الصحف الأجنبية: السعودية أضرت بالمصالح الاميركية اكثر من أي بلد آخر
استغرب خبراء أميركيون عدم وضع السعودية على لائحة الدول التي منع مواطنيها من دخول الاراضي الاميركية وفقاً لمرسوم تنفيذي اصدره الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
وقد أشار الخبراء إلى ان سجل السعودية الداعم للهجمات الارهابية والتطرف يثبت انها ليست حليفة او صديقة للولايات المتحدة، بل ان سلوكها هذا أضر بالمصالح الامنية الاميركية اكثر من اي بلد آخر. كما لفتت صحف اميركية إلى الصمت العربي تجاه خطوة ترامب.
السعودية هي في المرتبة الاولى من حيث الهجمات الارهابية داخل اميركا
وفي التفاصيل، كتب الباحث بمعهد "كايتو" "Ted Galen Carpenter" مقالة نشرها موقع "National Interest"، وصف فيها المرسوم الذي أصدره ترامب بمنع دخول مواطنين من سبع دول اسلامية الاراضي الاميركية بـ"السياسة غير الحكيمة".
ولفت الكاتب الى "الانتقائية في الدول التي اختارها ترامب"، مستغرباً ضم العراق الذي يعد حليفا لاميركا في حربها ضد "داعش" ، واشار الى ان دعم القوات الاميركية للحملة التي يشنها الجيش العراقي لاستعادة الموصل.
ولفت الكاتب الى ان "الهجمات الارهابية الاخطر على الاراضي الاميركية خلال العقود الماضية، لم ينفذها مواطنون من الدول الموضوعة على اللائحة، بل من مواطني أربع دول اخرى وهي مصر وباكستان ودولة الامارات والسعودية. واوضح ان السعودية تحتل المرتبة الاولى في تلك الدول، اذ ان تسعة عشر مواطنًا سعودياً مسؤولون عن مقتل 2,369 مواطن في اميركا جراء هجمات ارهابية نفذوها (بما فيها هجمات الحادي عشر من ايلول)، وذلك خلال الفترة الممتدة بين عامي 1975 و 2015.
واضاف ان السعودية والى جانب دور مواطنيها "المهيمن" في هجمات الحادي عشر من ايلول (15 خاطفاً من اصل 19 خاطفاً كانوا سعوديين)، فانها تعد "الاب الروحي" لما اسماه "التطرف الدموي الاسلامي" عموماً. كما اشار الى ان السعودية مولت مدارس في باكستان تدعو إلى "الكراهية تجاه الولايات المتحدة والقيم الاميركية".
الكاتب رأى ان الحكومة السعودية مولت وساهمت في تسليح الإرهابيين في العراق وسوريا، وقال إن "العديد من الفصائل التي دعمتها السعودية شكلت فيها تنظيم "داعش".
واعتبر الكاتب ان استثناء السعودية من مرسوم ترامب، يؤكد ان دوافع إقرار هذا المرسوم لا تتعلق باعتبارات امنية بقدر ما تتعلق باسترضاء فئات المجتمع الاميركي "المعادية للاجانب" من خلال استهداف "اعداء تقليديين" مثل ايران وسوريا. واشار إلى ان دعم الحزب الجمهوري الأميركي للسعودية ومنحها "حصانة ضد اي اجراءات عقابية"، على حد تعبيره.
ووصف الكاتب حظر السفر الذي فرضه ترامب بانه قرار "جبان و قصير النظر"، مشيرا إلى مستوى "النفاق" في هذا القرار.
استغراب من وضع العراق على لائحة الدول التي منع مواطنوها من دخول الاراضي الاميركية
من جانبها، وصفت صحيفة "واشنطن بوست" مرسوم ترامب بانه "خاطئ من الجانب الاخلاقي والاستراتيجي".
واشارت الصحيفة الى الخلل الذي يشوب المرسوم، إذ ان اهم الوزارات المعنية به كوزارة الامن الداخلي والخارجية والحرب والعدل لم تلعب اي دور في دراسة هذا المرسوم قبل إقراره.
وقالت ان "المرسوم تم صياغته من قبل مجموعة من الاشخاص في البيت الابيض"، لافتا إلى انه تسبب بحالة ارباك في المطارات الاميركية.
الصحيفة سلطت الضوء كذلك على ضم العراق إلى لائحة الدول المشمولة بمرسوم ترامب، مشيرة الى ان "احدى النتائج السلبية لهذه الخطوة هي اعطاء تنظيمات كـ "داعش" تسهيلات بعملية التجنيد من خلال وضع الولايات المتحدة بمواجهة العالم الاسلامي".
صمت القادة العرب حيال قرار ترامب
وفي سياق متصل، قالت مجلة "Politico" "بينما يسود الغضب في العالم الاسلامي تجاه قرار ترامب منع دخول مواطنين من سبع دول اسلامية الى الولايات المتحدة، فان بعض القادة العرب لا يظهرون هذا الغضب".
واضافت المجلة في تقرير لها، ان قادة دول عربية لم يتم وضع بلادهم على لائحة الدول المذكورة بقوا صامتين، وذلك كونهم يعتبرون ترامب حليفهم الاساسي ضد ايران.
ولفت التقرير الى ان تصريحات الملك الاردني عبدالله الثاني خلال زيارته واشنطن، حيث قال ان الارهابيين لا يمثلون اي دين او وطن، معتبرا ان هذا الكلام لا يعد إدانة للاجراء الذي اتخذه ترامب.
ارسال التعليق