مجزرة الحرم المكي ... ومسئوولية نظام آل سعود
بسم الله الرحمن الرحيم
مجزرة الحرم المكي ... ومسئوولية نظام آل سعود
عبد العزيز المكي
كما كان الحال، في كل مواسم الحج السابقة تقريباً تعرض حجاج بيت الله الحرام إلى مجزرة يوم الجمعة الماضي، بسقوط رافعة بناء في المسجد في مكة المكرمة نتيجة للعواصف الشديدة والرياح القوية، قتلت حسب آخر إحصائية للنظام السعودي 107حاجاً وجرحت238حاجاً آخر، وكما هو الحال أيضاً في كل كارثة يتعرض لها الحجاج يعلن النظام السعودي إجراء تحقيق لتحديد أسباب وقوع الكارثة، فقد وجه مستشار ملك السعودية، أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب حادثة سقوط الرافعة وتقديم نتائجها عاجلاَ!!
على أن البعض منهم المهندسين والفنيين قالوا أن سبب وقوع الجزء المعلق من الرافعة هو خلل فني من المهندسين لأنهم رفعوا الأثقال عن الرافعة وبالتالي تخلخل توازنها وتعادلها فسقطت بحركة الرياح، والبعض الآخر قال نتيجة الإهمال،فالمفروض نقل هذه الرافعات إلى مكان آخر بعد ما حل موسم الحج وإعادتها إلى مكانها بعد انتهاء موسم الحج،ولكن هناك من يرى أن عملية النقل هذه تكلف كثيراً من الأموال،فأصحاب المشروع لا يريدون تحمل هذه التكاليف لمجرد تحريك هذه الرافعات لعدة أسابيع وإعادتها !! وإلى ذلك يرى بعض المراقبين أن لجان التحقيق لا فائدة منها ولا تخرج بنتائج تحدد المقصر ومعاقبته على هذه الضحايا لأن صاحب المشروع هو شركة بن لادن وأمراء آل سعود وعلى رأسهم الأمير الشره محمد بن سلمان ولي العهد ووزير الدفاع والمشرف العام على التقنية الاقتصادية في البلد!
المجزرة إهمال أم لها أبعاد أخرى
صحيح أن الحادثة الدموية المروعة تؤشر بوضوح إلى قصور وإهمال لدى السلطات السعودية وعدم اكتراث بسلامة حجاج بيت الله الحرام، لكن هذا الإهمال ناتج من تصور وسياسة يتبناها النظام السعودى منذ نشوئه -قبل ثمانية عقود تقريباً-وضعها الاستعمار الغربي بمعية المخططين الصهاينة وأوكلها لهذا النظام . وجاءت هذه الخطة على خلفية رؤى وتصورات وضعها المستشرقون الغربيون للقضاء على فريضة الحج، فعلى سبيل المثال وقف المستشرق الفرنسي ورأى مؤتمر الحج العظيم وطواف المسلمين حول قطب الكعبة المشرفة، تعجب من هذا المشهد الرهيب وقال ما معناه أننا لا نقهر هذه الأمة إلا بوضع كتابها خلفها وإفراغ هذه المراسم من معانيها الحقيقية .. وعلى أساس هذه الرؤية والخطط واجه آل سعود فريضة الحج التي هي ركن من أركان الإسلام إذ تحركوا في ذلك على ثلاثة صعد هم:
إفراغ الشعيرة الإسلامية من مضامينها الحقيقية الإلهية وكما هو معروف عند أبناء الأمة الإسلامية أن الله سبحانه وتعالى قدم المنافع فيها على العبادات، أي أن الحج إراده الله مؤتمراً عالمياً لأمة الإسلام لتدارس مشاكلها وتمتين وحدتها وتلاحمها وتماسكها عبر محوريتها حول الكعبة ووحدانية الله سبحانه وتعالى، ومن ثم وضع الخطط وعقد المؤتمرات الجانبية والندوات لتحديد آليات حل مشاكل المسلمين ومواجهة تحديات الطامعين بهذه الأمة، والذين يشكلون أخطاراً داهمة عليها لكن آل سعود دأبوا مند تسلطهم على مقدسات المسلمين بقيام كيانهم بمساعدة الاستعمار البريطاني واليهود، على محاربة الحج والعمل بكل جهد لإخراجه من هذه المضامين وتحويله إلى مجرد طقوس عبادية لا روح فيها ولا حياة ولا قيمة،ولابد من الاعتراف بأنهم نجحوا في ذلك إلى حد كبير...
وإلى جانب محاولات آل سعود وأسيادهم الصهانية والأمريكان والغربيين. إخراج هذه الشعيرة من أبعادها الإلهية، عملوا بكل جهدهم من أجل إبعاد المسلمين عن أداء هذه الشعيرة، والتفكير ألف مرة ,قبل التصميم للذهاب إلى أدائها و.... والمتابع يلاحظ بوضوح محاولات التثبيط والتخويف التي تقوم بها الدوائر الإعلامية والسياسية الغربية والصهيونية للأمة من أجل منع المسلمين من أداء الفريضة بالتخويف والترويع، ولعل القارئ الكريم يدرك هذا العام كيف شن الغرب حملة تخويف من قيام الدواعش بتفجيرات أحزمة ناسفة ومفخخات في موسم الحج، وإلى ذلك فأنه في كل عام تحصل كارثة للحجاج ونشير هنا إلى بعض من تلك الكوارث يثير بعضها تساؤلاً منطقياً وهو هل كل هذه الحوادث كانت بالصدفة ونتيجة إهمال؟ ففي هذا العام كما ذكرنا قبل قليل وقعت فاجعة الرافعة ونأمل أن تكون الخاتمة وإن لا تكون هناك أخرى يتعرض لها حجاج بيت الله الحرام
في عام 2006 في 5يناير وبينما بدأ قرابة 2.5مليون نفر حاج بالتدفق إلى الحرم المكي يوم الجمعة 6 ذي الحجة انهار فندق لؤلؤة الخير في مكة المكرمة أحد المباني الملحقة بفندق يقطنه الحجاج بالقرب من الحرم المكي عند الساعة الواحدة ظهراً ينتج من الحادث وفاة أكثر من 76حاجاً وإصابة العشرات من الحجاج الآخرين وشهد العام نفسه كارثة الفندق ففي 12 يناير 2006قتل 363 حاجاً إضافة إلى 289جريحاً بسبب التدافع قرب جسر الجمرات خلال رمي الجمرات ...
وشهد موسم الحج في عام 2004حادثة بسبب التدافع مات فيها 251 حاجاً ...
وفي عام 2003لقي 14حاجاً مصرعهم نتيجة رمي الجمرات بسب التدافع... وبنفس هذا السبب توفي 35 حاجاً
في عام 2001، وفي عام 1998قتل أكثر من 118 حاجاً وأصيب ما يزيد عن 180آخرين في تدافع بمنى أثناء رمي الجمرات .. وقتل 343 حاجاً وجرح أكثر من 1500 آخرين
في عام 1997م بسبب حريق شب في خيم الحجاج بمنى ،و تكررت هذه الكارثة في الأعوام السابقة, وفي عام 1994 توفي 270 حاجاً في تدافع أثناء رمي الجمرات
ونتيجة عطل في نظام التهوية في نفق بمنى توفي 1426 حاجاً اختناقاً معظمهم من الآسيويين في عام 1990، كما شهدت مواسم أعوام 1989،1988 أحداثاً مماثلة، وفي عام 1987 قتلت القوات السعودية أكثر من 400 حاجاً من جنسيات مختلفة لخروجهم في مظاهرات تندد بأمريكا والكيان الصهيونى وتحت فتوى حرمة الهتافات ضد اسرائيل في الحج، والى ذلك قتل 200 حاجاً في عام 1975... فكل المواسم تقريبا شهدت كوارث وهذا لا يحدث بالصدفة، سيما إذا أخذنا بنظر الاعتبار الأموال الطائلة التي يملكها هذا النظام، فكيف بنظام في العراق يتعرض للتآمر السعودي ولهجمات التكفيرين الذين رباهم النظام السعودي وأرسلهم إلى العراق لقتل أهله يستقبل من7ملايين إلى 20 مليون في مناسبات عدة أهمهما زيارة الأربعين للحسين (عليه السلام) دون حدوث مشاكل وحوادث، عدا تلك التفجيرات التي يقوم بها أدوات آل سعود والصهيونية، التكفيريون من القاعدة والدواعش ومن لف لفهم . لا يوجد وجه للمقارنة من حيث الإمكانات ومن حيث كثرة الزائرين بين السعودية والعراق، ما يعني أن هناك تقصير متعمد من جانب السلطات السعودية لجعل أداء فريضة الحج محفوفةً بالمخاطر وبالتالي منع المسلمين من أداء فريضة الحج هذا إلى جانب قيام النظام السعودي بتحديد نسب معينة لكل بلد يحق لهم المشاركة في الحج، في كل عام، وهو إجراء يدخل في هذا الإطار أيضاً، أي تحديد أعداد الحجاج الوافدين إلى بيت الله الحرام
دثر وتخريب الكثير من المعالم المقدسة في مكة المكرمة خاصةً وفى السعودية عامة كالمدينة المنورة، فقد كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية في تقرير لها في أعدادها الأخيرة، حول التوسعات التي تجريها السلطات السعودية في الحرم المكي في مكة المكرمة عن خطة لتدمير مكان مولد النبي (ص) واستبداله بقصر للملك السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز ومراكز للتسوق .
وقال كاتب التقرير أندروجونسون أن المنطقة المعروفة بأنها شهدت مولد النبي (ص) سيتم دفنها نهائياً تحت أعمدة ضخمة من الرخام ضمن مشروع تتعدى قيمته مليارات الدولارات في إطار توسعات في الحرم المكي والذي بدأ منذ أعوام وأسفر عن تدمير مئات المناطق الأثرية بحسب الصحيفة . وأضاف الكاتب نقلاً عن معهد الخليج الذي يتخذ من واشنطن مقراً له أن 95% من المباني والمناطق الأثرية التي تعود لآلاف السنين تم تدميرها وإحلال فنادق ومراكز للتسوق مكانها.
وتقرير جونسون هو غيض من فيض، فالحديث عن خطة التدمير المنهجية للمعالم الإسلامية قائمة على قدم وساق وسط سكوت الأمة الإسلامية ومنظماتها، ومفكريها وعلمائها، فهذا النظام انكشفت حقيقته خصوصاً بعد عدوانه على الشعب اليمني فهو عدو للأمة ولإسلامها، وهو غير جدير بالمسؤولية في الإشراف على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة المنورة.
ارسال التعليق