محمد بن سلمان مجموعة من الارتباکات
في معرض إکمالها لبنك ثلاثمائة هدف عسکري قامت "جماعة الحوثي" اليمنية ليلة البارحة باستهداف وزارة الدفاع والاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية وعدد من المواقع العسكرية السعودية في الرياض ونجران وجيزان بصواريخها وطائراتها المسيرة.
في الظروف الحالية وخلافاً لما كان عليه الحال في الماضي يتعين على السعودية تأكيد هجمات الحوثيين قبل أي مصدر آخر لكنها كما في الماضي، تحاول تكرار تصريحاتها المبتذلة والکليشية حول نجاحها في صدّ هجمات الحوثيين والتقليل من هذه الهجمات وتداعياتها.
على عكس المراحل الماضية لم تقتصر هجمات الحوثيين علی السعودية ليلة أمس على منشآت النفط والمراكز الاقتصادية السعودية، ولكن هذه المرة استهدفت "نقاطا أمنية حساسة" للسعودية لنقل رسالة مفادها أنه من الآن فصاعدا لن يكون أي مکان بمأمن، بما في ذلك القصور الملكية السعودية. وبهذا شددت الجماعة على مخاوف حکام السعودية واستغرابهم من الأهداف المتبقية من بنك الأهداف البالغة ثلاثمائة هدف محدد في استراتيجيتها ضد المحتلين.
في أعقاب هجمات الليلة الماضية وبالنظر لحساسية الأهداف، تعرضت أنظمة الاستخبارات والأجهزة الأمنية السعودية الأمريكية لتساؤلات جادة. إن ضعف منظومة "باتريوت" الأمريكية في تحديد واعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية الهجومية لم يترك أي شك في أن وجود أو غياب القوات والمعدات الأمريكية في السعودية لن يكون لها أدنی تأثير يُذكر على مصير الحرب بين السعودية واليمن.
إن تزامن تشديد الحصار البري علی مأرب من جهات ثلاث، مع ضربات الحوثيين الصاروخية وقصفها بالطائرات المسيرة على الرياض والمحافظات السعودية الأخرى تحمل رسالة مفادها أن ملف كل من السعودية و"الاصلاحيين" المدعومين من قبلهم في اليمن بات علی وشك الإغلاق في وقت واحد.
حاول البعض في الفضاء الإفتراضي تصوير تركيز الحوثيين على أهداف في السعودية دون مهاجمة الإمارات كعلامة على قرب الحوثين من الإمارات. إثارة مثل هذه المزاعم إنما تأتي بهدف التعويض عن "هشاشة السعودية" أمام اليمنيين بعض الشيء ولکي يتم الحفاظ علی شرف "بن سلمان" الزاعم بأنه يمکنه فتح اليمن خلال أسبوع.
في ظل انتصارات الحوثيين في اليمن، ليس فقط السعوديون والإماراتيون، وإنما "مقاتلوهم بالوکالة" أيضا لهم الحق في القلق بشأن مستقبلهم. صرح نائب رئيس المجلس الانتقالي اليمني "بن بريك" مؤخرا في اتصال مباشر: إن المجلس الانتقالي سيقيم علاقات ودية مع أي دولة ، بما في ذلك إسرائيل، من شأنها أن تساعد على استقلال جنوب اليمن. هذا وإن "بن زايد" قد أطلق إقامة العلاقات الودية مع إسرائيل منذ وقت قريب بصورة معلنة.
ويشهد اليمن منذ 2015 حرباً مدمرة تتواضع أمامها جرائم الحرب بين التحالف السعودي ـ الإماراتي والميليشيات التابعة له من جهة، والحوثيين الشيعة من جهة ثانية بذريعة اعادة عبد زربه منصور هادي الى سدة الحكم، حيث تسببت هذه الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال بحسب احصائيات منظمات دولية إنسانية، ناهيك عن المجاعة، والأمراض المزمنة، التي خلفها الحصار، الذي فرضه التحالف على الشعب اليمن الفقير.
ارسال التعليق