اسرائيل: اجتماع مكة لارجاع الاردن لبيت الطاعة
كشفت صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سارع الى الاتصال بالملك الأردني بعد تهديد الأخير بانتقال الفوضى الى الدول الخليجية ودعاه الى مكة المكرمة وفتح له باب "المحفظة" ودفع له ملايين الدولارات الامريكية.
وفي مقالها الذي حمل عنوان "السعودية تفتح المحفظة مجددا للأردن" كتبت يديعوت احرنوت، أن هناك مكالمتين هاتفيتين وصلتا يوم الجمعة الماضي بفارق زمن قصير، إلى قصر الملك عبد الله الأردني ويجب التوقف عندهما مطولاً، المكالمة الاولى جاءت من الدوحة، عاصمة إمارة قطر، التي عرضت المساعدة للأردن. يمكن التخمين انه من خلف الشيخ تميم، حاكم قطر، تقف إيران وتركيا على حد سواء. عبد الله لم يستبعد الفكرة رفضا باتا ولكنه لم يرد بالإيجاب أيضاً. فمع قطر يمكنه دوما أن يبدأ. أما مع إيران فهو لا يريد، وتركيا هي بالتأكيد مشكلة. ففي الشهر الماضي فقط وصل عبدالله إلى القمة في تركيا مع ثلاثة من إخوانه، وهو مشهد نادر، وسار إلى جانب الرئيس أردوغان كعريس في يوم عرسه.
أما المكالمة الثانية فكانت أكثر تشويقا: حاكم السعودية (هذه المرة ليس ابنه، ولي العهد الامير محمد)، الملك سلمان، هاتف عبد الله ودعاه لأن يأتي اليوم إلى مدينة مكة، إلى جانب حاكمي الكويت واتحاد الامارات. فاستجاب الملك الأردني على الفور وكأنه لم يكن ينتظر غير هذه المكالمة. وينتظر مقابل مالي كي يتمكن من تسديد قسم من دين الأردن لصندوق النقد الدولي. فوضع الأردن الاقتصادي السيئ ليس سراً.
وهنا تنبغي الإشارة إلى نقطتين: فقد كان الأردنيون وليس اللاجئون من العراق أو من سوريا هم الذين خرجوا إلى شوارع المدن الكبرى، من عجلون وإربد في الشمال وحتى العقبة في الجنوب، احتجاجا على الوضع الاقتصادي. لم يكن هذا احتجاجا سياسيا. فالملك وكأنه خارج القصة. ابنه، الأمير حسين، وصل أمس إلى مركز المظاهرات في عمان كي يهدئ الخواطر.
وتضيف الصحيفة العبرية، لا جدال في أن الازمة الاقتصادية الأردنية حقيقية وعميقة. فحتى وقت أخير مضى توافرت ابتكارات مختلفة ومتنوعة للتغلب على الوضع، ولا سيما التبرعات والمساعدات الخارجية. دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، دعمت المملكة كي لا تنهار من الداخل. ولكن في السنة الأخيرة لم يصل ولا حتى الفتات. فالسياسة لم تعجب السعوديين، فأغلقوا المحفظة، وفي أعقابهم أيضاً أوقفت دولة الامارات الدعم. أما الكويت، لأسبابها، فتبرعت بقليل جداً. والقطريون بالذات ارادوا أن يعطوا، ولكنهم اضطروا إلى الانتظار، لعلمهم ان دعمهم لن يمر بسهولة.
واليوم فان الحاكم الفعلي في السعودية محمد بن سلمان شمّر عن ذراعيه و فتح محفظته وأخرج منها النصيب واعطاها للملك الأردني لعله يسكت غضب شعبه قليلا، ويسكت هو نفسه عن التهديد ويرجع الى بيت الطاعة الأمريكي الى جانب بقية المشايخ والامراء العرب.
ارسال التعليق