التضليل الطائفي وإخفاء الحقيقة في اليمن تقود السعودية إلى الهاوية
تمارس حكومة فنادق الرياض بدعم امريكي سعودي بتضليل رأي العام العربي والغربي من خلال كتم الحقائق اعلامياً بما يجري في اليمن من العدوان والحصار والمعاناة الذي يتحمله الشعب اليمني، والسؤال الذي اشغل افكار المتابعين للملف اليمني خصوصاً الشعب اليمني هو هل يمكن إخفاء الحقيقة بتغيير المسميات، او ببذل المال لاستمرار العدوان والحصار!؟
استراتيجية المملكة العربية السعودية بأنها تستطيع الدفاع عن مصالحها في اليمن من خلال التدخل العسكري فقط هو اعتقاد غير مألوف، بل هو جزء من عملية إعادة التفكير في السياسة الخارجية السعودية التي أخذت ملامحها تتشكل في أعقاب انتفاضات عام 2011 واكتسب زخماً إضافياً بعد صعود الملك سلمان وابنه محمد إلى الحكم في العام 2015.
بحسب المعلومات الاستخباراتية، كان قرار الحرب على اليمن خطأ إستراتيجياً كبيراً، وكانت نتائجه كارثية، وسيبقى لعقود مؤثراً على العلاقات بين الشعبين العربيين المسلمين المتجاورين، وبعيداً عن الحديث عن أخلاقية وشرعية ومدى قانونية هذه الحرب مما تطرقنا اليه في غير موضع، فإن ما يعنينا هنا هوالتضليل الممنهج وعدم الشفافية التي تمارسها السلطة على أبناء الشعب السعودي.
لقد طال التضليل الإعلامي كافة الجوانب المتعلقة بحرب اليمن بدءاً من قرار الحرب الذي تم إتخاذه بشكل فردي وإستبدادي وإنتهاءا بطريقة إدارة الحرب وتعذر إنهاءها ، والهروب الي الأمام، ومن أهم القضايا، أن الحكومة السعودية ، قد خسرت حلفاءها التقليديين والمتمثل أكثرهم في (حزب الإصلاح) ممن ثار عليهم الشعب اليمني.
كما مارست المؤسسة الدينية السعودية الرسمية – إن جاز التعبير- دوراً كبيراً في تغييب العقل السعودى للمواطن العادي، وذلك عبر التهليل والتطبيل لهذه الحرب وإلباسها لبوس القداسة والجهاد، فقد أعلنت هيئة كبار العلماء بالمملكة دعمها للعملية ، مؤكدة أنها جاءت لتحقيق المصالح العليا للأمة الإسلامية.
حيث حجم التضليل الطائفي والديني في هذه الحرب فقد قامت المؤسسة الدينية بمحاولة شرعنة هذه الحرب وإلباسها لبوساً شرعياً عبر بعض الرموز السابقة، وبإستثناء التيار المتطرف التكفيري الذي يبرر الحرب تحت لافته طائفية مستبطنة تكفير الشيعة، فإن أغرب التبريرات التي إطلعت عليها في الإعلام كانت مداخلة الشيخ صالح المغامسي على إحدى القنوات الفضائية حيث ذكرأن هذه الحرب جهاد شرعي وقال أن موجب ذلك هو قطع الطريق على دولة إيران حتى لا تصل إلى الحرمين الشريفين عن طريق اليمن.
كشفت مصادر عمانية بارزة ومقربة من دوائر صنع القرار في سلطنة عمان ان قيادات خليجية بارزة بينها قيادات اماراتية واخرى سعودية وصلت مسقط لتوقيع اتفاق ينهي الحرب الدائرة في اليمن .
لكن ثمة مؤشرات على أن العملية التي تنفذها تحالف العدوان بقيادة السعودية وايضاً مرتزقتها لا تدل على انهاء الحرب في اليمن، وبحسب المراقبون ربما تنتهي غارات تحالف العدوان بضغوطات دولية والازنة الاقتصادية السعودية او الخلافات العائلية لكن مشروع حرب بالوكالة من خلال خيار دعم التيارات التكفيرية بمختلف اسماءها لازال قائمة على الطاولة.
وفي خطوةٍ تصعيديةٍ تضاعف من معاناة اليمنيين أقدم الفار هادي وحكومتة المقيمة حاليا بالعاصمة الإقتصادية عدن برئاسة بن دغر على صرف مرتبات موظفي الدولة المدنية والعسكرية في المحافظات الجنوبية والشرقية، وحرمان موظفي المحافظات الشمالية، واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة تنبئ على عدم إكتراث هادي وحكومته بمعاناة المواطنين وانهم غير جديرين بتحمل همّ المسئولية تجاه شعب بأكمله.
مشيرين إلى ان قرار نقل البنك المركزي الى عدن كان قرارا غير صائب رغم ما ظهروا به هادي وحكومته من التزامات امام المجتمع الدولي بأنهم سيصرفون الراتب لكل المحافظات اليمنية بلا استثناء كما كان يفعل البنك المركزي بصنعاء .
ارسال التعليق