«رايتس ووتش» توثق 81 غارة «غير شرعية» للتحالف باليمن
وثقت منظمة «هيومان رايتس ووتش» 81 هجمة، قالت إنها تبدو «غير شرعية» للتحالف العربي الذي أقر بالخطأ في بعضها، وسط اتهامات منظمة العفو الدولية «أمنستي» للتحالف بتجاهل القانون الدولي، ودعوات للتحقيق في الانتهاكات.
وأفاد المتحدث باسم «رايتس ووتش» في وقت سابق بأن الأمم المتحدة أحصت 13 ألف قتيل معظمهم سقطوا بغارات لقوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
وقال «أحمد بنشمسي» إن الحرب أنتجت أزمة إنسانية خطيرة، ودعا إلى تحقيق دولي يقوده مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.
وتزامن ذلك أيضا مع اتهام «أمنستي» للرياض بتجاهل القانون الإنساني الدولي، مشيرة إلى أن هذا التجاهل اتضح أكثر من أي وقت مضى خلال الغارة الجوية التي أصابت منطقة «فج عطان» السكنية بالعاصمة اليمنية صنعاء فجر الجمعة الماضي وأوقعت 14 قتيلا مدنيا بينهم خمسة أطفال.
وتحدثت «منظمة العفو» في بيان عن «ليلة رعب» في صنعاء أمطر خلالها التحالف بقيادة السعودية المدنيين بالقنابل بينما كانوا نائمين.
وذكرت أيضا أن الغارة شملت أكثر من ضربة جوية واحدة، ونقلت عن سكان في المنطقة قولهم إنه لم يكن هناك أي هدف عسكري لحظة وقوع الهجوم الجوي.
أمّا المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي «تركي المالكي» فقد أقر بأن الهجوم تسبب في خسائر بشرية، لكنّه عزا ذلك إلى خطأ تقني كان سببا في وقوع الحادث الذي وصفه بغير المقصود.
وقالت قيادة التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية السبت، إن الطائرات كانت تستهدف مركزا للقيادة والسيطرة والاتصالات يتبع للمسلحين الحوثيين ويقع في منطقة الغارة.
غير أن الدبلوماسي اليمني السابق «عباس المساوي» اعتبر أن غارة التحالف العربي ليست خطأ تقنيا، وأوضح أن القانون الدولي يمنع استهداف أي موقع إذا كان داخل مناطق مدنية حتى لو كان عسكريا.
انعدام الجدية
من جانبها، قالت الباحثة القانونية بـ«المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان» «إيناس زايد» إن اعتراف التحالف بوقوع ضحايا مدنيين لا يعفيه من المسؤولية، وأوضحت أن تكرار الغارات التي تستهدف المدنيين يؤشر لانعدام حسن نية لدى التحالف وعدم جدية تحقيقاته وغياب التحديد لقواعد الاشتباك.
وسبق أن اتُهم التحالف بالوقوف خلف ضربات جوية تسببت بمقتل مدنيين، وذكرت «المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان»، الجمعة، أن ضربات جوية شنها التحالف أدت لمقتل 42 مدنيا الأسبوع الماضي، بينهم عدد من الأطفال.
ويقول التحالف الذي تقوده السعودية إنه لا يستهدف مدنيين، لكن جماعات حقوق الإنسان تتهم التحالف بقصف المدارس، والمستشفيات، والأسواق، والمناطق السكنية.
ولقي أكثر من 8160 شخصا حتفهم، وأصيب 46300 آخرون في غارات جوية وفي القتال الذي يدور في اليمن منذ مارس/آذار 2015، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وخلف الصراع أيضا نحو 21 مليون شخص بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، ما أدى إلى وجود أكبر حالة طوارئ من حيث توفير الغذاء في العالم، وإلى انتشار مرض الكوليرا الذي يعتقد أنه أصاب 330.000 شخص منذ أبريل/نيسان.
ارسال التعليق