مهرج الحرمين في مرمى نيران الانتقادات
في الوقت الذي يموت فيه أهل غزة قتلاً وجوعًا وعطشاً على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، تداول مستخدمو مواقع التواصل فيديو لعبدالرحمن السديس، رئيس الهيئة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وهو يتباهى بالتقاط الفقع في أحد براري السعودية.
وبدا السديس في مقطع الفيديو المتداول وهو يقف في برية ويحمل بيديه حبات فقع –كمأ- كبيرة الحجم ويقول “حصيلة نصف ساعة ماشاء الله الحمد لله.”
واستدرك رئيس الهيئة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي: “الله يجعلها مباركة رائحتها زكية”، في مشهد عرضه لهجوم واسع وانتقادات حادة.
حيث ظهر بهذا المشهد يبالغ في الرفاهية بجمع الفقع من صحراء السعودية دون مراعاة لمشاعر أهالي غزة الجوعى، والفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية على يد قوات الاحتلال الهمجي.
ويأتي ذلك أيضا في ظل ما وُصف بالموقف المخزي للسعودية تجاه ما يجري في غزة والحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر، وسعيها للتطبيع مع الكيان الصهيوني رغم كل ذلك.
حيث لم تصدر السعودية حتى أي بيانات قوية تدين العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما لم تشارك في أي جهود دبلوماسية حقيقية لإيجاد حلا للأزمة، سوى بيانات وتحركات شكلية لحفظ ماء الوجه وخداع الرأي العام.
وقد أدى هذا الخذلان إلى تفاقم الأزمة في قطاع غزة، حيث يُحاصر السكان هناك الجوع والعطش والقتل على مدار الساعة.
وتسبب ذلك بإحباط كبير للجماهير الفلسطينية، التي كانت تأمل في أن تلعب السعودية ـ وفقا لخلفيتها التاريخية ورمزيتها في الإسلام ـ دورًا فاعلًا في دعم القضية الفلسطينية.
وعُد خذلان السعودية لغزة إشارة إلى قبولها بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مما يُعزز من موقف إسرائيل في المنطقة ويشجعها على استكمال جرائمها بحق الفلسطينيين.
ارسال التعليق