الحوثي يقصف مطار أبها بصاروخ مجنح
أعلنت جماعة الحوثي أنها قصفت ما وصفتها بأهداف عسكرية في مطار أبها جنوبي السعودية بصاروخ كروز مجنح، في حين أقرت الرياض بتعرض المطار للقصف، وتحدثت في الوقت نفسه عن اعتراض طائرة حوثية مسيرة.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع في وقت متأخر من مساء الأربعاء إن المقذوف من طراز “قدس 1” ضرب مركز العمليات العسكرية ومرابض طائرات حربية.
وتعليقاً على الإعلان الحوثي، أكد المتحدث باسم التحالف السعودي الإماراتي تركي المالكي سقوط ما وصفه بمقذوف معاد على مطار أبها الدولي مساء الأربعاء. وقال المالكي إن القصف لم يسفر عن إصابات في المطار الذي سبق أن قصفه الحوثيون بصاروخ كروز في يونيو الماضي، مما أسفر عن إصابة 26 شخصاً وأضرار مادية، ثم بطائرات مسيرة خلفت مقتل مقيم سوري الجنسية، وفق تصريحات رسمية سعودية حينها. ووصف المالكي الهجوم الحوثي بالإرهابي، وقال إن الحوثيين مستمرون في استهداف المدنيين والمواقع المدنية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني.
وعلى مدى أشهر، هاجم الحوثيون مطارات وقواعد عسكرية ومنشآت نفطية سعودية رداً على ما يصفونه بالعدوان على اليمن. وأثبتت ميليشيا الحوثي امتلاكها قدرة صاروخية مؤثرة؛ من خلال استمرارها في قصف مواقع سعودية، واستهدافها أماكن حساسة؛ منها مواقع عسكرية ومطارات. ويؤكد الحوثيون أنهم نجحوا في تطوير الصواريخ بقدرات ذاتية. وفي العديد من الضربات يعلنون تمكُّن صواريخهم من تنفيذ إصابات مؤثرة لمواقع عسكرية سعودية حساسة، وغالباً ما تنفي الرياض نجاح هذه الضربات، معلنةً التصدي لها. لكن وقوع قتلى ومصابين، فضلاً عن الهلع الذي يصيب سكان مدن المملكة نتيجة القصف، بحسب ما تذكره مصادر حكومية رسمية سعودية، يؤكد أن هذه الصواريخ ضربت أهدافها. وما يؤكد نجاح هذه الصواريخ في أداء مهماتها؛ الإعلان مرات عديدة عن توقف الطيران في مطارات سعودية تعرضت لقصف بصواريخ حوثية. آخر توقُّف للطيران في مطار سعودي بسبب قصف صاروخي حوثي، جرى أمس بعد القصف الحوثي. وعلى الرغم من عدم إعلان المالكي تعطُّل الملاحة الجوية، فإن تعرُّض أي مطار لهجوم مماثل أو أقل منه خطورة، يحتم على السلطات إيقاف الملاحة فيه، بحسب ما يؤكده مختصون.
ولكن ما هو الصاروخ كروز المجنح ؟ يقول خبراء عسكريون إن هناك عدة أنواع من الصواريخ المجنحة التي تنتجها بعض الدول المتطورة في مجال التصنيع العسكري، وبالعودة إلى أنواع الصواريخ التي أطلقها الحوثيون، خلال السنوات الماضية، خاصة من طراز كروز، يظهر أن الصاروخ المستخدم من نوع “كي إتش 55”، الذي سبق أن أعلنت إطلاقه على مصفاة نفطية بأبوظبي ومطار أبها سابقاً. بحسب ما أعلنه الحوثيون في يونيو الماضي، فإنهم يملكون النسخة المعدلة من الصاروخ، وهو صناعة روسية بدأ برنامج تصميمه في نهاية 1970.وكان الهدف من المشروع إيجاد صاروخ قادر على إيصال شحنة نووية لمسافة كبيرة، بالإضافة إلى إمكانية حمله على جميع أنواع القاذفات السوفييتية حينها. دخل هذا الصاروخ الخدمة في القوات الروسية عام 1984، وامتلكته إيران لاحقاً، وصنعت عدداً منه وأطلقت عليه اسم “سومار”. وهناك تطويرات عديدة من هذا الصاروخ “KH-55SM” الذي دخل الخدمة عام 1987، و”KH-55SE” الذي دخل الخدمة عام 2000، ويبلغ مداه 3 آلاف كيلومتر. ووفق خبراء عسكريين، فإن الصاروخ المجنح له قدرة على حمل رأس نووي، ورأس متفجر بوزن 410 كيلوجرامات، وتبلغ سرعته 8/10 من سرعة الصوت، ومداه يصل إلى قرابة 2500 كم. وقال الخبراء إن الصاروخ يطلق من الجو بحسب النسخة الروسية، لكن يمكن تحويره للإطلاق من قاعدة برية، ويمتلك جهاز توجيه وملاحة، ولديه دقة أكثر في إصابة الهدف من النسخ السابقة له. وتواجه أنظمة الرادارات الحديثة صعوبة في التصدي لهذا النوع من الصواريخ، مقارنة بالباليستية الأخرى، بسبب تحليقه على مستويات منخفضة، ربما لا تلتقطها أنظمة الرادار؛ وهو ما يربك أنظمة الدفاع السعودية. يشار إلى أن الدول التي تستخدمه حالياً هي روسيا وإيران والصين، وتسلمت بكين وحدات منه عام 1995، وعملت على تصنيع نسختها الخاصة. ودأب الحوثيون خلال الفترة الأخيرة،على إعلان استهدافهم منشآت ومواقع استراتيجية بالسعودية تشمل مطارات ومنشآت نفطية في المملكة بطائرات مسيَّرة وصواريخ، في حين يعلن التحالف السعودي- الإماراتي تصدّيه لكثير من تلك الهجمات وإفشالها.
ارسال التعليق