمدتها كتبًا مدرسية في مدارسها، في عام 2014.
تضيع أصوات الإسلام المعتدلة وسط الدعم المالي السعودي للوهابية، فهذه الأصوات المعتدلة لا تحظى بنفس الدعم الذي تتلقاه الوهابية السلفية.
يصر السعوديون على رفض دعمهم للتطرف، ولكن هذا الرفض يصعب أخذه على محمل الجد، وفي ديسمبر الماضي أفاد تقرير تم تسريبه من وكالة الاستخبارات الألمانية أن المؤسسات الخيرية التابعة لحكومات مثل السعودية وقطر والكويت تمول جماعات سلفية متطرفية وكذلك أنشطة في ألمانيا منذ سنوات.
كشفت التقارير عن اتباع هذه البلدان استراتيجية طويلة الأمد لممارسة النفوذ، حيث إن الجمعية العالمية للشباب الإسلامي لها صلات بالأسرة المالكة السعودية، وهي واحدة من أبرز المؤسسات المتهمة بتمويل التطرف.
لدى الجهود السعودية تأثير على المجتمعات الأوروبية، وفي السنوات الأخيرة ظهرت دلائل على أن المجتمعات المسلمة في القارة الآسيوية قد بدأت تبني الممارسات الأكثر صرامة في الإسلام.
كلما انتشرت الوهابية السعودية في أوروبا، ازدادت العزلة والإقصاء، ولعل البلد الأوروبي الذي أخذ هذه المسألة على محمل الجد هو النمسا، ففي عام 2015 سنت فيينا تشريعات تمنع التمويل الأجنبي للمساجد والأئمة.
تمول قطر أيضًا التطرف في الغرب، ولكن حين يركز العالم على الدور القطري عليه ألا ينسى دور السعوديين في نشر الكراهية والمعتقدات المتطرفة، وبالنظر إلى التهديد المستمر للإرهاب الإسلامي، على الحكومات الغربية التحقيق مع حلفائهم السعوديين بشأن دعمهم هذه الأيديولوجية.
ترجمة : ريهام التهامي
ارسال التعليق