70 % من اليمنيين يعانون من الحصار السعودي
تفرض الإمارات والسعودية حصاراً على المرافئ الجوية في شمال اليمن وقيوداً كبيرة تزيد معاناة قرابة 70% من سكان البلد يعيشون في تلك المناطق من البلد الأفقر بالجزيرة العربية، والبالغ عددهم 27 مليوناً بحسب تقديرات للأمم المتحدة.
ومنذ أغسطس 2016 تسبّب إغلاق مطار صنعاء في معاناة كبيرة لليمنيين خصوصاً المرضى منهم، ففي الوقت الذي انهار فيه القطاع الصحي تماماً، لجأ اليمنيون إلى السفر خارج اليمن، وإثر ذلك وجب عليهم قطع مسافات طويلة للسفر إلى عدن جنوبي البلاد، تمتد في بعض الأحيان إلى 15 ساعة. وأعلنت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين قبل أيام عن وفاة توأمين سياميين يمنيين حديثي الولادة، في العاصمة صنعاء، بعد دعوات لنقلهما خارج اليمن لعدم توفر القدرة الطبية لمعالجتهما.
وقال رئيس قسم الأطفال في مستشفى الثورة في صنعاء فيصل البابلي: “نتمنى نقل هذين الطفلين بأسرع وقت ممكن لإنقاذ حياتهما”، قائلاً: إن قطاع الصحة في اليمن انهار بسبب الحرب، ولا يمكن الفصل بين التوأمين بسبب النقص في المعدات والطواقم الطبية. وأرقام مخيفة بيّنتها إحصائيات وزارة الصحة في صنعاء، إذ إن 30 ألف حالة وفاة سجّلت منذ 8 أغسطس 2016 إلى ديسمبر 2018، بسبب إغلاق المطار.
وأوضحت الوزارة أن أكثر من 200 ألف مريض وجريح من جرّاء الحصار المفروض من التحالف السعودي الإماراتي عجزوا للعام الرابع على التوالي عن السفر إلى الخارج.
وتقول الأمم المتحدة: إن العشرات من الأطفال في اليمن يموتون يومياً بسبب تدهور القطاع الصحي بالبلاد إثر الحرب الممتدة منذ ما يقارب 4 سنوات، كما أن 9 ملايين شخص يحتاجون إلى رعاية صحيّة عاجلة، وكثير منهم يعانون من سوء التغذية.
ويحتاج المواطن اليمني الموجود في مناطق سيطرة الحوثيين، والراغب في السفر إلى خارج البلاد، التفكير بشكل كبير قبل أن يمضي في قراره، حيث تقول هناء محمد (يمنية 37 عاماً) إنها حصلت على دعوة للمشاركة في مؤتمر للمنظمات أقيم في تونس، وأنها اضطرت إلى السفر إلى مدينة عدن بسبب إغلاق مطار صنعاء.
وأجبر التحالف السعودي الحكومة على إيقاف جميع المطارات اليمنية باستثناء (مطاري عدن وسيئون)، اللذين يتوقفان في بعض الأحيان عن العمل، كما أنهما لا يستقبلان سوى طائرات الخطوط اليمنية (حكومية) التي تملك ثلاث طائرات، إضافة إلى خطوط بلقيس الجوية (طائرة). وتغلق القوات الإماراتية مطار الريان في مدينة المكلا عاصمة حضرموت (جنوب شرق اليمن)، وترفض افتتاحه حتى اليوم، في وقت تقول فيه منظمات حقوقية إن الإمارات تستخدم المطار كأحد سجونها السريّة لاعتقال وتعذيب عدد من المواطنين اليمنيين.
ودفعت تكلفة السفر الباهظة الثمن عبر الطيران المحلي اليمني، الكثير من المواطنين إلى السفر براً لـ24 ساعة على الأقل إلى سلطنة عُمان، التي منحت بشكل كبير اليمنيين فيزا عبور مؤقتة من أجل استخدام مطاراتها للسفر إلى البلدان التي يرغبون فيها.
ويُطالب اليمنيون بإنهاء مُعاناتهم من حصار الإمارات عبر تشغيل مطار صنعاء كمطار داخلي، والسماح لشركات الطيران المحلية بتسيير رحلتين أو أكثر إلى مطاري عدن وسيئون أو أي مطارات أخرى. ويدفع المواطن اليمني ثمن الخلافات الدائرة بين قيادات الطرفين، إضافة إلى استمرار الحرب التي شنّها التحالف السعودي الإماراتي الذي يدعم الحكومة الشرعية في اليمن منذ مارس 2015، وسط يأس بين اليمنيين من إنهاء الحصار وتحسّن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والصحيّة في البلاد.
ارسال التعليق