قناة العربية تؤكّد تصدّي الأمريكيين للصّواريخ الإيرانيّة من خلال لعبة فيديو إلكترونيّة
بقلم: خالد الجيوسيفيما سُلّطت الأضواء، على الرّد الإيراني، واستهدافه قاعدة “عين الأسد”، وعدد الخسائر الكبير من الجنود الأمريكيين، من عدمها، كان معظم الإعلام الخليجي، يتصيّد الأخطاء لإيران، خلال تغطياته لردّها، فقناة “العربيّة” على سبيل المثال، صالت وجالت في مُعطيات الخطأ الصاروخي الذي قد يكون أصاب الطائرة الأوكرانيّة خلال إقلاعها من مطار الخميني بالخطأ خلال الرّد، وهو ما يعني التّشكيك بقدرات الصواريخ الإيرانيّة، وقُدراتها على الرّدع بالتّالي، لكن الأمريكيين أنفسهم اعترفوا بسُقوط الصّواريخ على جناحهم في القاعدة، وبغض النّظر عن الإصابات.
زميلتها قناة العربيّة “الحدث”، أُوكِلَت إليها مَهمّة فيما يبدو، نقل الصورة من الجانب الأمريكي، وكيف نجح في صد الرّد الإيراني، وهي التي ذاتها نشرت صُوراً، قالت إنّ وكالة “فارس” قد نشرتها لصواريخ، تبيّن لاحقاً أنّها ليست للصّواريخ الإيرانيّة التي ضربت القاعدة، وهو لبس جرى انتقاده من قبل بعض الإيرانيين، ومع هذا كلّه، لا ينفي حقيقة سُقوط ١١ صاروخاً على القاعدة الأكبر في العِراق.
منصّات التواصل الاجتماعي بدورها، انشغلت بالحرب الإيرانيّة- الأمريكيّة، وتصدّر وسم حرب إيران- أمريكا، وربّما ظُهور الرئيس الأمريكي، وعدم حديثه عن الرد، أعطى ارتياحاً نسبيّاً، بأن الجميع لا يرغب بالحرب، وإن كان بعض جمهور المُقاومة عاتب وغاضب، من الرّد الذي لم يُثبِت بعد عدد خسائر الأمريكيين، وهو ما يُمكن رصده بين المُغرّدين المُتعاطفين مع الفريق الراحل قاسم سليماني، وفيما إذا كان الرّد لم يستهدفهم من الأساس.
اللّافت، أنّ المنصّات الخليجيّة، وعلى رأسها السعوديّة، تداولت فيما بينها مقاطع فيديو لما قيل إنّه تصدّي الدفاعات الأمريكيّة الذكيّة للصواريخ الإيرانيّة، والأكثر لفتاً أنّ الجيش الأمريكي نفسه لم يتحدّث أو يعرض صوراً للقاعدة المُستهدفة، أو حتى يتحدّث عن تصدّي لتلك الصواريخ، وهي التساؤلات التي جرى طرحها في أوساط المُراقبين، عن سبب عجز، أو تحصين القاعدة الأمريكيّة، وهو الأمر الذي دفع بالبعض الخليجي القول، إنّ الضربة كانت بالتّنسيق بين الإيرانيين والأمريكيين لعدم التّصعيد، وهو ما وصفه الجيش الإيراني بالمُضحِك.
قناة “الحدث” والتي ما انفكت عن توجيه الشّكوك، والانتقادات للرّد الإيراني، ومُحاولاتها إبراز التفوّق الأمريكي، نشرت مقطع فيديو “حصري” قالت إنه حرفيّاً يُظهر تصدّي الدفاعات الأمريكيّة الذكيّة للصواريخ الإيرانيّة، وهو في الحقيقة لا يعود سوى للعبة إلكترونيّة تسمي “فرايت أرمى 3″، وهو ما أكّده بالفعل مشروع حملة فتبيّنوا على الإنترنت لمُكافحة الأخبار الكاذبة، ونشر على صفحته نص الخبر، وصورة اللعبة التي استخدمتها القناة.
القناة المذكورة، وبحسب ما رصدت “رأي اليوم” هي الوحيدة التي أشارت نصوص أخبارها إلى تصدّي الدفاعات الأمريكيّة للصواريخ، وردها على مصدر الضربة، مع العلم أن الأمريكيين أنفسهم لم يتحدّثوا عن ردهم على الضربة القادمة من طهران، كما أنّ الإيرانيين هدّدوا بالرّد في حال ضرب عُمقهم، واكتفى الرئيس دونالد ترامب، بفرض عُقوبات “فوريّة” عليها.
وبحسب موقع “فتبيّنوا”، وتوصيفه، قامت قناة الحدث بحذف منشورها “الزائف”، بعد افتضاح أمرها، وتلفيقها المُتعمّد، وهو ما يُعيد للواجهة بحسب مُعلّقين، مدى التزام الإعلام العربي بأخلاقيّات المهنة.
ارسال التعليق