يبدو أن دبلوماسية سلطنة عمان قد نجحت في إنقاذ السعودية من صواريخ الحوثي التي أرهقت المملكة خاصة في الفترة الأخيرة، وأعلن الحوثي دخول هدنة إنسانية في اليمن حيز التنفيذ بعد ما تم الاتفاق عليه في العاصمة العمانية مسقط.

جاء ذلك في إعلان رسمي للمتحدث باسم الجماعة اليمنية العميد يحيى سريع حول إعلان اتفاق هدنة .

وقال “سريع” في بيان له نشره على حسابه بتويتر، إنه وفقا لما تم الاتفاق عليه مع الوفد الوطني في مسقط “نعلن دخول الهدنة الإنسانية والعسكرية حيز التنفيذ.”كما أكد المتحدث باسم الحوثيين التزام جماعته بالوقف الشامل للعمليات العسكرية. طالما التزم الطرف الآخر بذلك.

وكانت جماعة الحوثي قد رحبت بالمبادرة التي أعلن عنها المبعوث الأممي إلى اليمن. والتي رحب بها أيضا تحالف “دعم الشرعية” الذي تقوده السعودية.

ونشرت قناة “المسيرة” التابعة للجماعة تقريرا قالت فيه: “رحب رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام، بإعلان المبعوث الأممي لليمن عن هدنة إنسانية برعاية أممية لمدة شهرين. تتوقف بموجبها العمليات العسكرية ويفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات. وكذلك فتح ميناء الحديدة أمام المشتقات النفطية لعدد من السفن خلال شهري الهدنة”.

وتعرضت السعودية مؤخرا لهجمات مدمرة من جماعة الحوثي التي استهدفت أماكن حساسة في المملكة، بالمسيرات والصواريخ البالستية.

وتسببت هذه الهجمات في أضرار كبيرة جدا لعملاق النفط أرامكو. ما دفع السعودية لاستجداء المجتمع الدولي وطلب الحماية منه،

وقالت السعودية إنها غير مسؤولة عن تأخر عمليات إمدادات النفط من طرفها في حالة تسببت هذه الهجمات بتعطل الإنتاج.

وجاء نص مبادرة الأمم المتحدة لإبرام هدنة مدتها شهرين أنه: إدراكا للاستعجال اللازم لخفض تصعيد العنف ولمعالجة الاحتياجات الإنسانية والاقتصادية سوف ينفذ الأطراف هدنة مدتها شهرين تبدأ في 2 إبريل 2022م وتنتهي في 2 يونيو 2022م قابلة للتمديد.

والهدف من الهدنة توفير بيئة مواتية للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع فليس القصد منها التوقف لإتاحة الفرصة لأي طرف بإعادة مجموعاته أو استئناف العمليات العسكرية وسوف تضمن الهدنة العناصر التالية:

1- وقف جميع العمليات العسكرية الهجومية البرية والجوية والبحرية داخل اليمن وخارجه وتجميد المواقع العسكرية الحالية على الأرض.

2- دخول 18 سفينة من سفن المشتقات النفطية خلال شهري الهدنة إلى موانئ الحديدة.

3- تشعيل رحلتين جويتين تجاريتين أسبوعيا إلى صنعاء ومنها خلال شهري الهدنة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية.

4- فور دخول الهدنة حيز التنفيذ سوف يدعو المبعوث الخاص الأطراف إلى اجتماع للاتفاق على فتح طرق في تعز وغيرها من المحافظات. لتيسير حركة المدنيين من رجال ونساء وأطفال وتنقلاتهم بالاستفادة من الجو الذي تهيئة الهدنة.

5-تعاطي الأطراف مع المبعوث الخاص بشأن المقترحات حول الخطوات القادمة نحو إنهاء الحرب.

هذه الترتيبات مؤقته في طبيعتها ولا تمثل سابقة.

الطرائق وتحديد الإطار الزمني:

– تدخل الهدنة حيز التنفيذ بعد 24 ساعة من إعلان المبعوث الخاص عن الهدنة.

– خلال مدة الـ 24 ساعة تكون الأطراف مسؤولة عن إبلاغ القوات المنضوية تحتها بوقف جميع العمليات العسكرية الهجومية وتجميد المواقع العسكرية على الأرض.

– سوف يعين الأطراف ضباط ارتباط مخولين للعمل مع مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن على جميع جوانب الهدنة بما فيها الجوانب العسكرية لدعم الامتثال للهدنة واحترامها.

ومع أنه لن تكون هناك مراقبة مستقلة سوف يقدم مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن دعم التنسيق الذي يطلبه الأطراف للمساعدة في تنفيذ الهدنة.

– الهدنة قابلة للتمديد بموافقة الأطراف.

جدير بالذكر أن دبلوماسية سلطنة عمان -التي دائماً ما وقفت على الحياد في الأزمات الإقليمية والدولية-، باتت وجهة تطلب الدول وساطتها للتوصل على حلول لتلك الأزمات. وعادةً ما تنجح السلطنة في وساطاتها.