باتت في مرمى صواريخهم.. هل يستهدف أنصار الله المراكز الحيوية في الإمارات؟
التغيير
منذ بداية العدوان على اليمن والشعب اليمني، وبدء قوّات التحالف لحربٍ شعواء لم تُبقِ ولم تذر، ناهيك عن الحصار الجائر الذي فُرض على اليمن وصل باليمن السعيد ليكون أتعس دول العالم بحسب الأمم المتحدة التي قالت إن ما يحدث في اليمن يعتبر أسوأ أزمة إنسانيّة في العالم، غير أنّ ما يطلبه العدوان وما دفع له مئات المليارات من الدولارات لم يستطع تحقيقه، بل الأسوأ من ذلك أنّه بدأ يتراجع ويتلقّى الضربات من أنصار الله الذين صمدوا تحت القصف طوال سنوات، وكان واضحاً من سلوك أنصار الله أنّهم كثيراً ما حاولوا الابتعاد عن قصف المراكز الاستراتيجية والحيوية في دولة الإمارات التي تُعتبر مشاركاً رئيساً في العدوان، وكان الهدف من عدم استهداف الإمارات هو الأمل بتغيير موقفها والكفّ عن قصف الشعب اليمني، غير أنّ الحال اليوم قد تغيّر، وباتت بنوك الأهداف الخاصة بأنصار الله تمتلئ بالأهداف الإماراتية التي تُصرُّ على المشاركة في قتل الشعب اليمني دون النظر إلى كميّة المُعاناة التي تسببت بها لهذا الشعب.
الإمارات على القائمة
بعد الاستهداف الدقيق للمراكز الحيوية والاستراتيجية في مملكة آل سعود، بات واضحاً أنّ أنصار الله والجيش اليمني لا يُهددون وحسب، بل هم قادرون على استهداف أيّ مراكز يرون أنّها أهداف مشروعة لصواريخهم وطائراتهم المُسيّرة، وكان استهداف محطات بقيق النفطيّة، والآن استهداف القصور ومراكز التحكم والقيادة لقوات آل سعود.
الاستهدافات السابقة والدقيقة بمجملها كانت رسالة لدولة الإمارات، التي لن تتحمل حتى ربع تلك الطائرات المُسيرة أو صواريخ أنصار الله بعيدة المدى، التي أثبتت أنها قادرة على ضرب العمق الإماراتي، وعلى عكس مملكة آل سعود؛ فإنّ صاروخ واحد يضرب دبي أو أبو ظبي، من شأنه أن يوقف الحياة في الإمارات بشكلٍ كامل، حيث إنّ الإمارات لا تمتلك مساحة مملكة آل سعود التي تُمكّن الأخيرة من المُناورة، كما لا تمتلك جيشاً كجيش آل سعود، والأهم من ذلك أن أغلب ساكنيها ليسوا من الإماراتيين، وعلى هذا فإنّها لن تجد من يُدافع عنها.
أكثر من ذلك، يمكن التأكيد أيضاً على أنّ الأهداف الإماراتية المُدرجة في بنك أهداف الجيش اليمني وأنصار الله ستُشكّل مفاجئة ليس فقط للإماراتيين، بل للعالم بأجمعه، حيث إنّ عنصر المفاجأة هنا أكثر أهمية رُبّما من عملية الاستهداف ذاتها، وذلك لسببٍ بسيط هو أنّ أنصار الله وطوال سني الحرب لم يستهدفوا الإمارات ومنشآتها الحيوية، وبالتالي من المرجّح أن تكون مصافي النفط، وربما محطّات المياه والكهرباء والمطارات من بين تلك الأهداف.
لماذا الآن؟
منذ ادّعاء الإمارات أنّها بصدد سحب قوّاتها من اليمن؛ أبدا أنصار الله والقوات المسلحة اليمنية الجيش مُرونةٌ ومداراة في آنٍ معاً في التعامل مع الإمارات، علّها تنفّذ تعهداتها، وتنحاز للخيار السلمي في تسوية النزاع اليمني، واليوم وبعد مرور وقتٍ طويل على ادعاءات الإمارات بات واضحاً أنّها تقوم باجترار الوقت أملاً بتحسين موقفها التفاوضي.
أكثر من ذلك؛ فإنّ الإمارات التي زادت من تدخلاتها في اليمن، ولا سيما في جنوبي اليمن؛ باتت تُنازع اليمنيين على مواردهم، وهم الفقراء، علّها تستطيع تحقيق بعض المكاسب الماديّة، ورسالة اليمنين لهم اليوم هي أنّ عليها الخروج من أحلامهم الورديّة والتي أوحت لهم أنّه بإمكانهم السيطرة على السواحل والجزر اليمنية وإحكام السيطرة على مضيف باب المندب، فالإمارات ومهما سطع نجمها هذه الأيام، هي أقلّ من أن تكون دولة احتلال لشعب لم تستطع أيّ قوّة احتلاله على مدار التاريخ.
وفي النهاية، يقول قائل كان الأجدر بالجيش اليمني وحركة أنصار الله ومنذ البداية تحديد جدول زمني لخروج القوّات الإماراتية من اليمن، وفي حال الإخلال بهذا الجدول؛ سيكون اليمنيّون في حلٍ من أيِّ تعهدات قطعوها على أنفسهم، وبمعنى أدق؛ فإنّ أنصار الله والجيش اليمني وفي حال تسببوا بشلل في الاقتصاد الإماراتي فلسان حالهم حينها (أعذر من أنذر)، وحينها سيكونون معذورين، فهم لا يستطيعون استثناء الإمارات من الرّد كونها مُشارك فاعل في العدوان على اليمن.
واليوم يبدو أنّ تحذير أنصار الله للإمارات هو النهائي، وردّهم على العدوان الإماراتي بالطبع سيكون مُدمّراً للاقتصاد، وفي المُقابل فإنّ الإمارات اليوم تتمتّع بفرصة كبيرة للخروج من المُستنقع اليمني، بعد أن علمت أنّه لن يكون بمقدورها تحقيق أيّ مكاسب حقيقية على الأرض، وأنّ الأجدر هو الخروج بأقل الخسائر قبل أن تحلَّ الطّامة الكبرى.
ارسال التعليق