الإمارات تخنق السعودية اقتصاديًا وسياسيًا
وصف مركز “كوينسي” للأبحاث العلاقة التي تجمع السعودية والإمارات مؤخرًا أنها بمثابة “الخنق السياسي والاقتصادي” على المملكة من جارتها الخليجية الامارات.
وأشار بحث للمركز نُشر مؤخرًا إلى أنه على مدى السنوات العديدة الماضية، شعرت الرياض بالاختناق الاقتصادي والسياسي من قبل نظرائها الإقليميين الطموحين في الجارة الإماراتية.
ويقول المركز البحثي إن تلك المعتقدات تشكّل مخاوف حقيقية ووجودية بالنسبة للعائلة الملكية في الرياض، حيث “يعتمد بقاء النظام الملكي على قدرته على تأمين الاستقرار الاقتصادي والسياسي للشعب السعودي”.
ويقول المركز إن الحرب السعودية في اليمن تقف عقبة كبيرة أمام أن تصبح مركزًا ماليًا إقليميًا، فيما تستنزف تلك الحرب الكثير من جيب الحكومة السعودية.
ففي الآونة الأخيرة، شعرت المملكة بأن جيرانها يفوقون مناوراتهم سياسياً ودبلوماسياً، حيث تلعب الإمارات، على وجه الخصوص، دورًا بارزًا بشكل متزايد في الدبلوماسية الإقليمية، خصوصًا بعد أن تورطت في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
كما تواصل أبوظبي – بحسب المركز البحثي- تنمية قوتها الناعمة بعيدة المدى مع تركيا وتعيد تشكيل الجغرافيا السياسية للقرن الأفريقي. وفي الوقت نفسه، كانت الرياض منشغلة مسبقًا بحربها الباهظة الثمن في اليمن، حيث كلفت الحملة العسكرية المستمرة منذ 7 سنوات ما يقدر بنحو 265 مليار دولار.
وكما هو معروف، فلربما كانت المملكة تتطلع نحو الولايات المتحدة والغرب للحصول على الدعم؛ ومع ذلك، فإن اغتيال الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 خلق مشكلة كبيرة في صورة المملكة وأعاق قدرة ولي عهدها محمد بن سلمان على تعزيز العلاقات مع إدارتي ترامب وبايدن.
ويقول المركز: “واليوم ومع ابتعاد واشنطن عن الشرق الأوسط، أصبح من الواضح للرياض أن الولايات المتحدة لن تقدم نفس الدعم غير المشروط تقريبًا الذي قدمته للمملكة في الزمن الغابر”.
وبينما يمكن للمملكة “نظريًا- أن تحذو حذو الإمارات في تطبيع العلاقة مع الكيان، لكن يبدو هذا الاقتراح غير مرجح في ضوء المطالب السعودية القائمة منذ فترة طويلة “لإنهاء الاحتلال؛ ناهيك عن أن الجمهور السعودي نفسه لن يقبل أبدًا بالتقارب الكامل مع “تل أبيب”، وبدلاً من ذلك، فهم ينظرون إلى الكيان على أنه أكبر تهديد للأمن الإقليمي، لذلك، أدركت الرياض أنها يجب أن تجذب أكثر العالم الإسلامي إلى جانبها ومع ذلك، لا يمكنها أن تفعل ذلك إذا ظلت معادية لإيران كما كانت في الماضي القريب.
ارسال التعليق