سلمان .. حرب تلميع الصورة
كجزء من الحملة الاعلامية الهابطة فى السعودية يقوم النظام سرا بدفع مبالغ مالية لنشر مقالات و مواضيع و تعاليق على لسان كبار الاعلاميين و الصحفيين الاجانب و ذلك فى جهود محمومة لتلميع صورة نظام المافيا السعودي.
هذه المقالات أو حملات التخسيس و التجميل و شفط العورات و الخطايا التى يحتاج جسم النظام المتهالك تكلف خزينة الدولة مليارات الدولار الاخضر لكنها لا تمثل فى نظر كثير من المتابعين الا التعبير عن حالة من الارتباك الفوضوى الذى أصبح يعانيه النظم منذ سقوط بغداد سنة 2003 الى حد اليوم ، فى نظر كثير من المتابعين أيضا أن محاولة النظام شراء الاصوات و الاقلام و الالسنة لن تؤدى فعلا الى نتائج تخدم هذه العائلة الفاسدة العميلة القائمة على شؤون السعودية خاصة و أن الحرب فى العراق و سوريا و اخرها فى اليمن قد كشفت للعالم “معدن” هذا النظام الدموى الارهابى بحيث يستحيل على بعض المقالات الترقيعية أن ترتق كم العورات التى أصابت النظام لتعرى ورقة التوت التى تخفى كل هذه العيوب المزمنة .
منذ فترة قليلة كشفت صحف عالمية و وثائق ديبلوماسية على غاية من الاهمية عما سمى فى حينه “بديبلوماسية الشيك ” بمعنى قيام النظام الفاسد بدفع مبالغ مالية ضخمة لشراء الذمم و المواقف و تسليط الضغوط الكافية لاخراس كثير من الاصوات المزعجة او المعارضة لتوجهاته المشبوهة و بالذات فى علاقة بانخراطه المحموم فى مشروع الفوضى الخلاقة او مشروع ضرب المقاومة العربية بعنونها السورى اللبنانى العراقى بالخصوص ،كما تشير عديد المصادر الاجنبية المتطابقة الى انه بقدر ما تكلف الحرب الارهابية التى يقودها النظام فى اليمن و سوريا و العراق اضافة الى محاولة التدخل السافر فى مصر الخزينة السعودية ثروات مبعثرة بدون طائل فان الصراع الذى افتعلته القيادة السعودية مع ايران منذ سقوط الشاه محمد رضا بهلوى بحجة مواجهة ما يسمى بالهلال الشيعى يجعلها تصرف المليارات لشراء ذمم بعض القيادات ووسائل الاعلام اللبنانية و من بينها و على رأسها العملاء الخونة فى تيار المستقبل بقيادة سعد الحريرى اضافة الى بعض القيادات المسيحية المتعاونة مع اسرائيل منذ سنوات ، بطبيعة الحال لا ننكر الدور المالى السعودى فى السيطرة المطلقة على الجامعة العربية لجعلها منصة عائمة تستغلها الولايات المتحدة كغطاء سياسى لتنفيذ و تمرير مشاريعها الاستعمارية التى تخدم ربيبتها الصهيونية و بعض القبائل الحاكمة فى الخليج .
لعل ما يثير الانتباه اليوم و هلى هامش ما يحدث من مؤامرات دنيئة لتفتيت المنطقة و ضرب المقاومة السنية و الشيعية على حد سواء ما كشفته عديد الوثائق الغربية عن هاجس هذا النظام الدموى للسيطرة و شراء ذمم عديد وسائل الاعلام المختلفة سواء على مستوى المنطقة العربية و بالذات فى لبنان و الاردن و السودان أو على مستوى دول أجنبية مثل استراليا و فرنسا و كندا و الولايات المتحدة الامريكية ، يجب الحديث أيضا على ان النظام يجد نفسه بعد هرولته لخدمة المشاريع الصهيونية و انكشاف عوراته كما وجدت الادارة الامريكية نفسها عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 الامر الذى اضطر الرئيس بوش الابن فى تلك اللحظة التاريخية لاطلاق عبارته الشهيرة ” من ليس معنا فهو ضدنا ” ، بطبيعة الحال ، هناك حالة من الكراهية الشعبية العربية الواسعة للسعودية و للنظام السعودى بالذات خاصة بعدما تمت المشاركة فى ضرب العراق و سوريا و اليمن و هذه الحالة من شانها ان تجعل النظام يتساءل كما تسائلت الادارة الامريكية فى حينه ذلك السؤال الخبيث ” لماذا يكرهوننا” مع ان الطرفين يعرفان تماما لماذا ارتفع منسوب الكراهية لهاتين الدولتين الاستعماريتين العنصريتين.
لعل المتابع لبعض الصحف اللبنانية و بقية وسائل الاعلام ينتبه دائما الى ان ما يكتب او ينشر يراد منه ان يعطى الانطباع الزائف بعدم وجود انحياز مفضوح للنظام السعودى لكن المتابعين اليوم يدركون بالفطنة و بالمناعة المكتسبة ان هذه ” الاعمال ” و المقاولات الصحفية الاعلامية هى حالة من الاسهال لبعض ابواق النظام الاعلامى الجديد فى المنطقة العربية ، فهذه المقالات تقدم جانبا واحدا فقط من الوقائع و الاخبار و الاحداث بحيث تسقط المعلومات بشكل مدبر بائس لمغالطة الراى العام و يتم الاشتغال الدائم و المستمر لتتحول الى حقائق تلمع صورة هذا النظام الحقير و هى عمليات تزيين و تلميع تبرع فيها كثير من وسائل الاعلام العربية و الاجنبية التى تعيش على الدولار و الهبات السعودية و من بينها طبعا قناة ” الجديد”، قناة ” المستقبل” و صحف صفراء معروفة فى لبنان بعداءها الصارخ للمقاومة ، بطبيعة الحال صممت هذه المقالات و التصريحات و الوثائقيات لتحجب الحقيقة عن الشعب السعودى و بقية الشعوب العربية و العالمية لكن هذه البروباغندا الصبيانية المكلفة لم تحجب الحقيقة بصورة كاملة بحيث وقفت عدة منظمات دولية و شخصيات عالمية وازنة متهمة هذا النظام بتمويل الارهاب و ممارسة النظام لارهاب الدولة و هناك لا يجب ان نتجاوز القرار التاريخى الاخير للكونغرس الامريكى الذى صوت عليه الجميع الاجماع معتبرين النظام المسؤول الوحيد عن هجمات 11 سبتمبر 2001 و انه المسؤول الوحيد عن جبر الضرر للضحايا و هو موقف مهم فى تاريخ العلاقات بين الادارة الامريكية و السعودية لم تنجح سائلها الاعلامية فى تلافيه او اخفاء ارتداداته المالية المرعبة على خزينة سعودية مفلسة بسبب التهور فى اليمن و اسناد الارهاب فى سوريا و العراق .
لم تنجح كل وسائل الاعلام بانواعها و التى سخرها نظام المافيا السعودى فى تلميع صورة قبيحة ممزقة كرهتها الشعوب العربية خاصة بعد ان اغتال النظام بدم بارد الالاف فى الحج بعد أن انتفع بعائدات الحج ، كما لم تنجح الدعاية الموجهة لتلميع صورة نظام دموى حرق ابناء اليمن بالاسلحة الدولية المحرمة و قصف المستشفيات و يتم الارامل و لذلك فقد دمرت مصداقية هذا النظام بالكامل خاصة بعد أن خاض حربا ارهابية فى سوريا و العراق انتهت تقريبا بفشل ذريع ستكون له ارتدادات و ارهاصات مرعبة و لعل الانفجارات الاخيرة فى السعودية هى بداية ردات الفعل الارهابية على سلبية النظام و مساندته لبعض الجماعات على حساب البعض الاخر و هو ما يحصل تماما فى تركيا العثمانية التى باتت تنتظر المستقبل بكثير من الخوف و الارتباك خاصة بعد انهيار الارهاب فى الموصل و حلب و تصميم الداعم الروسى على تنهية موضوع الخلافة قبل رحيل الارهابى باراك اوباما ، إنها فاتورة من الفواتير الكثيرة التى سيدفعها نظام المافيا الحاكم فى الحجاز و لن تنفعه فى نهاية المطاف كل حملات استمالة راى عام كره مثل هذه الوجوه العميلة الشاحبة .
بقلم : احمد الحباسي
ارسال التعليق