السلطات السعودية تنشأ مشروعا يربطها بالكيان الإسرائيلي
تتزايد المؤشرات على تقدم مسار التطبيع بين السعودية والكيان الإسرائيلي، بعدما كشف وزير الطاقة في حكومة الاحتلال، إيلي كوهين، عن مشروع ضخم لإنشاء ممر طاقة يربط تل أبيب بالرياض، في خطوة تُعد جزءا من تحالف اقتصادي إقليمي جديد تقوده واشنطن.
وأوضح كوهين، في حديث لصحيفة معاريف الإسرائيلية بتاريخ 25 أكتوبر/تشرين الأول، أن المشروع يهدف إلى نقل النفط والبضائع من الخليج عبر إسرائيل وصولا إلى أوروبا، متجاوزا الطرق التقليدية عبر قناة السويس أو إيران، بما يحوّل الاحتلال إلى محور رئيسي للطاقة في المنطقة، وليكون بديلا عن قناة السويس بعد تعرض الملاحة في البحر الأحمر لهجمات يمنية متكررة استهدفت سفنا متجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.
ووفقا للمخطط الذي كشفه كوهين، ستنطلق الشحنات من موانئ الهند إلى الخليج، ومن هناك تمر عبر الأراضي السعودية والأردنية نحو ميناء حيفا المحتل، ثم إلى الأسواق الأوروبية. وتشير التسريبات إلى تمويل سعودي أولي يناهز 20 مليار دولار لتطوير شبكة السكك الحديدية، بينما تُستكمل مراحل الربط مع الخليج لاحقا بعد انتهاء دراسات الجدوى في الكيان الإسرائيلي عام 2025.
وبحسب الخطة الإسرائيلية، سيتم إنشاء أنبوب نفط بري بطول يقارب 700 كيلومتر يمتد من الأراضي السعودية إلى مدينة إيلات، ومنها إلى ميناء عسقلان عبر خط الأنابيب القائم، لتشحن الشحنات النفطية بعد ذلك إلى أوروبا. ووصف كوهين المسار الجديد بأنه الأقصر والأسرع والأكثر أمانا لنقل الطاقة نحو أوروبا، مشيرا إلى أن المشروع سيقلص التكاليف الزمنية والمالية ويعزز الجدوى الاقتصادية للطرفين.
الخطة الإسرائيلية لا تتوقف عند حدود الممر النفطي، إذ كشف وزير الطاقة الإسرائيلي في مقال نشره في معاريف في 27 مارس/آذار الماضي، أن التطبيع الاقتصادي مع السعودية قد يشمل لاحقا التعاون في مشروع مدينة نيوم حيث تطمح تل أبيب للمشاركة في إنتاج الهيدروجين الأخضر داخل نيوم باستثمارات تقدر بنحو 8 مليارات دولار، وقد تحصد بنتيجتها ما بين 10 و20% من أرباح مشروع نيوم البالغة 500 مليار دولار، أي ما يعادل نحو 100 مليار دولار.
ويزور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واشنطن في 17 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في أول زيارة له منذ عام 2018، حيث يسعى ابن سلمان إلى إبرام اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة قد تتضمن بنودا مرتبطة بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، في إطار ما تصفه واشنطن بصفقة استقرار الشرق الأوسط.
 
												 
												 
												 
												 
												 
												
ارسال التعليق