منسوب الحرية السعودية تحت صفر
نشر باحث أمريكي مختص بشؤون الشرق الأوسط تقريرا موسعا تناول فيه التغييرات التي تشهدها السعودية، وقال إنها باتت تستحوذ على الاهتمام الدولي، وذلك بناء على زيارة قام بها إلى الرياض مؤخرا.
ويتحدث الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ديفيد بولوك في تقريره عن انطباعاته بشأن المجتمع السعودي الذي يقول إنه أكثر تنوعا مما يبدو في الخارج وأقل تحفظًا من حيث الثقافة مما كان من قبل.
ويلفت بولوك إلى أن ما يراه تحولا في السعودية يبدو اجتماعيا أكثر منه سياسيا، موضحا: بينما تتيح المملكة، بل وتشجع، التوسع في منح بعض الحريات الشخصية، تظل الحرية السياسية منعدمة.
ويضيف: أثناء زيارتي الأولى للمملكة منذ 25 سنة، كانت الحكومة السعودية تتبنى شعار التقدم بدون التغيير أما الآن فالشعار الأنسب هو التحرر بدون الديمقراطية.
ويستعرض الباحث الأمريكي مشاهداته خلال زيارته التي تشير إلى حدوث درجة معينة من التحرر الديني.
ويتابع: أدركت أن التراجع في الالتزام الديني الصارم أصبح أكثر وضوحًا عندما كنت أسير في شوارع الرياض ولاحظت بعض التغييرات الطفيفة في سلوك الناس أثناء أوقات الصلاة، فالمحلات والمطاعم ظلت مفتوحة، ولم يتوقف المارة عن الحديث، وكان ذلك السلوك بعيدًا كل البعد عما كان عليه منذ بضع سنوات، عندما كانت البلاد تتوقف بشكل تام خمس مرات يوميا.
كما ينقل بولوك تعليقا لسعوديين التقى بهم عن تخوفه من ردة فعل للمتطرفين على هذه التغيرات فيقول: زملائي السعوديون الشباب أجابوا بأنه لا داعي للقلق، فالمتطرفون موجودون، ولكنهم مشتتون ومنبوذون وخائفون الآن.
وينقل عنهم القول: تم كبح جماح الشرطة الدينية واستقطاب المؤسسة الدينية بشكل كبير وإقصاء المعارضين المتشددين ومنعهم من وسائل التواصل الاجتماعي واعتقال بعضهم، حتى معقل ردود الأفعال الدينية في القصيم تم تحييده معلقا بالقول: لم أستطع التحقق من كلامهم، ولكنني لم أجد أي أدلة ضده.
وكدليل على ما اعتبره تقدما للمرأة السعودية يقول الباحث الأمريكي: كان العمل في الفنادق أو أروقة الأعمال ومكاتب الاستقبال يقتصر على الرجال غير السعوديين، ولكن السعوديات يتولين هذه الوظائف اليوم، وخاصة اللاتي يتحدثن الإنجليزية بطلاقة ويتعاملن بسهولة مع الجنس الآخر.
ويرى الباحث الأمريكي بناء على موقف العديد من الذين تحدثت إليهم أن اهتمام الشباب السعودي ينصب في أغلبه على الإصلاحات في أسلوب حياتهم، وهم على استعداد للتنازل عن الحرية السياسية من أجل هذه الغاية، وفق تعبيره.
ويشير إلى أن ابن سلمان يدعي الاصلاح لنفسه ويقمع كل من يطالب بيه، لافتا أن النقد العلني أو حتى التعبير عن الآراء المؤيدة أو المعارضة للإصلاح يقابل بالعقاب الشديد الذي يتراوح بين فقدان العمل أو النفي أو الاعتقال، وبينما تتمتع السعوديات الآن بحق القيادة، واللاتي طالبن بهذا الحق يقبعن اليوم خلف القضبان.
ارسال التعليق