لقاء سلمان وعباس… نفاق متبادل تفضحه المواقف العملية
في السادس عشر من شهر أكتوبر الجاري، قالت وكالة الأنباء “واس” في بيان لها إن الملك سلمان بن عبد العزيز عقد جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
لقاء سلمان وعباس… وجاء في بيان وكالة أن الملك السعودي جدد خلال الجلسة التأكيد على وقوف المملكة الدائم مع فلسطين وحقوق شعبها الشقيق في قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضافت الوكالة بأن عباس عبر عن بالغ شكره وتقديره للملك السعودي على مواقف المملكة الثابتة ودعمها لفلسطين، مؤكداً إدانة فلسطين للاعتداءات التخريبية السابقة على المنشآت النفطية.
إن ما جاء في بيان وكالة الأنباء السعودية حول ما جرى في جلسة المباحثات الثنائية بين الملك سلمان والرئيس عباس يبدو جلياً بكونه نفاقاً مفضوحاً من الطرفين لبعضهما البعض، إن كان من جهة موقف سلمان من القضية الفلسطينية، أو من جهة شكر عباس لموقف الملك.
إذ إن موقف المملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية في ظل حكم سلمان وولي عهده الصغير “الدب الداشر” لم يعد خافياً على أحد. ولعل الجميع بات يلحظ لهاث ابن سلمان للارتماء في الحضن الصهيوني إرضاءً للغرب وطمعاً في وصوله إلى عرش المملكة.
وفي هذا المقام يكفي أن نذكِّر بأن المملكة العربية السعودية وولي عهدها الصغير كانا من أشد الداعمين لورشة التنمية الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية التي أقيمت في العاصمة البحرينية المنامة نهاية شهر يونيو المنصرم.
وهذه الورشة التي كان من المعروف بأنها جزء مما يعرف بصفقة القرن، والتي حظيت بدعم ومشاركة السعودية والإمارات والبحرين، كانت تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية والاعتراف الكامل بدولة الكيان الصهيوني.
والجدير ذكره أيضا بأن الرئاسة الفلسطينية كانت معترضة على هذه الورشة الخبيثة، وأن عباس أو أي ممثل عن السلطة الفلسطينية لم يكن حاضراً يومها.
إذاً، فكلام الملك سلمان الذي أوردته وكالة الأنباء السعودية لا يتعدى كونه كلاماً بغرض الاستهلاك الإعلامي، خصوصاً وأن الأفعال التي تبدر عن ولي العهد السعودي الصغير تنافي تماماً بيانها الأخير.
فهل يدرك حكام السعودية بأن موقفهم من القضية الفلسطينية بات مفضوحاً، وبأن الشعوب العربية عامة - والشعب الفلسطيني خاصةً – لن تغفر لهم تواطؤهم وعمالتهم؟
ارسال التعليق