نضال حمادة: أمريكا فرضت إرادتها في مراكز الحكم الجديدة بالسعودية
في البداية نعود بك أيها القارئ الكريم الى موقف الجمعة بتاريخ 8 آذار من العام الماضي والذي كان عنوانه (الامريكي يريد محمد بن نايف ملكا للسعودية) فبعد اكثر من عشرة أشهر على تقريرنا هذا وليلة الاعلان عن وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود ظهرت تحت جنح الظلام التركيبة الجديدة الحاكمة للعائلة السعودية المالكة وظهر فيها إسم محمد بن نايف وليا لولي العهد مقرن بن عبد العزيز، ما يشير بوضوح الى أن محمد بن نايف سوف يكون اول ملك من الجيل الثاني لال سعود بعد عمه مقرن بن عبد العزيز. أتت تركيبة الحكم الجديدة التي أعلن عنها الملك سلمان بن عبد العزيز لتعيد دور جماعة الاستخبارات الامريكية من الجناح السديري في العائلة الحاكمة وقد اعتمد سلمان على إبنه محمد بن سلمان وعلى إبن أخيه محمد بن نايف الذي عين وليا لولي العهد مقابل حصول محمد بن سلمان على منصب وزير الدفاع المقرر في وراثة الحكم السعودي، وتشير معلومات مؤكدة الى ان محمد بن سلمان سوف يحتل أيضا مكان في منصب مدير البلاط الملكي مكان خالد التويجري الذي همش دون تردد، وهذا التهميش للتويجري يعد بمثابة ثأر كبير لمحمد بن سلمان الذي أبعد طويلا عن الملفات الاستراتيجية خصوصا عن ملف صفقة السلاح السعودية الفرنسية للجيش اللبناني بفعل نفوذ التويجري لدى الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ويتهم محمد بن سلمان ال التويجيري بالعمل على الصفقة من داخل البلاط الملكي خارج اي حضور لوزارة الدفاع . في المنصب الثاني والاهم بالنسبة للجيل الثاني من العائلة الحاكمة عين سلمان محمد بن نايف وليا لولي العهد اي ملكا بعد عمه مقرن الذي عين وليا للعهد ، واتى هذا التعيين على حساب متعب بن عبدالله بن عبد العزيز قائد الحرس الوطني والذي كان يسعى للحصول على هذا المنصب وكان قد زار واشنطن خلال الشهر الماضي في سباق مع ابن عمه محمد بن نايف الذي زار في نفس الشهرالعاصمة الامريكية للحصول على الرضا الامريكي ( انظر موقف الجمعة بتاريخ 24 كانون اول 2014) غير ان الارادة الامريكية فرضت محمد بن نايف المقرب من مدير المخابرات الامريكية (جون برينان) والذي يلتقي مسؤولي الاستخبارات الامريكية دوريا للبحث في سبل التعاون بين البلدين في محاربة الارهاب. وتعتمد واشنطن على محمد بن نايف في حربها المفتوحة على الإرهاب السلفي خصوصا ان الرجل يمتلك خبرة قديمة ووافية بالجماعت السلفية المحاربة بسبب عمله منذ اربعين عاما مع والده نايف بن عبد العزيز في وزارة الداخلية، ويمكن اعتبار تعيين محمد بن نايف من قبل سلمان بن عبد العزيز رسالة تودد كبيرة من الملك السعودي الجديد اتجاه واشنطن لتعزيز وضع ابنه محمد في التسويات المقبلة على وراثة العرش السعودي عندما يحين موعد حكم الجيل الثاني مع محمد بن نايف. ومع وصول محمد بن سلمان الى وزارة الدفاع وتوليه منصب مدير البلاط الملكي يعود موضوع صفقة السلاح السعودية الى التجاذب داخل العائلة المالكة كون هذه الصفقة قررت في قصر عبدالله بن عبد العزيز بعيدا عن وزارة الدفاع التي كان محمد بن سلمان يقودها، فالصفقة التي أدارها آل التويجري في البلاط الملكي أيام عبد الله بن عبد العزيز قد تذهب مع ذهابهم الذي حصل في ليلة صامتة ودون ضجيج إعلامي خصوصا ان قرار تمويل هذه الصفقة أتى من الملك عبدالله شخصيا دون المرور بوزارة الدفاع.
ارسال التعليق