معهد ينصح ترامب بتقوية العلاقات مع دول الخليج إلى أقصى الحدود وخاصة السعودية
نصح معهد واشنطن المختص بدراسات الشرق الأوسط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتقوية العلاقات مع دول الخليج إلى أقصى الحدود، وبخاصة مع السعودية التي وصفها بأنها الأكثر أهمية.
رجّح الباحث سايمون هندرسون في مذكرة سياسية أن تكون سياسة إدارة ترامب تجاه السعودية عنصرا أساسيا في السياسة الخارجية الأمريكية الأوسع نطاقا خلال السنوات الأربع المقبلة.، لافتا إلى قلق الرياض مما وصفه بـ”نزعة ترامب الشعبية ورغبته الواضحة في إدراك وجهات نظر الناخبين التي غالباً ما تكون غير منمّقة”، كما جاء على “روسيا اليوم”.
وأقر الباحث أن “نظرة العديد من الأمريكيين العاديين تجاه السعودية قبيحة: فغالباً ما يُعتبر السعوديون قاطعي رؤوس كارهين للنساء لا يختلفون كثيراً عن مناصري داعش الذين يهددون المملكة بقدر ما يشكّلون خطراً على الكثير من دول الشرق الأوسط وحتى أوروبا”.
واشار هندرسون في هذا السياق إلى أن هجمات 11 سبتمبر تلقي بظلال قاتمة على الموقف من الرياض، لافتا إلى أن “خمسة عشر من أصل خاطفي الطائرات التسعة عشر كانوا سعوديين”، وإلى سابقة حظر تصدير النفط عام 1973 .
وقال التقرير إن السعودية أنفقت على مر السنين ملايين الدولارات على جماعات الضغط بهدف تحسين صورتها من دون نجاح يذكر، وهي لم تتمكن من منع الكونغرس العام الماضي من إقرار قانون “JASTA” الذي يتيح للأمريكيين مقاضاة الحكومة السعودية على مزاعم دعمها للإرهاب.
أما بشأن النفط، فرأى الباحث أن إيرادات السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، تدنت ما نتج عنه خفض ميزانيتها، مشيرا إلى أن الرياض خلال العامين الماضيين “بذلت … جهوداً لإبعاد منتجي النفط الصخري الأمريكيين عن القطاع عبر إغراق السوق بالنفط، إلا أن تلك المساعي باءت بالفشل”، ولذلك رأى أنه من الضروري أن تقترح الولايات المتحدة أن ” يصبح اقتصاد السعودية أكثر فعاليةً عبر خفض الإعانات بشكل أكبر وتقليص الإنفاق المفرط”.
وبشأن التطرف والإرهاب، قال التقرير إن السلطات السعودية قلصت قبل عام بشكل كبير “صلاحيات الشرطة الدينية بعد اكتشافها أن معظم السعوديين الذين انضموا إلى تنظيم داعش كانوا من أفرادها”.
واقترح أن تتم تسوية ملف هجمات 11 سبتمبر من خلال “إقرار سعودي بتحمّل بعض اللوم عما حصل. ويمثّل تقديم مساعدات مالية لعائلات ضحايا 11 أيلول/سبتمبر أحد الخيارات”. ورأى أن مثل هذه الصفقة الآن ممكنة وذلك لأن “الأميرين البارزين اللذين كانا يدفعان المال لـ تنظيم القاعدة لئلا يهاجم المملكة – وهما الأخوان الشقيقان لسلمان الأكبر سناً، سلطان ونايف – قد توفيا الآن”.
ودعا التقرير واشنطن إلى “تجنّب الظهور وكأنها منحازة” فيما يخص شؤون العائلة المالكة في السعودية، مشددا على أن ” الرابط بين واشنطن والرياض هو الأهم بالنسبة للعلاقات الأمريكية مع دول الخليج المحافظة، لكنه يواجه مجموعة من التحديات المعقّدة. لذلك تتطلب هذه العلاقة عناية دقيقة”.
ارسال التعليق