هل تحتكر الداخلية برنامج المناصحة؟
لم يكن الهالك (طلال الصاعدي) أول من يخضع لبرنامج المناصحة ثم ينقلب انقلابة (ضب) ويعود إلى ضلاله القديم! ولم يكن الهالك (طايع الصيعري) أول من يبتعث للخارج، وفي تخصص علمي حديث، ويفاجأ أقرب الأقربين إليه بتحوله المشؤوم!!
وليس الخلل في برنامج المناصحة، الذي استفاد منه أغلب المنخرطين فيه!! ولم يَتَدَعْشَن (الصيعري) متأثرًا بمقررات التعليم النيوزيلندية!
وإنما يعود الخلل أولًا وأخيرًا و(نص نص) إلى نظام التعليم البالي، السقيم العقيم، منذ (8) قرون؛ كما قلنا وعدنا وزدنا في كل مناسبة!
ولمن انضم إلينا الآن؛ فقد قلنا إن العظيم (ابن رشد) قسم الناس إلى ثلاثة مستويات في التلقي (التّعلُّم) هي:
أولاً) أهل الخطاب: ووسيلتهم في التعلُّم والتعليم هي: العاطفة المتطرفة سلبًا أو إيجابًا، حبًا أو بغضًا، ولا يقيمون للعقل وزنًا، ولا يفكرون بأنفسهم ـ إن فعلوا ـ بل يتعلقون بمن يكسب عاطفتهم ليفكر عنهم! وأوضح تجمع لهم تجده في القنوت؛ فلو (تنحنح) الإمام لقالوا: آآآمين!!
ثانيًا) أهل البرهان: وهم الذين لا يعتنقون فكرة إلا بالأدلة والحيثيات المنطقية المقنعة. ووسيلتهم في التعلم والتعليم ضفيرة متماسكة من العقل والوجدان.
ثالثًا) أهل الجدل: ولا إمام لهم سوى العقل، فما وافقه اعتنقوه، وما تعارض معه رفضوه بلا تردد.
ومن لديه أدنى إلمام بنظام التعليم لدينا؛ لن يرى غير المستوى الأول (أهل الخطاب) استهلاكًا وإنتاجًا، ثم إنتاجًا واستهلاكًا و.. شجرة.. بقرة (5) نجوم!!
حيث تعتمد (كآئيبنا) البائسة على التلقين، والتلقين فقط! وأبرز التلاميذ هم الأكثر حفظًا، وتحليل الاختبارات الطااااازة بيننا!
ومن تسوِّل له نفسه بالخروج عن (الجماعة) فمصيره إلى (وحدة التوعية الفكرية / حصانة)، وهي محكمة تفتيش حقيقية، ما زالت تصنف وتقصي المعلمين والمعلمات المخالفين لنظام (التجهيل الممنهج) منذ (40) عامًا على الأقل!!
فماذا تفعل مناصحة عام أو عامين فيمن تدجن في مدارسنا (12) عامًا بالمعدل؟ وكيف لا يصدم تلميذ لم يستخدم عقله طيلة هذه السنين، حين يبتعث إلى دولة متقدمة؛ لا يمكنه الانسجام مع نظامها التعليمي إلا باستخدام العقل؟
ولهذا فقد انتكس أمثال (طلال) كأي مدمن!! فيما ضربت (فيوز) أمثال (طايع) فجأة؛ كأي مصعوق!!
والسؤال الملح اليوم هو: لماذا ننتظر حتى تطفح عقول صغارنا بالفكر المتشدد ثم نناصحهم؟ لماذا لا يقرر برنامج المناصحة منذ الابتدائية يا نااااااس؟؟؟
بقلم : محمد السحيمي
ارسال التعليق