هل ستتوقف ماكنتنا الإعلامية المشوهة!
حدث مؤخراً أن أُقيل رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط ذات العمق الملكي، وأصبح السيد غسان شربل رئيساً لتحريرها، أنتقالات تذكرنا بأنتقالات مديري قناة العربية قبل مدة من الزمن، وتذكرنا ايضاً بأساءات يوجهها اعلامنا الخليجي لدول الجوار والعالم، بدون أي وجهة حق، وأي داعٍ ايضاً..
ما حدث الاسبوع الماضي، يجعلنا أمام خيارين أثنين؛ إما أن نرضخ لصنمية الإعلام الخليجي والسعودي تحديداً، هذا الإعلام الذي يبدو إن يرضخ لصنمية العائلة المالكة، أو بعض أمراءها المدللين، وبين أن نُقدم ثورة بسيطة على تلك الماكنة سيئة السمعة، ونعمل بأصلنا كما يقول اخوتنا المصريين، وإلا فالاعلام السعودي اليوم أقرب منه للإسرائيلي، فأنا لم أشاهد أعلام دولة إسلامية يُحدث شقاقاً مثل الذي نفعلهُ نحن!
الإعلام لم يعد مجرد قصة تتناقل أحداث معينة، كما كان يحصل عند الاغريق واليونان، بل اصبح مؤثر في المستقبل أكثر مما ينقل عن الماضي، واصبحت الدول تخطط لمشاريع سياسية وعسكرية بعد سنوات، لكنها تبدأ إعلامياً اليوم، ومن جملتها، كل التغييرات السياسية في منطقة الشرق الأوسط، والاجتماعية ايضاً، وكل الحروب والعسكرة وما تبعها من قتل وتشريد، كلها تم التمهيد لها اعلامياً، وكان دورنا فيها كبيراً، غير مبالين بالفتنة المذهبية التي زرعناها، وما ستؤول عليهِ هذه الأحداث.
هل سنعتبر؟!
هل سنتوقف؟!
هل ستكون النهاية هُنا؟!
لا نخدم احداً بإعلام التفرقة والتحريض وكسر الجيوش العربية الوطنية، بل نخدم كل أعدائنا بدءاً من صديقة العائلة المالكة “تل ابيب”، ونخدم ايضاً الجماعات الإرهابية (صنيعتنا)، وايضاً نخدم انقضاء مستقبلنا، وآحلال الظلمة فيه، اليس هذا كافياً لنعيد التفكير ولو مرة واحدة!!
بقلم: عبدالحليم منّاع
ارسال التعليق