كسر “ريتشارد ماسترز” الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز، صمته بشأن صفقة استحواذ صندوق الاستثمارات السعودي على نادي “نيوكاسل يونايتد”.

وقال “ماسترز” في مقابلة “حصرية” مع قناة “بي بي سي” إن الدوري الإنجليزي الممتاز لديه “تأكيدات ملزمة قانونًا” بأن الدولة السعودية لن تسيطر على إدارة نيوكاسل.

ويشار إلى أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يرأسه ولي العهد محمد بن سلمان حاكم المملكة الفعلي، استحوذ على نسبة 80٪ من النادي الإنجيلزي في صفقة عقدت الشهر الماضي.

وعبّر مشجعون من الأندية المتنافسة عن غضبهم بسبب قرار المضي قدمًا في الصفقة.

وكان الدوري الإنجليزي الممتاز قد أصدر بيانًا في اليوم الذي تم فيه إتمام الصفقة. لكن “ماسترز” نفسه ظل صامتًا، مع استقالة زميله جاري هوفمان في أعقاب هذه الأحداث.

الآن وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ، ظهر ماسترز في وضع حرج أثناء إجابته عن المزيد من الأسئلة بينما كان يحاول تبرير قرار من الواضح أنه لم يرغب أبدًا في اتخاذه.

وقال “ماسترز” لمراسل بي بي سي “دان روان” إن واب العهد السعودي يدفع الـ 400 مليون دولار ولا يسمح له حتى بإدارة النادي.

وشدد الرئيس التنفيذي للدوري الإنجليزي الممتاز، على أنه يمكن عزل مالكي نيوكاسل إذا تم العثور على سيطرة الدولة السعودية على النادي.

وقال “ماسترز” لبي بي سي: “المسألة تتعلق بالسيطرة وقد حللنا قضية السيطرة”.

واكد أن هناك تأكيدات ملزمة قانونًا بأن الدولة لن تسيطر على النادي.

واضاف:”إذا وجدنا دليلًا على عكس ذلك. فيمكننا إزالة السعوديين كمالكين للنادي وفقًا للقواعد. هذا مفهوم.”

وأدت تداعيات عملية الاستحواذ السعودي على نيوكاسل، إلى تنحي جاري هوفمان عن رئاسة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد رد فعل عنيف من الأندية.

كما زعمت جماعات حقوق الإنسان أن الصفقة محاولة لتحسين صورة السعودية من خلال “الغسيل الرياضي”. وسط مخاوف بشأن سجل حقوق الإنسان في المملكة.

وحول هذه المخاوف، قال ماسترز: “لقد مرت عملية الاستحواذ. وعلينا أن نكون مرتاحين لأن كل الأشياء التي نقوم بها في الدوري الإنجليزي الممتاز سيتم الاحتفاظ بها تحت الملكية الجديدة.”.

وتابع: “لا يمكن أن يكون لديك قواعد مختلفة لكل حالة. ولذا فإن نيوكاسل سيعمل على الأساس الصحيح. والنادي نفسه يلتزم بالمعايير الرئيسية.”

وفي الشهر الماضي، أيد 18 ناديًا في الدوري الإنجليزي الممتاز خطوة لمنع نيوكاسل مؤقتًا من القيام بأي صفقات جديدة مرتبطة بملكيته للسعودية.

وهو أمر اعترفت به المديرة أماندا ستافيلي. وقالت إنه كان بمثابة “صدمة” وتسبب في “ضربة كبيرة” للنادي.

وسبق أن ذكر “معهد كوينسي” أن استحواذ صندوق الاستثمارات السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي لن يساهم في التنويع الاقتصادي.

وأكد المعهد أن خطوة الصندوق الذي يديره ولي العهد محمد بن سلمان لن يساهم بخلق فرص عمل للسعوديين.

وتساءل: “ما الذي سيحصل عليه السعوديون من شراء فريق نيوكاسل الذي هو دون بطولة منذ عام 1927؟”.

وأشار المعهد الأمريكي أنه لا يكاد يضمن عائداً مالياً كبيراً على الاستثمار.

فيما وصفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، في وقت سابق صفقة الاستحواذ بأنه “غسيل رياضي يطمس الأبيض والأسود”.

واتهمت الصحيفة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالتورط في مقتل الصحفي المعارض “جمال خاشقجي”.

وأشارت إلى أن السعودية متورطة بقرصنة حقوق البث الخاصة بقنوات “بي إن سبورت القطرية” إبان الأزمة الخليجية.

وأكدت الصحيفة أن ذلك دفع الرياض للتوجه صوب إنفاق الكثير من الأموال على النادي الإنجليزي لتحسين صورتها.

وقالت إن ابن سلمان يحاول كسب شعبية يفتقر إليها ببريطانيا منذ مقتل “خاشقجي” على يد عملاء حكوميين في القنصلية السعودية بإسطنبول.

فيما قالت صحيفة “الغارديان” إنه ورغم أن صندوق الاستثمارات السعودي بات يمتلك 80٪ من النادي، إلا أن سيطرته على مجلس إدارته ضعيفة.

وذكرت أن ياسر الرميان محافظ الصندوق سيكون الرئيس غير التنفيذي لنادي نيوكاسل.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرميان سيكون الوجود السعودي الوحيد في مجلس الإدارة.

وأثار استحواذ السعودية على نادي نيوكاسل الإنجليزي تساؤلات عديدة، أبرزها لصحيفة “الغارديان” البريطانية الذي قالت: “هل باع اسمه وسمعته لحكومة قاسية” بعد إتمام الصفقة.