يبدو أن النظام السعودي لن يألو جهدا عن ضم أبرز الوجوه الرياضية إلى تشكلية النوادي الخضراء. فبعد المساعي الفاشلة لضم اللاعب ليونيل ميسي إلى صفوف نادي الهلال مفضلا التواجد في نادي إنتر ميامي الأميركي، يعمل النظام السعودي على شراء خدمات اللاعب الدولي المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول.

إذ أعلن نادي اتحاد جدة السعودي عدم استسلامه عن ربح ورقة محمد صلاح، الذي يحظى بشعبية عالمية وعربية واسعة جدا، وذكرت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية أن الاتحاد يجهز عرضا ضخما بقيمة 235 مليون يورو لليفربول من أجل التعاقد مع صلاح.

وفي حال إتمام الصفقة، فستكون الأغلى على الإطلاق في تاريخ كرة القدم، حيث ستتجاوز ما دفعه باريس سان جيرمان لضم نيمار في عام 2017 من برشلونة مقابل 222 مليون يورو.

وأشار التقرير إلى أن الاتحاد يعرض على محمد صلاح راتبا سنويا يصل إلى 85 مليون يورو، أي 4 أضعاف الراتب الذي يتقاضاه حاليًا مع ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز.

ويرتبط  صلاح بعقد مع ليفربول حتى يونيو/حزيران 2025، وبالتالي فإن النادي الإنجليزي قد يسمح برحيله الصيف المقبل لتجنب رحيله مجانا بعد نهاية عقده.

من الجدير الذكر، أن اللاعب المصري والملقب بـ"الأسطورة"، كان قد تعرض لحملة عنيفة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، جراء تأخره في التفاعل مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة في قطاع غزة. واتهم بأنه  يسعى للحفاظ على عقده ويخشى أن يتم فسخه من قبل إدارة النادي الإنجليزي بتهم ليس أقلها "معاداة السامية"، بعد أن التعرض الكثير من لاعبي الرياضة لعقاب مشابه نتيجة دعمهم لأبناء فلسطين وتنديدهم بالحرب. إلا أن صلاح وحتى بعد أن صوّر مقطعا ونشره على صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، زاد من نقمة الجمهور العربي عليه، واتهمه بالتزلف والخوف وأن المقطع صوّر لصدّ الهجمة عليه فقط لا غير.

وأمام ما ورد، لا يبدو مستبعدا أن يوافق صلاح على مثل ما تقدم من عرض سعودي، طالما أن الرادع الإنساني ثبُت غيابه لناحية القصية الأم، فكيف بقضايا حقوق الإنسان في "السعودية".

إلى ذلك، اتهمت وسائل إعلام غربية النظام السعودي بمحاولة إخفاء جرائمه وسجلِّه الحقوقيّ السيئ من خلال مواصلتِه استقطاب لاعبين عالميين لبطولة “الكريكيت” والجولف وكرة القدم وغيرِها، على الرغم من الانتقادات الدولية والدعاوى القضائية ضده. وفي وقت سابق، قالت صحيفة “ميرور” في تقريرٍ بعنوان “السعودية استقطَبت العديدَ من نجومِ “بي جي آيه تور” إلى “ليف جولف”، إنَّه “على أمل صرف نظرِ العالم عن الجرائم والانتهاكات التي يرتكبُها النظام السعودي، قامَ بجذب اللاعبين الدوليين وكبارِ المواهب الرياضية بملايينِ الدولارات عبر فتَرات زمنية متواصلة”.

وبالإضافة إلى مساعي التبييض الرياضي، تحاول “السعودية” الاستثمار في لعبة “الكريكيت” وكرة القدم وسباقات “فورمولا 1” والجولف لتحقيقِ أهداف ولي العهد محمد بن سلمان الاقتصادية ضمن “رؤية 2030”. وتستمرُّ المعارك القانونية المستعرة في الولايات المتحدة بين بطولة “بي جي أيه” (PGA) الأميركية و”ليف جولف” (Liv Golf) السعودية، حيث تطلب محكمة أميركية محاكمة “صندوقِ الاستثمارات العامة “السعودي ومحافظِه ياسر الرميّان، بسبب المنافسة غيرِ العادلة من خلال إغراءِ لاعبي “بي جي آيه” بملايينِ الدولارات لخرقِ عقودهم، واتهام الصندوقِ باعتماد التبييض الرياضي للتغطية على انتهاكات حقوقِ الإنسان.  

سجل حقوق الإنسان سيء الصيت في “السعودية” فتح مجدداً تساؤلات جدّية حول أخلاقيّات الصفقات المربحة التي يتم تسليمها للاعبين المتنافسين. فقد أشارت التقارير الأوليّة من الجولة الافتتاحية الأسبوع الماضي لبطولة LIV للغولف الممولة سعوديًا إلى أن هناك طريقًا طويلًا لنقطعه قبل أن تنطلق بطولة أميركا ماسترز وأميركا المفتوحة، بحسب صحيفة “الغارديان”.

يذكر أن الأموال الطائلة التي يرتكز عليها آل سعود في عروضهم الرياضية لم تكن دافعا حقيقيا للعديد من لاعبي كرة القدم في العالم، فبعد أن رفض ميسي الانضمام إلى النادي السعودي، وانضمامه إلى متذيل التريب في الدوري الأميركي، فضل آخرون البقاء في أوروبا. وقد أفادت تقارير صحفية إسبانية بأن الدولي الكرواتي، ونجم خط وسط ريال مدريد الإسباني، لوكا مودريتش، قد رفض العرض المقدم من نادي أهلي جدة السعودي.

وأكدت صحيفة “ماركا” الإسبانية، أن مودريتش رفض العرض الذي يقدر بقيمة 80 مليون يورو في الموسم الواحد، من أجل الاستمرار مع ريال مدريد لموسم آخر. وأضافت الصحيفة الإسبانية، أن صاحب الـ (37 عامًا) يريد مواصلة اللعب مع ريال مدريد، ويريد تحقيق حلمه بالمشاركة مرة أخرى في مسابقة دوري أبطال أوروبا، والتي توج بلقبها في 5 مناسبات سابقة مع النادي الملكي. وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن وزارة الرياضة في النظام السعودي تسعى جاهدة لاستقطاب عدة أسماء عالمية بارزة في لعبة كرة القدم، تخطيطًا من المملكة لاستضافة مونديال 2030.

وفي السياق ذاته، أكد الصحفي الشهير، فابريزيو رومانو، أن الدولي البولندي، ومهاجم برشلونة الإسباني، روبرت ليفاندوفسكي، أعرب عن رفضه الكبير لفكرة الانتقال للعب في الدوري السعودي للمحترفين في الصيف المقبل. وكانت تقارير صحفية عالمية، قد كشفت عن رغبة أحد الأندية السعودية بالتعاقد مع ليفاندوفسكي في الميركاتو الصيفي، دون أن تكشف عن اسم النادي السعودي الذي يسعى إلى ضم النجم البولندي المخضرم.

الى ذلك، كشفت صحيفة “بيلد” الألمانية، أن توني كروس يفضل الاستمرار مع ريال مدريد، ولا يرغب في خوض تجربة بالدوري السعودي.