#نيمار في " #السعودية " بأموال الشعب
قادما من نادي سان جيرمان الفرنسي، انضم اللاعب البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى صفوف نادي الهلال السعودي، هذا ما أعلن عنه النادي الناشط في دوري روشن السعودي، يوم الثلاثاء.
هكذا يستمر مسلسل الغسيل الرياضي عبر وجوه كرة القدم العالميين، ويستمر النظام السعودي في تبذير مال الشعب لأجل غير مسمى ولأهداف لا تخدم إلا مصلحة النظام، ومسعاه "الترقيعي" للوجه الحقيقي القائم على سرقة الثروات والاحتلال والإعدام.
هذا وكشف نادي الهلال انتقال نيمار (31 عاماً) إلى النادي، عبر مقطع فيديو في "تويتر"، ظهر خلاله اللاعب البرازيلي معلناً وصوله إلى "السعودية" وانضمامه إلى "الزعيم"، قائلاً:" أنا هنا في السعودية، أنا هلالي".
وتناقل عدد من التقارير الصحافية القيمة الضخمة لعقد نيمار مع النادي السعودي. وبحسب الصحافي فابريزيو رومانو، المختص بسوق الانتقالات، سيحصل اللاعب البرازيلي على 300 مليون دولار أميركي، على أن يمتد عقده عامين (حتى عام 2025).
وأشار رومانو إلى أن مجموع ما سيحصل عليه نيمار، خلال وجوده مع نادي الهلال، قد يصل إلى 400 مليون دولار أميركي، استناداً إلى الإعلانات والإضافات.
وأكد موقع "فوت ميركاتو" الفرنسي، أنه بالإضافة إلى راتبه المرتفع، فإن البالغ من العمر 31 سنة، ستكون له امتيازات أخرى مع الهلال، أبرزها منحه طائرة خاصة، ومنزلا ضخما مجهزا بالكامل (يشمل العاملين فيه)، ومنحة 80 ألف يورو عن كل فوز يحققه الفريق السعودي، إضافة إلى الحصول على 500 ألف يورو، عن كل منشور أو ستوري يعرضه عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، يقوم من خلاله بالدعاية "للسعودية".
وكان قد سبق نيمار إلى "جنة الدولارات"، اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو منضما إلى صفوف نادي النصر السعودي. حيث شكلت عملية الانضمام تلك الخطوة الأكبر في نهج الغسيل الرياضي التي اجتهد النظام السعودي فيه خلال السنوات الماضية، مسخرا له ميزانية طائلة. كل ذلك يجري بالتزامن مع أسوأ سجل حقوقي تسجله البلاد، بقيادة محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي "للسعودية".
تظهر محاولات "السّعوديّة" في التّأثير على صناعة القرار والتّحكّم في مفاصل الحياة العامّة أيضًا في قضيّة شراء نادي نيوكاسل يونايتد مقابل300 مليون جنيه إسترليني، أي مايعادل مليار وسبعمئة مليون ريال سعودي. فالنظام السعودي يبحث عن النّفوذ عبر وصوله إلى الدّوري الإنكليزي الممتاز وهو أهمّ حدث رياضي في بريطانيا، وواحد من أهمّها في العالم على الإطلاق، حيث يتابع هذا الحدث ملايين المشجّعين بشكل مستمرّ. وذلك يؤكّد القدرة العالية للأنظمة على التّأثير على قرارات دول تدّعي الدّيمقراطيّة عبر سلاحي النّفط والمال
إلى ذلك، أعلن صندوق الاستثمارات السعودي تأسيس شركة استثمارية بهدف دعم قطاع الرياضة في "السعودية". وستستثمر شركة "سرج" للاستثمارات الرياضية في "الحصول على حقوق الملكية لإنشاء الفعاليات الرياضية الجديدة، إلى جانب الاستثمار في الحقوق التجارية للبطولات الرياضية واستضافة الفعاليات الرياضية العالمية"، بحسب بيان للصندوق.
كما تزعم الشركة الاستثمار في "الفعاليات المرتبطة بالمشجعين، وستقوم بتوظيف التقنيات الرياضية المتقدمة لتطوير القطاع، بما يُسهم في تعزيز مكانة المملكة كوجهة رياضية وترفيهية".
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الصفقات الرياضية كلفت السعودية ما يزيد عن 6.3 مليار دولار منذ أوائل عام 2021،أي أكثر من أربعة أضعاف المبلغ السابق الذي تم إنفاقه على مدى ست سنوات.
وحسب تحليل أجرته الصحيفة،استثمر النظام السعودي المليارات عبر صندوق الثروة السيادي على مدار العامين ونصف العام الماضيين.
وذكرت "الجارديان" أنالإنفاق السعودي الهائل على الرياضة غيّر تماما لعبة الجولف الاحترافية وسوق الانتقالات الدولية لكرة القدم وأدى إلى إطلاق منظمات حقوقية اتهامات بأن "المملكة" تمارس ما يسمى بـ "الغسيل الرياضي".
وأشارت إلى أن منظمة "جرانت ليبرتي" الحقوقية التي تتخذ من لندن مقرا لها وتعمل على تعزيز حقوق الإنسان والعدالة في السعودية، قدرت إنفاق الرياض على الرياضة في الفترة بين 2014 وأوائل 2021 بمبلغ 1.5 مليار دولار.
وفي الوقت الذي تمت فيه صفقة انضمام نيمار إلى صفوف الهلال السعودي، يعاني الشعب من إضطهاد غير مسبوق على أكثر من صعيد، حيث نفذت “السعودية” مجزرة هي الأكبر في تاريخ البلاد بقتل 81 معتقلا دفعة واحدة في مارس 2022، ولازالت تتزايد الإعدامات المنفذة على تهم لا تندرج ضمن الأشد خطورة وفق القانون الدولي، كما يوجد حاليا 61 معتقلا سياسيا على الأقل، مهددين بالقتل، بينهم قاصرين، مع مؤشرات على إحتمالية تنفيذ السعودية لمجزرة مروعة تشمل العشرات. كما بلغ أضطهاد المرأة مستويات منفلتة، حيث أصدر القضاء الذي يتحكم فيه محمد بن سلمان بشكل كامل، أحكام مروعة بلغت قرابة قرن، على سيدات بسبب كتابتهن بعض الآراء العادية على شبكات التواصل أو التفاعل بإعادة التغريد، كسلمى الشهاب ونورة القحطاني والتونسية مهدية المرزوقي المفرج عنها منذ فترة .
كما تمادى نظام آل سعود خلال السنوات الأخيرة في عمليات تهجير قسري واسعة، وتصاعد مستوى التعذيب الوحشي في السجون ولم تُستثنى منه حتى النساء، وتعرضت حرية التعبير لإستهداف شرس، وتم إستهداف جميع المدافعين عن حقوق الإنسان، وضاعفت من حالات الإخفاء القسري، وتزايد عدد المهاجرين من "السعودية" فرارا من القمع. وفي وقت يتم بذل الأموال الطائلة، وتوقيع صفقة مع نيمار ورونالدو، يعيش الشعب وضعاً إقتصاديا ضاغطاً، تزايدت فيه أعداد الفقراء، وتراكمت بشكل غير مسبوق أنواعا مختلفة من الضرائب والرسوم.
ارسال التعليق