تَرَفُ القتل لدى بني سعود.. وميداليات أميركا
لا تقوى حتى على البكاء.. هي طفلة اليمن الذبيح.. ليست بسكون "ايلان" على الشاطئ، ولا تشبه "عمران" بصدمته. لأنينها ألم مختلف. ليس لها بواكي، ولا كاميرات تتهافت لتوثيق لحظات الألم بمشهد واحد. الصورة هنا مغايرة، نحن في اليمن، لقرابة العامين على العدوان، لا وجود للناشطين ولا لممثلين عن جمعيات حقوق الانسان، لا وسائل إعلام تنقل الحدث، الا ما نذر، الطوق السعودي مُحكم، والنظر الى طِفلة اليمن جريمة.
استفحلت آلة القتل السعودية، حتى وصلت الى مرحلة "الترف". نعم، هناك ترفٌ في القتل أيضاً. أوّل ما يمكن أن يستعيد المشاهد بعد سماعه "أنين" الطفلة التي نجت من القصف السعودي الأخير على مجلس عزاء للنساء في مديرية أرحب، هو صورة ولي العهد السعودي محمد بن نايف بن عبدالعزيز خلال تسلمه ميدالية "جورج تينت" من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية . وهي الجائزة التي تقدّم تحت عنوان "العمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب والاسهامات غير المحدودة في تحقيق الأمن والسلام الدوليين".
"حفاة اليمن" الذين يُذيقون مرتزقة بني سعود في أرض الميدان مرارة الذل والهزيمة يومياً، من خلال "ولّاعة" فقط، هم بلا شك لا ينتظرون من منظمة دولية أو من جمعيات أو وسائل إعلام، رفعاً للصوت أو استنكاراً لجرائم السعودية. لكن "انسانية" العالم المزيّفة باتت بأمس الحاجة الى ما يحفظ ماء وجهها، أمام المعايير المقلوبة التي تجعل من المجرم وقاتل الأطفال في اليمن، مُكَرّماً تحت عنوان "انجازاته في مكافحة الإرهاب"، من قبل دولة لطالما رعت وما تزال الإرهاب الصهيوني بكل أشكاله.
ارسال التعليق