أوباما في الرياض.. وصفة الحكم الرشيد أم منظومة الصواريخ؟!
* جمال حسن
اعلن المتحدث باسم البيت الابيض "جاش ارنست"، أن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ووزير الدفاع "آشتون كارتر" سيقوم بزيارة للسعودية في 21 أبريل/نيسان الجاري، لإجراء مباحثات مع سلمان بن عبد العزيز والمشاركة في قمة مجلس التعاون التي ستتناول سبل تقوية التعاون بين الطرفين في مجال الأمن، وكذلك تسوية النزاعات الإقليمية وتخفيف حدة التوتر الإقليمي والطائفي.
اجتماع الرياض سيضم كبار رعاة الارهاب الذي يعصف بالمنطقة ويعبث بمقدراتها ويسلب أمنها واستقرارها ويحرق الأخضر واليابسة لا تسلم منه لا بشر ولا حجر يريق دماء عشرات آلاف الابرياء فيما الملايين الآخرين يتضورون جوعاً وهم على حافة الموت في اليمن وسوريا والعراق وحتى في داخل مملكة البترول الأسود حسب الاحصائيات الوطنية والعالمية؛ يجتمعون ضمن اثارة ضجة اعلامية جديدة ليعكسوا وجهة معادية للارهاب والتي كانت وستبقى حبراً على ورق، فيما الحقيقة من تحت الطاولة هي التنسيق الأكثر لاستمرار دعم المجاميع الارهابية التكفيرية.
الرئيس الأمريكي اوباما سيبحث وبمعية وزير دفاعه "كارتر" في الرياض مع نظرائهم الخليجيين وحسب برنامج الزيارة المعلن عنه الاتفاق حول محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، فيما الأجندة الحقيقة لهذه الزيارة تدور حول مواصلة التنسيق والبحث بخصوص كيفية إستقرار منظومة الدفاع الصاروخية الباليستية، ومواجهة تهديدات الفضاء الافتراضي وهو ما كشف عنه "روب ميلي" كبير مستشاري أوباما.
كما سيتم بحث تعزيز القدرات الدفاعية لحلفاء الولايات المتحدة في مجلس التعاون أي بيع حجم أكبر من السلاح الأمريكي الخردة على أبناء الخايبة الذين يبحثون عن دعم الكابوي الأمريكي للبقاء فترة أطول في حظيرتهم على مسند السلطة، وسط انباء عن تدهور كبير في الوضع الاقتصادي الذي تعانيه هذه الأنظمة السلطوية الوراثية ما يدفعها نحو الأسقراض الخارجي أكثر من 350 مليار دولار بسبب السياسة الخاطئة التي اتخذتها سلطة آل سعود في خفض سعر البترول ورفع سقف إنتاجه والذي حمل موازنة البلدان الخليجية أوزار نقص كبير وحاد بحجم أكثر من 310 مليارات دولار خلال العامين الماضيين .
"بن رودس" مستشار "أوباما" لشؤون الأمن القومي كشف من جانبه أن الرئيس سيلتقي بالملك سلمان في الرياض يوم الأربعاء، ثم سيشارك في قمة مجلس التعاون الخليجي التي ستعقد الخميس، فيما سيلتقي كارتر مع نظرائه الخليجيين قبل انعقاد القمة؛ أنه سيركز خلال مباحثاته مع العاهل السعودي وسائر القادة الخليجيين في زيارته الرابعة الى المملكة منذ تسلمه مفاتيح البيت الأبيض في 2009، سيركز "أوباما" في الحقيقة على متابعة ما طرحه في قمة كامب ديفيد والتي عقدت في آيار/ مايو 2015 بغياب سلمان الذي تملكه الخوف حيال انفتاح واشنطن على إيران - حسبما نقلت رويترز ذلك عنه .
مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط والخليج "بوب مالي" هو الآخر كشف لوكالة "رويتز" ايضاً ان الرئيس الأمريكي "أوباما" مصر على مواصلة إثارته لمسألة "الحكم الرشيد" و"حقوق الإنسان" كما يفعل في كل مرة يلتقي فيها نظراءه في دول مجلس التعاون الخليجي، بطبيعة الحال هي أقوال تصدر للاعلام الخارجي ولحرف نظر الرأي العام الخليجي من الدعم غير المحدود الذي يقدمه البيت الأبيض وحلفائه الغربيين في تقوية وتعزيز سطوة الأنظمة الوراثية الجاهلية على رقاب شعوبها المغلوبة على رأيها، مادامت هذه الأنظمة الرجعية تدر على الحليف الكابوي الأرباح الطائلة كبقرة حلوب وفي مقدمتها حكومة آل سعود، كما وصفها مرشح الرئاسة الأمريكية "ترامب" .
السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو أن هل بمقدور قادة الأنظمة الخليجية رفض حضورالكابوي الذي لم يبخل بوصفهم رعاة للارهاب وأنظمة متخلفة غير حضارية ودعاهم لفي أكثر من مرةالى رعاية حقوق الانسان والتحرك نحو المشاركة الشعبية خاصة لجيل الشباب في الحكم، وأن يتعلموا خاصة آل سعود مبدأ التعايش السلمي مع جيرانهم الأقوى يعني ايران لتحقيق نوع من السلام لشعوب المنطقة بدلاً من السعي الحثيث الذي يقومون به في إذكاء الحروب بالوكالة والفوضى في سوريا والعراق واليمن بدعمهم للمجموعات الارهابية التكفيرية المسلحة الناشطة هناك، المقدرة على رفع صوة الأعتراض على هذه الأوصاف؟، أم سيهرول الحلفاء التواقون لجر الولايات المتحدة الى صراعات اقليمية هي بغنى عنها وليست بمصلحتها راكعين خانعين كتلامذة أغبياء لسماع نصائح الكابوي مطأطئي الرؤوس مقبلي الأيادي جاثمين على الركاب لإستماع النصح والموعظة والتقاط الصور التذكارية وسط إبتسامات مسمومة تنبئ عن تحرك جديد بصك أخضر من قبل الحليف الاستراتيجي القوي لبطش أكبر بحق شعوبهم والمجتمعات الاقليمية التي لم ولن تنجو من حقدهم وخبثهم وإجرامهم ودمارهم وقتلهم ونهبهم للثروات ماداموا باقين في السلطة .
وهل يا ترى لدى "سلمان" ومن معه الجرأة للنبس ليس بكلمة إعتراض بل بعتب بسيط جداً على تصريحات "أوباما"، الأخيرة حول السلطة السعودية ضمن سلسلة مقابلات مع مجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية والتي شكلت محطة فارقة في تاريخ التحالف بين البلدين، الممتد على مدى أكثر من 80 عاما، قدمت فيه الرياض للإدارة الأمريكية أقصى حدود الدعم والمساعدة المالية والسياسية واللوجستية لتمرير مخططاتها ومآربها في بلاد العرب والمسلمين، فيما الرئيس الأمريكي يقول وفي آخر تصريحات له وهو في البيت الأبيض "إنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة مواصلة التقيد بالسياسة الخارجية لواشنطن، عن طريق تقديم الدعم التلقائي للسعوديين وحلفائهم" ؟.
مساعدات كبيرة لا تعد ولا تحصى قدمها آل سعود للكابوي الأمريكي طيلة العقوط الطويلة الماضية لن تجد طريقها لدعم تخبطات وجنون "سلمان" ونجله الأرعن، وهو ما اعترف به السفير السابق لدى واشنطن مدير المخابرات السعودية الأسبق "تركي الفيصل" في مقاله بصحيفة "أراب نيوز" السعودية تحت عنوان "لا ياسيد أوباما"، شدد فيه قائلا: "نحن من يشتري السندات الحكومية الأميركية ذات الفوائد المنخفضة (وأسلحتكم الخردة) لدعم بلادك.. نحن من يبتعث آلاف الطلبة لجامعاتكم بتكلفة عالية، نحن من يستضيف أكثر من ثلاثين ألف أميركي بأجور مرتفعة في شركاتنا وصناعاتنا"؛ فيما شعب أرض الذهب الأسود يتضور الجوع والبطالة والفقر تفتك به يوماً بعد آخر أكثر وأكثر وسجون آل سعود مكتظة بالناشطين ودعاة الاصلاح والتغيير والعدالة والمساواة ورافضي العنف والتكفير، وسيف الحقد والكراهية الوهابية العمياء يقطف المزيد من رؤوسهم يومياً؛ فهل يا ترى بمقدور "سلمان" العتب فقط أم سيمررها المخرف بطبطبة على ظهره من قبل الراعي الأمريكي ويعود وأخوانه الى حظيرة طاعة الكابوي كالنعاج والجمال ويعتبر اللقاء نصراً سياسياً له ؟.
كما وهل يا ترى سيستجيب رئيس أكبر قوة عالمية متشدقة بحقوق الانسان لدعوات عشرات منظمات حقوق الانسان الأمريكية والغربية والعربية في طرح موضوع حقوق الانسان الخليجي خاصة السعودي على طاولة الحوار مع جماله في حظيرة الرياض، والضغط عليهم للافراج عن آلاف معتقلي الرأي في السعودية والبحرين وقطر والامارات والكويت والحد من قطع الرؤوس والاعدامات السياسية وغيرها من الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان التي تنتهجها هذه الأنظمة الخليجية ؟.
ارسال التعليق