مؤتمر مصلحون معاصرون يطالب بحرية الداعية البارز سلمان العودة
التغيير
دعت شخصيات دولية وحقوقية شاركت في مؤتمر “مصلحون معارصون” نظام آل سعود إلى الإفراج عن الداعية الإسلامي د. سلمان العودة المعتقل منذ أكثر من 3 سنوات.
وأشرف على تنظيم المؤتمر مركز الحقوق والبحوث العربية “آرك الفـُلْك” عبر تقنية الاتصال المرئي، على مدار يومي الخميس والجمعة.
وحمل المؤتمر عنوان “مصلحون معاصرون.. سلمان العودة نموذجا”، بمشاركة 34 شخصية من دول مختلفة.
وأكد الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي أن “المصلحين يتوجهون للحكام بالنصائح التي هي في مصلحتهم، وعوضا عن الاستماع إليهم يُلقون بهم في السجن”.
وقال المرزوقي: “وفي آخر المطاف ما الذي يقع؟ يربح الحكام الوقت فقط .. نظام آل سعود قد يربح 10 أو 20 سنة، ولكن في نهاية المطاف، النتيجة معروفة”.
وأضاف: “الآن، بعد ثورات الربيع العربي، التي يظن البعض أنها انتهت، بينما هي بدأت للتو؛ فالمعادلة أصبحت معروفة”.
وبحسب المرزوقي: إما الإصلاح أو الثورة. ونحن ندعو لهبة وعي: أطلقوا سراح سلمان العودة والمساجين السياسيين كافة في المملكة ، واستمعوا لهم بدلا من المطبلين”.
وأشار الرئيس التونسي الأسبق إلى أن ما وصفها بـ”الوضعية الكارثية التي يشهدها العالم العربي”، هي نتيجة عدم الإنصات إلى المصلحين من أمثال “العودة”، وهم كثيرون.
وتابع: “لن ننسى العودة ومَن معه، لن نتركهم إلى أن يُطلق سراحهم ويُعاد لهم الاعتبار”.
محاكمات غير قانونية
وقالت المديرة التنفيذية لـ”مؤسسة الديمقراطية الآن للعالم العربي”، “سارة ليا ويتسون” إن “من مفارقات محاكمة العودة، هو مدى استعداد الحكومة في المملكة لاستخدام تهم الإرهاب ضد شخص دعا سلميا إلى الإصلاح والتغيير والسلام.
ودعت ويتسون إلى تسليط الضوء على “المسؤولين الحكوميين المتورطين في محاكمة العودة؛ لأن محمد بن سلمان ما كان يستطيع فعل ذلك بمفرده.
واستدركت: “لأنه ليس بمقدوره اضطهاد المواطنين كلهم بنفسه”.
وأوضحت أن من بين المسؤولين الذين نشير إليهم وكلاء النيابة والمحققون الذين وجهوا التهم إلى العودة.
وكذلك القضاة وحراس السجون. إنهم الأشخاص الذين تعتمد عليهم الحكومة لتنفيذ عملية القمع.
تدهور حقوق الإنسان
وشدّد نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة “هيومن رايتس واتش” الحقوقية الدولية “آدم كوجل” على أن “حالة حقوق الإنسان في المملكة تكشف عن تدهور كامل فيما يتعلق باحترام الحقوق الأساسية”.
وذكر كوجل أن هذا التدهور ملموس خلال السنوات الأخيرة، لا سيما الحقوق المدنية أو السياسية.
وأشار إلى أن درجة الاضطهاد في المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية “لم يسبق لها مثيل.
وقال: إن هناك عددا هائلا من الاعتقالات بين صفوف العلماء والمفكرين والمثقفين والاقتصاديين والناشطين في مجال حقوق المرأة”.
ولفت “كوجل” إلى أن المملكة تحاول “السير على النهج الإماراتي، من خلال إنكار جميع الحقوق المدنية والسياسية، مع تسويق الدولة على أنها حديثة وتقدمية.
أداة قمعية
وأشارت الباحثة بمنظمة “العفو” الحقوقية الدولية “دانا أحمد” إلى أن المحكمة الجنائية المتخصصة، التي يُحاكم “العودة” أمامها، تُشكّل “أداة ناجعة للقمع الحكومي”.
ونوهت إلى أنه “خلافا للمحاكم الأخرى، فإنها تتمتع بصلاحية نظر القضايا المتعلقة بالإرهاب”.
وأضافت دانا: “الإجراءات التي تتبعها هذه المحكمة غير قانونية بشكل فادح؛ إذ يُقبض على الأفراد دون مذكرة أو سبب”.
“ويُحتجزون بمعزل عن العالم الخارجي دون السماح لهم بمقابلة عائلاتهم أو ممثليهم القانونيين”.
وأوضحت الباحثة أن من أبرز إخفاقات المحكمة، اعتمادها على الاعترافات المنتزعة تحت التعذيب.
وقد تم توثيق ذلك في عشرات القضايا لأفراد حُكم عليهم فيما بعد أو حتى أُعدموا.
فيما أشار نائب مدير مؤسسة “القسط” لحقوق الإنسان، “جوشوا كوبر”، إلى أن عمليات الإعدام بالمملكة زادت منذ العام 2011، وخاصة منذ العام 2015.
أهم الفقهاء والعلماء
كما وصف مؤسس “المعهد الأصولي”، خالد أبو الفضل، الداعية “سلمان العودة” بأنه “من أهم فقهاء وعلماء المسلمين في القرنين الماضيين، ومن أكثرهم تأثيرا”.
وأكد أن “كل المؤشرات تدل على أن السلطات في المملكة تتبع نهجا يهدف إلى قتله ببطء”.
ورأى “أبو الفضل” أن “عالم حقوق الإنسان وعالم المناصرة الديمقراطية، سيظل في حالة نفاق دائمة طالما بقي أناس مثل سلمان العودة في السجن يواجهون مستقبلا مُظلما للغاية”.
ودعت الأستاذة في “مدرسة لندن للاقتصاد”، المعارضة مضاوي الرشيد، إلى رفع مستوى الوعي بالمحنة التي يمر بها “العودة” إلى جانب العديد من المحتجزين الآخرين.
ولفتت إلى أنه جمع بين التعليم التقليدي الأصولي والاطلاع على العلوم الاجتماعية الحديثة والتاريخ الحديث.
بالإضافة إلى أنه يجمع بين القومية بسبب عنايته بمجتمعه في المملكة، والعالمية نظرا لاهتمامه بما يجري في العالم الإسلامي بأسره.
وختمت الرشيد: “الأمر الأكثر إثارة للصدمة من صمت الغرب، هو صمت العالم الإسلامي ومؤسسات العلماء التي هي في الواقع عالمية. يبدو كما لو أن المملكة أسكتتهم جميعا”.
ارسال التعليق