اليمن ضحية التنافس السعودي الإماراتي في نشر الفوضى
يظهر اليمن حالياً ضحية لتنافس الإمارات وحليفتها المعلنة السعودية في نشر الفوضى في البلاد وفتح جبهات جديدة للتخريب والتدمير ضمن حرب أبوظبي والرياض المستمرة منذ أكثر من أربعة أعوام.
وقالت مصادر يمنية إن الإمارات توغّلت مجدّداً، في حضرموت عبر قادة عسكريين وأمنيين، تربطهم علاقات وثيقة بقادة المجلس الانتقالي، لاسيما قادة القوات الأمنية التي نُشرت في مدينتي تريم وشبام، ومدينة سيئون قبيل انعقاد مجلس النواب فيها، في أبريل الماضي. ولعل من الأهمية، هنا، الإشارة إلى أن كثيرين من هؤلاء القادة لا يخفون ولاءهم للإمارات وللمجلس الانتقالي.
وأضافت المصادر أن ما حفّز على معاودة توغل الإمارات في حضرموت، نشر السعودية قوات كبيرة، وبكامل عتادها العسكري، في منطقتي العريش وصلاح الدين، شرقي وغربي عدن على التوالي، في أثناء المواجهات المسلحة التي نشبت بين قوات المجلس الانتقالي وقوات السلطة الشرعية، في أغسطس الماضي؛ حيث مثّل انتشار القوات السعودية منافسة صارخة للإمارات، وتجلّى كما لو أنه توجه لتأسيس قاعدتين عسكريتين.
وأكدت المصادر اليمنية أن هذه الأطراف تعمل على إعادة تموقعها، على طول مناطق الساحل الجنوبي من المهرة شرقاً إلى جزيرة مَيُّون (بريم) في مضيق باب المندب غرباً، بما في ذلك جزيرة سقطرى في المحيط الهندي، غير أن الصورة الأبرز للتنافس على أرض الواقع تبدو “إماراتية - سعودية”؛ إذ لم يعد للسلطة الشرعية من وجود خالص الولاء في هذه المناطق، عدا محافظة شبوة، أما المجلس الانتقالي الجنوبي، فيدور مع الإمارات حيث تدور، ويقف حيثما تقف.
وقالت إن السعودية عملياً قامت بسعودة عسكرية واضحة للمناطق الساحلية الجنوبية التي خسرتها قوات النخبة في محافظة شبوة، وقوات الحزام الأمني في محافظة أبين، في أثناء معاركها أخيراً مع قوات عبدربه منصور هادي، وتمثل هذه المناطق جزءاً من شريط النفوذ الساحلي المتنافس عليه بين السعودية والإمارات.
وأوضحت أن السعودية نشرت قوات في مناطق ساحلية منه، وعزّزتها بقطع بحرية تقوم بمهمات الدورية؛ بذريعة مكافحة التهريب والإرهاب؛ ذلك أن هذه المناطق مثلت ملاذات آمنة لجماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة، خلال السنوات العشر الماضية.
وقالت إن المجلس الانتقالي الانفصالي حاول في الاتجاه نفسه، زجّ لواء “با رشيد”، المحسوب على قوات النخبة الحضرمية، والمرابط في منطقة الحمراء غربي مدينة (ميناء) المكلا، في معاركه مع القوات الحكومية.
ارسال التعليق