يؤسفني ان اقول للعمالة الاجنبية في السعودية: كان الله في عونكم ايام سوداء بانتظاركم.. هل صارت لقمة العيش مغمسة بالذل ...؟
قبل ايام تحدثنا هنا عن تعاطي الاعلام السعودي مع وصف العمال الاجانب “بالجرذان” واستحضرنا بالذات برنامجا بثته قناة “العربية”، والان اجد نفسي مضطرا مجددا “لاستكمال” ما بدأناه وبالاخص اننا “توقعنا” و”حذرنا” بان القادم سيكون اصعب وحالك السواد.
لنتفاجا بالهاشتاغ {المقياس الحقيقي في عصرنا الحالي} الذائع الصيت “اشتري من السعودي واترك الاجنبي”، يقول المثل “ضربتين على الراس بتوجع″، لكن وبالاحرى “فرأس″ المقيمين في المملكة اصبح مثخنا بالجراح بفضل الضربات المتعددة التي “تهوي” عليه من كل الاتجاهات.
المثير للانتباه ان الاعلام “التقليدي” السعودي او حتى “المتفرع″ عنه الذي “يدعي” انه “الوجه الاكثر انفتاحا” على غرار قناة “العربية” و حتى “روتانا خليجية” التي اكتفت بطرح الموضوع عبر موقعها الالكتروني فقط، لم يتفاعل مع هذه “الخطوة” التي “تنضح” عنصرية وفضل عدم مجاراة {بشكل استثنائي} ما ينشر لا بل و يتسيد المشهد على مواقع التواصل الاجتماعي التي يعرف القاصي والداني انها صارت “رافدا” رئيسيا لوسائل الاعلام اليوم.
مثلا تغريدة “احلام” ضد الاعلامي المصري “عمرو اديب” احتلت الفضاء الاعلامي “مستندين” على انها “الطاغية ” على “التويتر”، فلماذا تم تجاهل هذه “الاهانة” التي جعلت الموقع الازرق يغلي من حيث الردود التي شجب البعض منها هذه “المضايقات المتعمدة” في الاونة الاخيرة مع العلم ان اخرين كثر داخل المملكة تفاعلوا معها بشكل ايجابي {ما يحمل في طياته الكثير من الدلالات التي لا تبشر بالخير}؟
فهل صارت لقمة العيش مغمسة “بالذل” على ارض الحرمين الشريفين؟ واي مستقبل قاتم السواد ينتظر هؤلاء في ظل هذا “الاستهداف الممنهج”؟
الاكيد ان اولى محطات قطار ما يسمى “رؤية 2030″ بدات “بالدهس″ على “الحلقة الاضعف” في انتظار ان يتكرس هذا “التخبط” مع الشعب السعودي الذي سيكون “الضحية الاكبر”، و يبقى السؤال المطروح الان يتعلق بحجم ونوعية “الصدمة ” المقبلة التي تنتظر المقيمين؟
مع العلم ان سؤالا اخرا عريض يفرض نفسه ويتعلق “بالصمت الاعلامي العربي” هذه المرة تجاه هذا الموضوع الخطير بالذات، وكلنا نعلم كم الجنسيات العربية المتواجدة في المملكة، فلماذا لا نشاهد ولا نقرأ عن هذه “التطورات” اذن؟ الن يعود هؤلاء يوما ما او بالاحرى “في اقرب فرصة” الى بلادهم مجددا بعد ان ضاقت بهم السبل وصاروا “مهددين” بالاستمرار في السعودية؟
كان الله في عونكم ..
حينما اكتشفت “اليمن السعيد” البعيد عن المجاعة وموت الاطفال:
قبل ايام وانا اقوم بجولتي الفضائية المعتادة، استوقفتني بشكل مفاجئ قناة تحمل اسم “الغد المشرق” ولانني شخص “حشري” فيما يخص هذا الميدان “فقط”، فقد سعيت للبحث عن البلد الذي تمثله هذه المحطة الفضائية وغيرها من التفاصيل المهمة، ذلك انني استغربت حين تابعت عبرها مسلسلات سورية قديمة بعض الشيء وهي من “الصنف” الذي يثير اعجابي لعلاقتي “التاريخية” بالدراما السورية في اوج ازدهارها.
المهم بين الفاصل والاخر ارى صورا تهم “اليمن” وازدادات شكوكي في ان تكون لها علاقة بالبلد الذي يواجه حربا ضروسا من “اشقائه” الذين من كثرة حبهم له قرروا “معاقبته ” بتلك الطريقة “الانسانية” و”الحضارية” الفريدة.
بعد ذلك شاهدت برنامجا عربيا معروفا يعاد بثه وهو “مصارعة حرة” وكانت ضيفة الحلقة الفنانة “اصالة”، بالمناسبة ابنة “الشام” قالت ان “البحرين” لا يمكن ان تعرف “ثورة” على غرار ما يحدث في بلدها {والكلام دائما لصاحبة اغنية منازل} والسبب انها لم ترى “شحاذين” هناك.
“تحليل مذهل” حقا ليس غريبا على “المخبولين ” باموال “الخليج “، عموما هذا ليس موضوعي الرئيسي لان ما اعجز عن تصديقه {اي كانت الجهة التي تمول القناة} كيف يمكن ان اشاهد قناة “يمنية” بهذا “البذخ” بعيدا عن الواقع الحالي للبلد المهدد بمجاعة ويموت اطفاله بين كل عشر دقائق و الالاف الضحايا يسقطون يوميا؟
على من نضحك يا ترى؟ ومن بالاحرى يمكنه تصديق هذه “الخرافة” باستثناء الذين يطلقون الكذبة ثم يصدقونها؟
اليس من العيب والمخجل “المتاجرة” بهذا البلد واهله بهذا الشكل المخزي؟ حقيقة انا اكتب بعد ان عجزت عن الصمود امام ما يبث باسم هذا البلد الاصيل العريق كما فعلوا ويفعلون في الان ذاته مع “العراق” و”ليبيا” “باستنساخ” عشرات القنوات التي لا تعطي صورة حقيقية عما يعانيه المواطن من قتل ودمار وتهجير.
ارحموا هذا الشعوب حقا..
رجاء خاص للاعلام المصري: انها مباراة في كرة القدم وفقط:
حقيقة صرحت حتى قبل انتهاء مباريات دوري المجموعات من كاس افريقيا للامم لبعض الاصدقاء ان هذه الدورة ستعرف قمة عربية حارقة بين “المغرب” و”مصر”، رغم انني بيني وبين نفسي تمنيت ان اجانب الصواب في توقعاتي ويواجه “اسود الاطلس″ منتخب “غانا” ويلتقي “الفراعنة” مع “الكونغو الديمقراطية” كي نتجنب هذا الصدام العربي على الاقل حتى “المربع الذهبي” او مباراة النهاية.
الان وقد صارت “المواجهة” {الرياضية فقط} امرا حتميا، فلا خيار لنا سوى ان نرجو ولو ان ذلك امر “شبه مستحيل” حيث ان الاعلام المصري استل “خنجره” مبكرا وفتح المجال امام اشخاص يطلقون تصريحات “مجانية” تزيد من “شحن” الجماهير في كلا الطرفين وبالاخص في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وما يمثله الامر من صراعات نحن في غنى عنها.
اتذكر جيدا “السموم” التي نفثها شخص مثل “مرتضى منصور” قبل وبعد لقاء “الزمالك” و”الوداد” في دوري ابطال افريقيا حول “السحر المغربي” وغيرها من الامور “التافهة” التي ينبغي عدم السماح بمرورها عبر وسائل الاعلام.
ولان الميدان سيكون الفيصل ومن يستحق سيتأهل لنصف النهائي مع العلم ان مواجهة عربية اخرى تلوح في الافق اذا نجحت تونس في الفوز على خيول “بوركينا فاصو”، لذلك فلنتوخى الحذر قبل نشر ما يعكر الصفو لاننا في الاخير ورغما عن كل هذه الظروف “اخوة” واشقاء.
للتذكير لم اتحدث عن الاعلام المغربي من جانبه ذلك انني اصنفه بالاساس “خارج التغطية”.. {لن اخبركم بتوقعاتي للقاء على فكرة}..
في نفس السياق تابعت قبل يومين مباراة في كاس العالم العسكرية التي احتضنتها “سلطنة عمان” وجمعت مباراة النصف النهائي منتخبي سوريا وقطر، وفضلت المشاهدة عبر القناة الفضائية السورية حيث جعلني “المعلق” على اللقاء ادرك حقا ان ما اعاينه اكبر من مباراة في كرة القدم ..
لا داعي للخوض في التفاصيل المعلومة المعروفة..
بقلم : عادل العوفي ... كاتب مغربي
ارسال التعليق