فوضى وانفلات أمني شامل جنوب اليمن
تعيش المحافظات الجنوبية الواقعة تحت الاحتلال السعودي الإماراتي منذ سنوات أوضاعا مأساوية في ظل الانفلات الأمني وتفشي الجريمة، حيث تحولت إلى بؤر للفوضى والنهب وصراعات النفوذ بين الفصائل الموالية لقوى الاحتلال وأدواتها المحلية.
ووفقا لتقارير إعلامية يمنية، تشهد تلك المناطق انهيارا شاملا في الخدمات العامة وفوضى أمنية متفاقمة، تجسدها الاقتحامات المسلحة لأقسام الشرطة والمحاكم، إضافة إلى اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في الشوارع العامة بين الفصائل المتناحرة.
وخلال الأيام الأخيرة فقط، تم تسجيل 27 جريمة بين قتل واختطاف في عدن وعدد من المحافظات المجاورة، بينها سبع عمليات اغتيال وإحدى عشرة عملية اختطاف، فضلا عن تسع مواجهات مسلحة تسببت بسقوط ضحايا مدنيين وخسائر مادية جسيمة.
وتتركز هذه الجرائم في محافظات عدن وأبين وشبوة وتعز وحضرموت ولحج والضالع، التي باتت نموذجا صارخا لحالة الانهيار الأمني المتعمد في الجنوب المحتل.
وفي مدينة عدن على وجه الخصوص، تصاعدت عمليات الاختطاف لتطال الأطفال والشباب ورجال الأعمال والناشطين، وحتى العاملين في القطاعات الخدمية، وسط صمت وتواطؤ سلطات الاحتلال.
أما الاشتباكات الدامية بين الميليشيات الموالية للاحتلال، فتندلع غالبا على خلفية صراعات حول الإيرادات ونهب الأراضي، ولا سيما في شبوة والضالع، حيث تتحول الخلافات إلى مواجهات عنيفة تُستخدم فيها الأسلحة الثقيلة داخل الأحياء السكنية، مخلّفة ضحايا من المدنيين وأضرارا كبيرة في الممتلكات.
وتؤكد هذه الأحداث أن ما يجري في الجنوب ليس سوى نتيجة مباشرة لسياسات الاحتلال وأدواته، الهادفة إلى إبقاء هذه المناطق في حالة فوضى دائمة تمنع استقرارها وتنمية مواردها الوطنية.
ارسال التعليق