ولاء أتباع ابن سلمان الأساسي لابن زايد
قال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست إن السعودية والإمارات عانتا عقودًا من التنافس، لافتاً إلى أن محمد بن سلمان محاط الآن بأتباع ولاؤهم الأساسي لولي عهد أبوظبي.
ويوضح هيرست أن استراتيجيات الإمارات والسعودية إزاء اليمن الذي دمرتاه من خلال تدخلهما ضد الحوثيين تباينت بشكل واضح.فالإمارات والسعودية قامتا بتدريب وتمويل مليشيات يمنية محلية. لكن السعوديين يريدون توجيه الجهد باليمن نحو الشمال، ًوذلك من حيث يتم شن جميع الهجمات على القواعد الجوية والمطارات والبنية التحتية النفطية السعودية. ويضيف أن الإمارات في المقابل تدعم الانفصاليين الجنوبيين في اليمن بكل وضوح، بعد أن فشلت في محاولتها إعادة نظام الرئيس الراحل علي عبد الله صالح إلى الحياة من خلال ابنه، ووسط إعادة انتشار واسعة للقوات الموالية لها بالمنطقة.ويشير الكاتب إلى استيلاء قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً على مدينة عدن الساحلية، وإلى احتشادها الآن حول عدد من المعسكرات بمحافظة أبيَن المجاورة الموالية لعبد ربه منصور هادي.
ويوضح أنه حتى وسط ضباب الحرب والمصفوفة المتغيرة باستمرار للولاء القبلي والولاء باليمن، فإن استيلاء قوات المجلس الانتقالي على عدن تم بدعم من أربعمئة مركبة مدرعة يقودها مرتزقة مدعومون من الإمارات.
ويشير الكاتب إلى مقال لأستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت محمد الرميحي نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية دعا فيه إلى تقسيم اليمن إلى يمنين.
ويقترح الرميحي نشوء دولة حقيقية وحديثة باليمن الجنوبي تكون قادرة على بسط نفوذها على كل الداخل الجنوبي، وقادرة على تأمين البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وتكون قادرة على مواجهة التطرف المتمثل في تنظيم القاعدة وتنظيم داعش ومنعهما من ملء الفراغ السياسي في البلاد.ويشير إلى أنه في حال ضم ميناء الحديدة إلى الجنوب اليمني، فسيكون الشمال قادرًا على إيجاد آليته الخاصة التي من شأنها ضمان درجة معينة من الاستقرار.
ويتساءل ما إذا كان هذا المقترح يصب في صالح السعودية التي صار يصعب عليها حماية مطاراتها وقواعدها العسكرية من الطائرات المسيرة والصواريخ التي تنطلق من اليمن، مشيرًا إلى أن الرياض أرسلت قوات بمهمة تدريبية واستشارية إلى باكستان.ويقول الكاتب إنه عندما تولى بن سلمان ولاية العهد بالسعودية، وهو المتعطش للسلطة زمام الأمور في بلاده، لم يتوان محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي “الأكثر حكمة” في اغتنام هذه الفرصة.
ويوضح أن محمد بن زايد وسفيره يوسف العتيبة -وليس المؤسسة السعودية- هما اللذان شقا الطريق المؤدي إلى باب “المكتب البيضاوي” لولي العهد السعودي.
ويشير إلى أن هذا لا يعفي ابن سلمان من المسؤولية عن القمع والرعب الذي أغرق بلاده فيه، من خلال شنه حملات اعتقال وتعذيب وسلب المعارضين السياسيين والمنافسين منهم من العائلة المالكة على حد سواء.
ويقول إن ما يفعله ولي العهد السعودي تحت ستار “التحديث ومكافحة الفساد” لكن حقيقة الأمر أن ابن سلمان محاط الآن بأتباع ولاؤهم الأساسي لولي عهد أبوظبي، الأمر الذي لم يخف على بقية أفراد العائلة المالكة السعودية.
ويضيف الكاتب أن الإماراتيين يلعبون لعبة خطيرة “للروليت الروسي” مع ابن سلمان، موضحا أن الأخير أقام تحت تأثير من محمد بن زايد علاقات مباشرة مع إسرائيل متجاهلاً الفلسطينيين، ويشير إلى أن تخليه عن كشمير المحتلة يسير جنبًا إلى جنب مع سياسته تجاه فلسطين.ويقول إن ولي عهد أبو ظبي قام بتدريب تلميذه السعودي على تجاهل الشعور الإسلامي والتراث السعودي، لكن هذه ملفات يثقل التخلي عنها بالنسبة للدولة السعودية، فثمنها في العالم العربي والإسلامي يعتبر مرتفعا.
ويضيف أنه يصعب أن يتم دفع هذا الثمن من جانب بلد صغير كالإمارات، بل من جانب دولة مثل السعودية تضعف كل عام في ظل هذا الحكم “السيئ”.
ويقول الكاتب إنه بمجرد أن تستيقظ الولايات المتحدة على حقيقة أن ابن سلمان يعتبر عائقًا كبيرًا أمام المصالح العسكرية والاستراتيجية الأمريكية بالخليج، فإنه سيرحل.
ويضيف أن بعض السعوديين المقربين من العائلة المالكة يعتقدون أن هذا قد يحدث قبل أن يصبح ابن سلمان ملكًا، حيث تتوقف كل الرهانات الإماراتية.ويختتم المقال بأن عودة العلاقات بين الرياض وأبو ظبي إلى طبيعتها ستكون أسرع مما يعتقد محمد بن زايد.
ارسال التعليق