كاتب فلسطيني : تعيين بن سلمان قد يقود إلى مزيد من الحروب وعدم الإستقرار في المنطقة
كما كان متوقّعا عيّن الملك سلمان بن عبد العزيز نجله الشاب الأمير محمد وليّا للعهد، وعزل الأمير محمد بن نايف من مناصبه كوليّ للعهد ووزير للداخليّة، ونقل بهذا التعيين وراثة منصب الملك إلى أحد أبنائه، وأجرى تغييرات أخرى من أهمّها تعيين الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، إبن شقيق ولي العهد المقال، ونجل أمير المنطقة الشرقية وزيرا جديدا للداخليّة في محاولة للتغطية على تجريد أبناء الأمير الراحل نايف من مناصبهم، ولإعطاء إنطباع بأن العائلة السعودية الحاكمة متماسكة ولا تعاني من إنقسامات .
وليّ العهد الجديد أسّس علاقات قويّة مع واشنطن، ومرضيّ عنه أمريكيّا. لقد إتصل به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد الإعلان عن التعيين الأربعاء حيث هنّأه على منصبه الجديد ! وكان الأمير أحد أوائل المسؤولين الذين زاروا واشنطن بعد الإنتخابات الرئاسية، ووقّع مع إدارة ترامب إتفاقيّات عسكريّة واستثماريّة بمئات المليارات من الدولارات، ومعروف بدوره في إشعال الحرب اليمنية قبل أكثر من عامين، ودعمه للمعارضة السورية، ورغبته في العمل مع أمريكا وإسرائيل للتصدي لإيران وإعادة ترتيب أوضاع المنطقة العربية.
سيواجه الأمير محمد بن سلمان عددا من المشاكل المعقّدة التي تحتاج إلى الكثير من الجهد والحكمة والديبلوماسية للتعامل معها كإرضاء الأمراء والمحافظة على تماسك عائلة آل سعود، ومواجهة التفجيرات والأعمال الإرهابيّة المتزايدة في مدن المملكة والاحتجاجات خاصة التي تقوم بها أغلبيّة شيعيّة في المنطقة الشرقية، وإيجاد حلول للمشاكل الإقتصادية الناتجه عن إنخفاض أسعار النفط ، والتعامل مع ألأزمة القطرية، وحروب اليمن وسورية وليبيا، والصراع العربي الإسرائيلي .
إقالة محمد بن نايف تعني أن ألملك سلمان نجح في وضع أبناءه في مراكز قيادية هامة وعلى رأسها ولاية العهد، ونقل بذلك الصراع على السلطة الذي كان قائما بين أبناء الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود إلى أحفاده ممّا يعني أن الصراع بين الأحفاد، وخاصة بين أبناء الملك سلمان وأبناء عمومتهم سيزداد سوءا وقد يؤدّي إلى زعزعة استقرار المملكة، وتكون له إنعكاساته الخطيرة عليها، وعلى دول مجلس التعاون الخليجي، وبعض الدول العربية والإسلامية.
من المتوقع أن يعزّز وليّ العهد الجديد تحالف بلاده مع واشنطن، ويحاول أن يكون له تأثيرا أكبر على سياسات دول مجلس التعاون، ويستغل ذلك لإظهار السعودية كدولة لها نفوذا سياسيا واقتصاديا مؤثّرا في العالمين العربي والإسلامي، ويثبت لترامب ونتنياهو وحكومته بأنه حليفهم الأقوى في مواجهة إيران . لكن طموح الأمير قد يواجه بمعارضة من العائلة، وبخسائر حرب اليمن المتزايدة، وبموقفه من قطر والخلافات بين دول مجلس التعاون.
إن هناك احتمالا قويا أن تؤدّي سياساته المؤيّدة للغرب والمعادية لإيران إلى مزيد من التدخّل الأمريكي الإسرائيلي في الخليج والمنطقة العربية. ولهذا فإنه من المتوقع أن تشهد الشهورالقليلة القادمة تطبيعا علنيا سعوديا خليجيا اسرائيليا مدعوما أمريكيا قد ينهي الصراع العربي الإسرائيلي، ويخلق جبهة عربية اسرائيلية أمريكية لحرب مع إيران تدخل منطقة الخليج وعدّة دول عربية أخرى في فوضى عارمة وتزيد الأوضاع الحالية سوءا .
ارسال التعليق