كاتب جزائري :السعودية ستفشل في جذب الجزائريين
تسعى العربية السعودية الى احتواء الخلافات السياسية مع الجزائر وإبعادها عن إيران، ورفعت من وتيرة زيارات مسؤوليها الى الجزائر وآخرها زيارة ولي العهد محمد بن نايف.
وتميزت العلاقات بين الرياض والجزائر طيلة الثلاث سنوات الأخيرة بتوتر ملحوظ بسبب الاختلاف إزاء قضايا العالم العربي.
وتنظر العربية السعودية الى الجزائر بمثابة ناطق باسم معسكر المواجهة في العالم العربي والاسلامي. واعتادت الجزائر معارضة المشاريع السعودية في الجامعة العربية مثل القوة العربية المشتركة.
وعارضت خطط التدخل في سوريا والعراق ودافعت عن حوار مع إيران بدل المواجهة وانتقدت الحرب في اليمن.
وتصلبت الجزائر في سياستها ومواقفها أكثر تجاه السعودية لأنها تعتبرها المتسبب الرئيسي في تراجع أسعار النفط. واتهمت الجزائر الرياض بالرهان على هذه السياسة لضرب الأنظمة التي تعارض سياستها.
وشنت الصحافة الجزائرية حملات متتالية ضد العربية السعودية هي الأعنف في العالم العربي بعد الصحافة العراقية الموالية للشيعة واليمينة الموالية للحوثين ومعسكر عبد الله صالح.
ونجحت العربية السعودية في احتواء دول كانت قريبة من إيران حتى الأمس القريب مثل السودان وأخرى كانت لها علاقات متميزة مع طهران مثل السينغال وموريتانيا اللتان أعلنتا تأييدهما لعاصفة الحزم.
وتعمد الرياض الى التقرب من الجزائر لتفعيل الحوار والتقليل من دفاعها عن إيران خاصة وأن الجزائر هي دولة سنية يجب أن تقف في صف السنة والتقليل من التنسيق مع أنظمة شيعية مثل إيران والعراق.
ولا يوجد أمام السعودية سوى الحوار والتفاهم، فالجزائر لا تحتاج الى مساعدات مالية خليجية لإغراءها مثل السودان وموريتانيا والسينغال.
وزار وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجير الجزائر نهاية ديسبمر/كانون الأول، ونجح في تهدئة وتلطيف الأجواء دون إقناع الجزائر بتغيير مواقفها السياسية.
وبعد هذه الزيارة، قامت السعودية خلال منتصف يناير/كانون الثاني بتعيين الدبلوماسي سامي عبد الله الصالح في منصب سفارة الرياض في الجزائر خلفا لمحمود بن حسين قطان الذي قضى شهورا فقط في المنصب.
وكان سامي عبد الله قد شغل سابقا سفير بلاده في الجزائر لمدة 13 سنة، وإعادة تعيينه هي إشارة الى الرفع من مستوى العلاقات كما كانت عليه في الماضي.
ومزيدا من التقرب السعودي للجزائر، زار ولي العهد محمد بن نايف بن عبد العزيز الجزائر منذ أيام وبحث مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وباقي المسؤولين تطوير العلاقات والتقارب في القضايا الدولية.
ويعتبر المراقبون في الجزائر بأن السعودية قد تنجح في امتصاص التوتر بين البلدين لكنها لن تقنع الجزائر بتغيير مواقفها السياسية.
ورسمت الجزائر لنفسها سياسة في العلاقات الدولية تذهب في المسار الروسي في الشرق الأوسط وتتناغم مع إيران وتنسق مع هذه الدول وأخرى في المحافل الدولية.
وفي نفس الوقت، ترغب الجزائر في الحفاظ على دورها البارز في هذه القضايا، بينما ترغب السعودية في الأتباع وليس محاورين في القضايا الدولية.
ارسال التعليق