ماوراء زيارة سلمان الآسيوية.. استثمارات أم إصطياف أم تمهيد لانقلاب ؟!
* جمال حسن
يواصل سلمان بن عبد العزيز جولته الآسيوية التي تمتد لشهر، وتشمل 7 دول هي ماليزيا وإندونيسيا وبروناي واليابان والصين والمالديف، حيث يرافقه فيها أكثر من (1400) أمير ووزير ومرافق وخدم وحشم وطهاة وحرس خاص وحريم ليالي شهرزاد؛ ليختتمها بالمشاركة في الدورة الثامنة والعشرين للقمة العربية المزمع عقدها في العاصمة الاردنية عمان في 29 مارس/آذار الجاري، ليقدم ربما خلاله سلمان مقترحاً جديداً يفوق مقترح سلفه عبد الله في بيع المزيد من التنازلات العربية للسلام مع كيان العدو الصهوني المحتل، وهو ما كشف عنه وزير الحرب الاسرائيلي"أفيغدور ليبرمان" في حديثه لصحيفة "دي فيلت" الألمانية نشرته الثلاثاء الماضي بالقول: "لقد حان الوقت لتشكيل تحالف رسمي بشكل علني بين اسرائيل والدول العربية الخليجية وفي مقدمتها العربية السعودية".. مضيفاً: لقد فهمت الدول السُّنية المعتدلة أن الخطر الأكبر ليس إسرائيل أو الصهيونية أو اليهود وإنما إيران"، حيث اللقاءت جارية فيما بين الطرفين وعلى مستويات عالية بهذا الخصوص.
مصدر وثيق من داخل القصور الملكية أكد أن محمد بن سلمان هو من دفع والده للقيام بهذه الجولة دون وجود دعوات مسبقة مقدمة، كما يتم الاعلان عنها في وسائل اعلام آل سعود كذباً وبهتاناً؛ حيث تهدف الى إستجداء الملك قيادات هذه الدول للاستثمار في مشاريع داخل المملكة وفي مقدمتها المشاركة في شراء أسهم شركة "أرامكو" للبترول التي يتم الاعلان عن عزم نجل الملك عرض اسهمها للطرف الأمريكي الذي رفض المشاركة فما كان منه سوى التوجه نحو دول جنوب شرق آسيا عسى ولعل أن تنقذ البلاط من ورطة الهلاك الاقتصادي الآيل الى الانهيار حسب تقارير صندوق النقد الدولي والمؤسسات الاقتصادية الغربية والعربية جاء ذكرها في مقال سابق .
لقاءات سلمان مع قيادات ماليزيا تركزت على تعزيز الشراكات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، حسب ما جاء في البيان المشترك الذي تضمن ايضاً مخاوف آل سعود من التقارب الماليزي الايراني في قطاعي الاقتصاد والتجارة ليكون مصدر قلق كبير من وجهة نظر الرياض التي تبحث جاهدة لضم هذه البلدان الاسلامية الى حلفها الفاشل في الحرب على اليمن والتي رفضت كل الرفض الانضمام الى ذلك رغم كل وسائل الترغيب والترهيب التي استخدمها سلمان ونجله حتى التهديد بالارهاب؛ فما كان من سلمان إلا أن يدخل هذه المرة من الباب الاقتصاي الاستثماري عسى ولعل يوفق في جلب هذه البلدان الى حضيرته وهو ما سيفشل فيه ايضاً، حسب تأكيد المراقبين .
زيارة سلمان لاندونيسيا هي المحطة الثانية حيث جلبت الانظار وجذبت الانتباهات كونها الزيارة الأولى لعاهل سعودي منذ خمسة عقود لهذا البلد الاسلامي الكبير، لكن الأهم من ذلك هو كيفية قضاء الملك المخرف وفريقه الطويل العريض الإجازة في جزيرة بالي المصطحبة بالترف والبذخ والاسراف واللهو بمعية الأشياء الفاخرة حيث السيارات من طراز مرسيدس بنز إس 600، ومصعدين كهربائيين، 459 طنا، وحاشية عددها أكثر من (1420) شخصاً منهم 620 شخصا يرافق سلمان لوحده، بينهم 10 وزراء و25 أميرا، وقد قامت 27 طائرة بنقل جميع الوفد الى جاكارتا، فيما تسعة منها ستقوم بنقل المقربين للمك المصاب بمرض الزهايمر العضال الى جزيرة بالي، وفق وكالة أنتارا الإخبارية نقلاً عن شركة بي تي جاسا أنغاكاسا سيميستا للشحن .
الحكومة الإندونيسية اعلنت إن استثمارات تقدر قيمتها بـ25 مليار دولار ستعقد خلال زيارة العاهل السعودي. ومن بين ما سيوقع عليه عقد استثمار بستة مليارات دولار من شركة أرامكو للنفط، بعد أن وقعت الأخيرة يوم الثلاثاء صفقة لاستثمار 7 مليارات مع شركة النفط الماليزية، ضمن 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم تم التوقيع عليها بين الحكومتين، شملت ايضاً العمل المشترك في مجال التعليم والثقافة، والبحث العلمي والتعليم العالي والشؤون الإسلامية، ما يعني إرشاء الحكومة الماليزية لنشر أكبر للفكر الوهابي المتطرف والعمل على زعزعة أمن واستقرار دول جنوب شرق أسيا وفي مقدمتها الصين واليابان وهو ما وقفت على حقيقته كل من بكين وطوكيو ما دفعهما لعدم إبداء أية ردة فعل بخصوص الزيارة المقرر أن يقوم بها سلمان لتلك الدولتين.
وزارة الخارجية الصينية وفي تعليق مقتظب على لسان أحد المتحدثين بإسمها "قنج شوانج" غير المعروف، وكي لا تجرح مشاعر آل سعود، أبدت عن ترحيبها بزيارة مرتقبة للملك سلمان بن عبد العزيز للصين كاشفة أن هناك اتصالات وثيقة تجري مع الجانب السعودي للترتيب لهذه الزيارة، دون الإفصاح عن موعد الزيارة !!، فيما اليابان التزمت وحتى هذه اللحظة الصمت بخصوص هذه الزيارة وهو ما يطرح أكثر من سؤال .
سؤال آخر أكثر أهمية يطرح نفسه، هو ما سبب عدم مرافقة وزير الدفاع ولي ولي العهد محمد بن سلمان والده في زيارته الاسيوية هذه إن كان ذات أهمية أقتصادية وشركة "أرامكو" توقع العقود الاستثمارية النفطية مع نظيراتها في تلك الدول وهو يرأس الشركة السعودية؟، هل حقاً إنه كانت هناك ترتيبات يقوم بإعدادها ولي العهد محمد بن نايف لإقالة سلمان ونجله والسيطرة على البلاط وإعتلاء العرش؟! خلال فترة الزيارة والتي ليست بقليلة، وبتنسيق مع بعض كبار وعقلاء آل سعود؟! لعودة المملكة الى دورها السابق بعد أن فقدت ماء وجهها ومكانتها الاسلامية والعربية وحتى الاقليمية بحربها الفاشلة على اليمن والشرخ بدا واضحاً مع أقرب الحلفاء في هذا العدوان أي الامارات والكويت والصراخ بينهما طفح للعلن والتهديدات آخذة نحو التصعيد ؟!.
المصدر المقرب من القصور الملكية كشف النقاب أن مخطط بن نايف جاء كرد على مخطط بن سلمان للإطاحة بوالده وولي العهد ليكون أول ملك شاب يحكم السعودية بدعم امريكي خليجي تركي، بعد أن تم تهميش ولي العهد في الكثير من القرارات المهمة على شاكلة تهميش الأمير مقرن بن عبد العزيز ليسطع نجم بن نايف ويحل محله ولياً للعهد بين عشية وضحاها، ما أربك أوراق العائلة الحاكمة وزرع الخوف في نفوس الكثير منهم ليندفعوا للهروب من المملكة فيما تم فرض الإقامة الجبرية على الباقين .
ارسال التعليق