من الإعلام
كوشنر مهندس انهيار المملكة!!
خطوات متسارعة يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منذ ما بعد وصول الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى السلطة في البيت الابيض وبالتحديد منذ توطد العلاقات بين بن سلمان وآل ترامب، حيث يبدو ان هناك خطا خاصا فُتح بعيدا عن القنوات المعتادة في العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة، فما عادت تسلك هذه العلاقات القنوات عبر وزارة الخارجية او الاجهزة الامنية والدبلوماسية الاخرى، انما بات لها قناة اسرع ومختصرة اكثر بعيدا عن الروتين والقيود الأمنية والسياسية والدبلوماسية والمصالح الاستراتيجية بين الطرفين انما الوضع له علاقة بمصالح شخصية وفردية بين بن سلمان ومهندس العلاقة بينه وبين ترامب اي جيراد كوشنر صهر ترامب.
العلاقة بين الطرفين اختصرها كتاب غضب ونار الذي تحدث ان "خطة محمد بن سلمان وكوشنر كانت واضحة، أعطني ما أريد أُعطِكَ ما تريد"، وعلى هذا الاساس دُعي بن سلمان لزيارة البيت الأبيض، واستغلّ تلك الزيارة داخليا ليظهر بمظهر قوّة وعلاقة وثيقة مع البيت الأبيض، وبدأ ابن سلمان بتقديم الوعود: سلّة من الصفقات والإعلانات التي ستُربح ترامب، بحسب الكتاب المثير للجدل، ومن ثم بدأت تتطور العلاقات بين الطرفين خاصة بعد زيارة ترامب الى الرياض وتقديم بن سلمان كل فروض الطاعة للراعي والزائر الكبير حيث حاول ان يظهر الصدق والوفاء والولاء الاعمى لترامب بكل الاشكال والصور ولو تطلب ذلك إرضاء غريزة وجماح ترامب المالية عبر توقيع كل الصفقات التي أرادها الملياردير الاميركي لتحقيق ما وعد به خلال حملته الانتخابية من توفير فرص عمل للاميركيين والحصول على اموال اضافية للخزينة.
مصالح متبادلة.. ودور بن سلمان
وبن سلمان يريد تحقيق كل مخططاته من بوابة ترامب ودعمه ويسعى لاستغلال وجوده في البيت الابيض لتنفيذ ذلك، بحسب ما اتفق مع كوشنر الذي لعب دوره بنجاح كسمسار يعمل لحساب الرئيس وواشنطن خارج الاطر السياسية التقليدية للادارات الاميركية ويعمل بأريحية كبيرة لتحقيق الارباح السريعة لترامب وللمنظومة التي يعمل بها هذا من جهة، ومن جهة ثانية مكنته العلاقة المستجدة مع بن سلمان من فتح الابواب بالعلاقات على مصراعيها مع الملك السعودي المستقبلي والشاب الذي يمكنه اذا سمحت الظروف ان يحكم لعشرات السنوات وتحقيق الاجندات التي ستطلب منه مستقبلا مقابل الحماية والدعم وكل ما يلزم للسيطرة في السعودية ومحيطها.
وهذا الدعم بالطبع لن يقدمه فقط ترامب الذي سيمكث عدة سنوات في البيت الابيض ويرحل او يقدمه كوشنر كشخص انما سيتم تقديمه من الجهات الحقيقية التي اوصلت ترامب وجعلت صهره في منصب كبير المستشارين في البيت الابيض، وهم من يمثلهم كوشنر في العلاقة مع بن سلمان، فهو وسيط للصهونية العالمية ولاسرائيل مع ولي العهد السعودي، والاكيد ان كوشنر اكثر من مجرد صهر لترامب واكبر من الانتقادات السطحية التي وجهت لتعيينه في منصبه في البيت الابيض، فهو على الارجح عين هنا ليقوم بما هو مطلوب منه على اكمل وجه والا لما تم تعيينه وأُسكتت كل الاصوات المعارضة في الادارة الاميركية على وصول هذا الشاب قليل الخبرة السياسية الى هذا المنصب.
النوم على حرير الدعم الاميركي الاسرائيلي.. ودور بن زايد
وبالطبع ان كل ما سيجري لاحقا لا سيما في سبيل تظهير وتوطيد العلاقات الاسرائيلية السعودية الواقعة لا محالة هو من هندسة كوشنر ومن يقف خلفه من اللوبيات الصهيونية العالمية، ومن هنا يفهم مدى الثقة الكبيرة التي يعمل من خلالها بن سلمان في الداخل والخارج فهو يضرب خبط عشواء في كل الاتجاهات دون حسيب او رقيب ولا يهمه اي شيء اللهم باستثناء المساس بالمصالح الاميركية والاسرائيلية، فولي العهد السعودي ينام على حرير الدعم الاميركي الاسرائيلي المفتوح حاليا.
وهنا تجدر الاشارة ان الاطاحة بولي العهد السعودي الاسبق محمد بن نايف وكل الخطوات التي تلت من اعتقالات للامراء ورجال الاعمال والمشايخ واستدعاء الشخصيات العربية المختلفة من غير السعوديين مرورا بالازمة المفتعلة مع القطريين والتمادي بالجرائم على اليمن والتواطؤ المفضوح على القدس والقضية الفلسطينية، كل ذلك كان من نتائج العلاقة المتطورة بين بن سلمان وكوشنر.
ومما لا يمكن إغفاله هنا هو الدور المحوري والكبير الذي لعبه ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد في هندسة وتسهيل وتوطيد العلاقات بين كوشنر وبن سلمان، فبن زايد يعتبر هو المرشد الذي لجأ اليه ولي العهد السعودي لفتح قنوات الاتصال اميركيا واسرائيليا، مع العلم ان بن زايد سيصبح بحسب الحسابات الصهيونية والاميركية هو حاكم ابو ظبي ومن ثم رئيس دولة الامارات وهو ايضا سيكون في نفس البوتقة مع بن سلمان لعشرات السنين المقبلة في الحكم والتأثير في أزمات المنطقة اذا ما سمحت الظروف بذلك، وإن كان تأثيره أقل من بن سلمان مع الوقت نظرا لدور بلده وقدراته نسبة للسعودية.
كوشنر ومفاتيح الإضرار بأنظمة الخليج
كل ذلك يجعل من كوشنر المسيطر والمؤثر في مفاصل الحكم في السعودية والامارات وتبعا لهما في البحرين، اي انه يسيطر ومن خلفه بالطبع من جهات موجهة على سياسات نصف ما كان يسمى "مجلس التعاون الخليجي" وبالتالي له قدرة في التأثير على الكويت بحكم الضغط التي ستتعرض له وهو أيضا له من العلاقات ما يكفي للضغط على قطر، مع الاشارة الى افتعال الازمة معها بهدف زيادة السيطرة على الانظمة والمشايخ الخليجية.
وبذلك سيكون لدى كوشنر ومن يقف خلفه من اللوبيات الصهيونية الفرص والامكانية لامتلاك كلمة السر في زعزعة امن واستقرار هذه الكيانات والانظمة وصولا لتفتيتها وضربها عند اي لحظة تتطلبها مصلحة اميركا واسرائيل وحين يصل الدور اليها في تفتيت المفتت وتقسيم المقسم في سيناريو ليس خافيا على احد ويعد منذ سنين للمنطقة وكل دولها، من هنا تظهر خطورة ما يقوم به بن سلمان من ممارسات تقود نحو الهاوية ليس لانه الحاكم الظالم والمتسلط الذي يريد السيطرة على كل شيء، بقدر ما انه الحاكم الغبي الذي لا يدرك خطورة الى اين يسير والى اين يريد ان يأخذ البلاد ككل ومن ثم المشيخات الخليجية والمنطقة كلها.
ومحمد بن سلمان من حيث يدرك او لا يدرك -وعلى الارجح انه يدرك الى اين يذهب- فهو يخدم مصالح اسرائيل واميركا في المنطقة والعالم على حساب الجميع بمن فيها نفسه، حيث سيجد انه تم التخلي عنه كما جرى مع العديد من حكام المنطقة عندما تدق ساعة المصالح الاميركية الاسرائيلية وبالتالي هم يأخذون منه كل شيء اليوم وفي المستقبل سيتركوه لمصيره المشؤوم كما فعلوا مع غيره، وعليه أخذ العبرة من غيره من الحكام الذين دفعوا للقيام بمغامرات مجنونة مع الجيران والاشقاء وبعد فترة زمنية عوقبوا على ذلك وتم الاطاحة بهم على هذا الاساس.
ارسال التعليق