اشتكى أهالي أحياء في جدة من قطع التيار الكهربائي عن أحياء في المدينة التي تشهد إزالةً غير مسبوقة من أمانة المنطقة، بدعوى إقامة مناطق عصرية على أنقاض الأماكن التاريخية للمدينة.

وقال سكان في حي الثغر في جدة إن التيار الكهربائي انقطع عن الحي منذ السبت تمهيدًا لإزالته بحلول الـ12 من الشهر الجاري.

وأنشد أحد سكان جدة قائلاً: شردوني وأنا فيكي يا جدة.. دمّروا حواريكي يا جدة.. شرّدوا أهالينا يا جدة.. بعثروا أوانينا يا جدة، أمّ الرخا والشدة يا جدة دمعتي تسيل بحدة يا جدة وبتلقوا فيني شدة يا جدة، أوقفوا هدم البيوت أوقفوا هذا المهبول أوقفوا هذا المخبول”.

كما نشرت إحدى مرتادات سوق “الخيمة” الشعبي في جدة، ما قالت إنه اليوم الأخير للمتسوقين فيه وقد انتهت حكاية السوق وقد عمد أصحاب المتاجر إلى إزالة أمتعتهم، إنه كان سوق الغني والفقير”.

وكتب الكاتب الصحفي تركي الشلهوب على حسابه في “تويتر”: “أهالي جدة يودعون منازلهم وذكرياتهم، وأنا متأكد أن أيديهم تلوّح بالوداع، وألسنتهم تلهج بالدعاء على الظالم ابن سلمان”.

وظهر في أحد المقاطع مشهد مروّع لعددٍ من الجرافات التابعة لبلدية جدة وهي تتقدم نحو أحد الأحياء تمهيدًا لإزالته.

وتسببت أعمال الإزالة بنزوح مئات الآلاف من الباحثين عن مأوى لهم، مما أدى إلى حدوث أزمة سكن، وارتفاع أسعار الإيجارات في جميع أنحاء المدينة بشكل كبير.

يشار إلى أن مصادر حقوقية كشفت أن عمليات الهدم بجدة شردت مئات الآلاف من السكان؛ منهم 7196 نسمة من حي ذهبان، و10906 من حي ثول، و7973 من حي النزهة، و9388 من حي مشرفة، و121590 من حي الجامعة، و44385 من حي الهنداوية، بالإضافة إلى مناطق أخرى مقرر هدمها بالكامل، منها الفاو، والمحاميد، والثغر، وذهبان، ومشرفة، وبني مالك، والقريات، والثعالبة، والشرفية.