العوامية: السلطات السعودية تهدم 16 مسجداً وحسينية وتمنع المهجرين من العودة
أُسدِل السِتار عن اليوم السادس والتسعين لحصار العوامية بلا أي جديدٍ يُذكر سوى استمرار العمليات العسكرية وحملات الاعتقالات العشوائية دون انقطاع منذ العاشر من مايو الماضي والتي لم يوقفها الإعلان عن السيطرة على العوامية وتدمير حي المسوّرة التاريخي وأجزاء من الأحياء المجاورة له, فبعد مرورِ خمسةِ أيامٍ على إعلان السلطات عن بسط سيطرتها وانتهاء العمليات, توقع خلالها المتابِعون أن تسمح السُلطات بعودة الأهالي المهجرين الى منازِلهم، فضلاً عن إعادة الخدمات التي توقفت خلال الأسابيع الأولى من الحِصار كالخدمات: التعليمية، البلدية، المراكز الصحية، الدفاع المدني، الإسعاف الطبي، والتموينات الغذائية، إضافة للتيار الكهربائي الذي تم قطعه عن عدد من الأحياء.
ما جَدَّ في هذا اليوم لم يكن عودة الأهالي أو الخدمات التي حُرمت منها البلدة المحاصرة، بل كان وصول دفعة جديدة من الإعلاميين لتغطية وتصوير حجم الدمار الذي خلّفته أسلحة قوات الطوارئ وقوات الأمن الخاصة. وصول وفد ملتقى “إعلاميون” رفع اسم العوامية في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مرة أُخرى من خلال وسم #إعلاميون_في_العواميه وتكَّون الوفد من عشرة أشخاص معظمهم صحفيين وكُتَّاب لم يعرِفوا أين يقع حي المسوّرة إلا مؤخراً، خطَّ كُلُ واحدٍ منهم تغريدةً او اثنتين يشرح فيها الوضع في العوامية بشكلٍ عام والمسوّرة على وجه التحديد.
وأظهرت مقاطع فيديو سرّبها جنود مشاركون في العمليات العسكرية في البلدة، استكمال القوات تجريف حي المسورة بكامله وأجزاء من أحياء الفتية والمنيرة وكربلاء دون أي توفير للأماكن العبادية المقدسة عند عامة المسلمين أو تلك التي تحظى بقدسية خاصة لدى الشيعة, حيث تم هدم نحو 7 مساجد و9 حسينيات فيما تم الإبقاء على مسجد واحد لا غير. وعُرف من بين الحسينيات والمساجد التي تم هدمها التالي: 1- مسجد الزهراء 2- مسجد أحمد بن محمود 3- مسجد الفتية 4- مسجد الشيخ محمد 5- مسجد أهل البيت ٦- مسجد الأمير 7- حسينية الإمام الحسن (الزواوورة – العريض) 8- الحسينية الفاطمية 9- حسينية الشهيد علي قريريص 10- حسينية أم البنين 11- حسينية الزاهر 12- حسينية الشيخ محمد بن نمر 13- حسينية الشيخ علي الخنيزي 14- حسينية السادة 15- حسينية آل الشيخ.
كما أظهرت المقاطع التي نشرها الإعلاميون الذين سمحت لهم السلطات بزيارة البلدة حجم الدمار الهائل الذي تعدى حي المسوّرة التاريخي وما درج الاعلام المحلي على وصفه بالعشوائيات والبيوت الآيلة للسقوط حيث شمل التدمير والتخريب برصاص وقذائف القوات السعودية مباني وعمارات سكنية وتجارية جديدة مبنية على الطراز المعماري الحديث, والذي يبدو من مظهرها أن عمرها لا يتجاوز على أكثر تقدير 10 سنوات.
أَمَّا في الأحياء المجاورة للمسّورة فقد استمرت قوات الطوارئ في استخدام مُختلف أنواع الأسلحة ما تسبب في سقوط عدد من الجرحى ومحاصرة الأهالي في منازلهم، فيما أكدت السلطات الأمنية عبر محافظ القطيف أن الوقت لم يحن لعودة الأهالي لمنازلهم، لتستمر بذلك حالة الغموض حول مستقبل المدينة ومصير سكانها خصوصاً مع اِقتراب بداية الفصل الدراسي الجديد، حيث يتساءل الأهالي عن موعد إعادة المدارس الى وضعِها الطبيعي بعد أن تحولت الى ثكناتٍ عسكرية ومتاريس تُطلق منها القوات مختلف أنواع القذائف على أنحاءٍ متعددةٍ من المدينة.
ومن بين 35 ألف نسمة تعداد سكان مدينة العوامية تم تشريد ٢٠ ألف خلال الأشهُر الثلاثة الماضية لا يزالون ينتظرون السماح لهم بالعودة وممارسة حياتهم بشكلٍ طبيعي بعد أن حُرِموا من ذلك لأسباب يعتقدون أنها ” ذرائع واهية كخططٍ تنمويةٍ أو محاربةٍ للإرهاب” حسب تعبير أحد المهجرين من البلدة، والذين لازالوا داخل العوامية ليسوا أفضل حالاً ممن تم تهجيرهم, فهؤلاء ينتظرون قرار السلطة بإعادة الخدمات الأساسية كما كانت قبل بدء العمليات العسكرية، وبين هذا وذاك تتجدد المخاوف من وجود مخططاتٍ غير معلنة من أجل تكرار ما حدث في المسوّرة خصوصاً بعدما لاحظ بعض الناشطين في المجال الإعلامي محاولاتٍ من قِبل السلطات من أجل الترويج لفتحٍ مبينٍ آخر في حدود العوامية وهذه المرة في المنطقة الزراعية المشهورة “الرامس”. وهي قصة معاناة أخرى، حسب ما أفاد الأهالي.
ارسال التعليق